بعد اعتراف ترامب بها.. تعرف على سياسة "الصين الواحدة"

كتب: سمر صالح

بعد اعتراف ترامب بها.. تعرف على سياسة "الصين الواحدة"

بعد اعتراف ترامب بها.. تعرف على سياسة "الصين الواحدة"

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنظيره الصيني، شي جين بينج، في اتصال هاتفي، أن إدارته ستحترم سياسة "الصين الواحدة"، متراجعًا بذلك عن تصريحاته السابقة في ديسمبر الماضي، بأن الولايات المتحدة ليست مضطرة للتقيد بسياسة "الصين الواحدة"، التي تقر واشنطن بموجبها بسيادة بكين على تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.

ما سياسة "الصين الواحدة".. ومتى أُقرت؟

سياسة "الصين الواحدة" تعني الاعتراف بأن هناك صين واحدة فقط في العالم، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وبموجب هذه السياسة، تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع الصين الشعبية وليس مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليمًا متمردا لابد أن يعود يوما إلى الوطن الأم، وبموجبها تقيم واشنطن علاقات قوية ولكن غير رسمية مع تايوان وتزود الجزيرة بالأسلحة على نحو مستمر، حسبما أوضح موقع "بي بي سي العربية".

ورغم ادعاء حكومة تايوان بأن الجزيرة كيان مستقل تطلق عليه رسميا اسم "جمهورية الصين"، فيجب على أي دولة ترغب في إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية أن تقطع علاقاتها مع تايوان، ما أدى إلى عزلة تايوان دبلوماسيًا عن المجتمع الدولي.

- متى ظهرت هذه السياسة؟

ترجع بدايات سياسة "الصين الواحدة" إلى عام 1949 ونهاية الحرب الأهلية الصينية، حيث انسحب الجانب الصيني الوطني، الذي كان يعرف أيضا بالـ"كومينتانج" بقيادة تشيانغ كاي تشيك، إلى تايوان وجعلوا منها مقرا لحكومتهم، بينما أعلن الشيوعيون المنتصرون قيام جمهورية الصين الشعبية، وأصر الطرفان على أنهما يمثلان كامل الشعب الصيني.

ومنذ ذلك الوقت، يهدد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم باستخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها رسميًا.

واعترفت الكثير من الحكومات، ومنها الولايات المتحدة، بشكل مبدئي بتايوان، ولكن سرعان ما تحولت بعد أن شعرت الولايات المتحدة والصين برغبة مشتركة في تطوير علاقاتهما الثنائية، في سبعينيات القرن الماضي، وأدى إلى قيام معظم دول العالم بقطع علاقاتها مع تايبيه "والمعروفة أيضا بتايوان" لصالح بكين.

- متى التزمت الولايات المتحدة بسياسة "الصين الواحدة"؟

أقامت الولايات المتحدة علاقات رسمية مع بكين في عام 1979 في فترة حكم الرئيس جيمي كارتر، وبعدها اضطرت واشنطن إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه وأغلقت سفارتها في تايوان.

وفي العام نفسه، أصدرت الولايات المتحدة قانون العلاقات مع تايوان الذي ضمن للجزيرة دعما أمريكيًا كاملًا، وبموجب هذا القانون يتوجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، ولذلك تواصل أمريكا بيع السلاح إلى تايوان.

- من المستفيد من هذه السياسة؟

كانت بكين هي الرابح الأكبر من هذه السياسة التي أدت إلى عزل تايوان، فلم يعترف بها إلا قليل من الدول، إلا أن تايوان لم تخسر كليا حتى مع هذه العزلة، فهي تحتفظ بعلاقات اقتصادية وثقافية مع جيرانها، وتستخدم أساليبها الناعمة مع الولايات المتحدة من أجل الحصول على امتيازات.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيمكنها الاستفادة من علاقاتها الرسمية مع الصين، أكبر دائنيها وشركائها التجاريين، بينما تواصل دعمها لتايوان.


مواضيع متعلقة