الشوبكي: غياب العقوبات شجع إسرائيل على إقرار "قانون التسوية".. والتنسيق مع مصر مستمر

كتب: محمد الليثي

الشوبكي: غياب العقوبات شجع إسرائيل على إقرار "قانون التسوية".. والتنسيق مع مصر مستمر

الشوبكي: غياب العقوبات شجع إسرائيل على إقرار "قانون التسوية".. والتنسيق مع مصر مستمر

استنكر سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي محاولات إسرائيل الأخيرة في استغلال التوتر السياسي بالمنطقة العربية والمرحلة الانتقالية الأمريكية في محاولتها لتمرير قانون يشرعن الاستيطان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عبر تصويت الكنيست وتعمد الحزب اليميني المتطرف على اتباع سياسة تطبيق الأمر الواقع على الفلسطينين عبر مصادرة أراضيهم وبيوتهم وتحويلها إلى مستوطنات اسرائيلية بما يخالف كافة المواثيق والشرائع الدولية مؤكدا أن استخدام الادارة الأمريكية السابقة الفيتو في إدانة الاستيطان أدى إلى ارتباك المشهد السياسي الإسرائيلي بما جعلها تحاول "شرعنة الاستيطان".

وقال السفير الشوبكي في لقاءه بالصحفيين المصريين، اليوم الخميس، أن فلسطين تتفهم أن الدول العربية أصيبت ببلاء سرطان الإرهاب، وأن إسرائيل تنتهز انشغال الدول العربية وتخطي حدود المنطق من خلال توسيع الاستيطان، وتعتاش على دعم ومال اللوبي الصهيوني، فضلا عن تفوقها عسكريا في المنطقة.

وأكد السفير الشوبكي أن المحاولات الإسرائيلية في سرقة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية تعد انتهاكات دولية جسيمة تدمر فرص حل الدولتين، وأن إسرائيل تعاني من ازوداجية في تطبيق القانون على ذات الأرض، فأحدهم يصادرها لصالح المستوطنين والآخر يقتلعها من الفلسطينيين، مؤكدا أن هذا التخبط يلاقي لا يلاقي إجماعا في داخل إسرائيل حتى أن القانون في الكنيست تم التصويت عليه بنسبة 50% لأن إسرائيل بدأت تستشعر خطورة العزلة الدولية التي تلقاها في المحافل الأوروبية وحول العالم جراء سياساتها التعسفية.

ودعا الشوبكي ضرورة الإجماع الدولي على التصدي للتحركات الإسرائيلية، مشيرًا أن هناك تفهما دوليا لحقيقة جريمة الاستطيان الإسرائيلي بالأراضي المحتلة، موضحا أنه توجد معارضة في أوروبا وجزء في أمريكا، ولكن بشكل لا يرقَ للمستوى المطلوب للتنديد، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية لن تصمت هذه المرة وستطرق كافة الأبواب من أجل إيقاف السرطان المتفشي على الأراضي الفلسطينية، معتبرا ان هذه الخطوات الاستباقية من إسرائيل واستغلالها للوضع العربي الراهن والإدارة الأمريكية الجديدة ما هي إلا مقدمة لضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وتمرير استيلاء أراضي القدس ومعاليه أدوميم كخطوة تمهيدية للاعتراف بالقدس عاصمة لهم وهو ما يخالف المواثيق والاتفاقات الدولية.

وأضاف السفير الشوبكي، أن الإنجازات السياسية والدبلوماسية الفلسطينية على أرض الواقع ملموسة ويجب الاستمرار بها للتصدى لإسرائيل وعدوانها المستمر، مؤكدا أن فلسطين تعول كثيرا على الدول العربية الشقيقة التي لا تتفانى في تقديم جل ما تقوى عليه ونقل وجهات النظر الفلسطينية للعالم في كافة المحافل الدولية.

وأكد ضرورة أن يلتم شمل البيت الفلسطيني بالتوافق على برنامح سياسي ونضالي ووطني واحد على أرضية وطنية وليست حزبية، ليتسنى تشكيل حكومة وحدة وطنية ويتجه الشعب الفلسطيني لانتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة تحققق له مطالبه في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

واختتم السفير الشوبكي حديثه بالتأكيد على أنه ليس هناك بديلا عن الدور المصري في القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر تقف على مسافة واحد من الفصائل الفلسطينية وتحرص على لقائهم بشكل دوري انطلاقا من ايمانها العميق وكون فلسطين بعدها الإستراتيجي في المنطقة؛ لأنها محور ومركز الفعل العربي، وأضاف أن الرئيس أبو مازن يحرص دائماً على لقاء أخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انطلاقا من عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين كعلاقة استراتيجية راسخة على مر السنين والحكومات المصرية المتعاقبة، وكانت آخر تلك اللقاءات في أديس أبابا، في إطار المشاورات الدائمة والمستمرة بين الرئيسين.


مواضيع متعلقة