طبيب علاج طبيعى: الدولة عرضت انضمامنا لـ«المهن الطبية» بعد التأكد من إننا مظلومين

طبيب علاج طبيعى: الدولة عرضت انضمامنا لـ«المهن الطبية» بعد التأكد من إننا مظلومين
- إصابات الملاعب
- اتحاد المهن الطبية
- الاحتياجات الخاصة
- التأمين الصحى
- الثانوية العامة
- الجهاز الطبى
- الخدمات الطبية
- الخدمة العسكرية
- الزاوية الحمرا
- أبيض
- إصابات الملاعب
- اتحاد المهن الطبية
- الاحتياجات الخاصة
- التأمين الصحى
- الثانوية العامة
- الجهاز الطبى
- الخدمات الطبية
- الخدمة العسكرية
- الزاوية الحمرا
- أبيض
حجرة واسعة تطل من خلال شباك حديدى صغير على حديقة مستشفى «جراحات اليوم الواحد» بمنطقة الزاوية الحمراء، داخل تلك الغرفة وعلى كرسى من الجلد يتوسط مكتب خشبى صغير يجلس الدكتور أحمد محمد نصير، 36 سنة، مرتدياً البالطو الأبيض ليمارس مهنته كطبيب متخصص فى العلاج الطبيعى.
يتحدث «نصير» عن مشواره مع مهنته فيقول إنه حصل على الثانوية العامة من مدرسة حكومية بمحافظة المنوفية بمجموع 97%، مكنه من الالتحاق بكلية العلاج الطبيعى التابعة لجامعة القاهرة، والدراسة فيها طيلة 5 أعوام كاملة، قبل أن يتخرج فيها عام 2005، ويسلم نفسه للجيش لتأدية الخدمة العسكرية: «كنت فى سلاح الخدمات الطبية، وقضيت خدمتى فى مستشفيات الجيش فى نفس التخصص بتاعى، وبعد ما خلصت جانى تكليف فى بنى سويف، خلصته ورجعت للقاهرة مرة تانية عشان أشتغل ممارس، بعدين حصلت على ترقية فى الجدول وبقيت إخصائى».
يقطع حديث «نصير» طَرَقات متتابعة على باب مكتبه، يطل بعدها أحد العاملين بالمستشفى ليقول: «فيه حالة برة يا دكتور»، بسرعة يرد الطبيب: «دخلها وابعت لى الممرضة»، ثوانٍ قليلة وتدخل سيدة بصحبة زوجها معهما طفلان. يعمل نصير 36 ساعة أسبوعياً بالمستشفى، ويتردد عليه من 50 إلى مائة حالة يومياً، وإلى جانب عمله الحكومى، يشغل «نصير» منصب عضو مجلس إدارة نقابة العلاج الطبيعى، كما يترأس الجهاز الطبى المسئول عن منتخب مصر لـ«الكونغ فو». «العلاج الطبيعى حياة، مش مجرد مهنة إنك تقعد على مكتب وتمضى الصبح حضورك وخلاص»، يقولها «نصير» قبل أن يشرح أكثر: «العلاج الطبيعى حياة متكاملة بين الدكتور والمريض أو الحالة، سواء كان المريض من ذوى إصابات الملاعب، أو من ذوى الاحتياجات الخاصة، أو عنده مشكلة صحية طارئة هتختفى بمرور الوقت باستخدام العلاج الدوائى أو الطبيعى».
يتحدث «نصير» عن المستشفى الذى يعمل به فيقول إنه حكومى يتبع أمانة المراكز الطبية المتخصصة، مثله فى ذلك مثل التأمين الصحى، والمعاهد التعليمية، ويضم أكثر من طبيب للعلاج الطبيعى ما بين استشاريين ومتخصصين وممارسين وتحت التكليف، وباعتباره إخصائياً للعلاج الطبيعى بالمستشفى فإنه مارس عمله فى صورة نوبتجيات، صباحية تمتد من الثامنة صباحاً للثانية مساءً، ومسائية من الثانية مساءً للثامنة مساءً: «باشتغل 4 أو 5 أيام بس فى الأسبوع، ويومى بيبدأ قبل ميعادى فى المستشفى بـ3 ساعات، بأقضى فيهم عبادتى الخاصة بربنا، وباوصّل بناتى الاتنين للمدرسة، وباشتغل فى العيادة يومياً، لو نوبتجيتى صباحية باشتغل فى العيادة بعد الظهر، والعكس بالعكس، وعدد الحالات اللى بتيجى لى فى المستشفى أكتر من اللى بيترددوا علىّ فى العيادة الخاصة». ولأن عمله صعب، كما يقول، فيجب أن يهيئ نفسه نفسياً وبدنياً لاستقبال المرضى: «ما ينفعش أكون متضايق، أو مكتئب وأنا باستقبل المريض، لأن ده فيه ضرر له، لازم أكون مهيأ نفسياً إنى أتكلم مع الحالة وأعرف اسمه، وعمره، ووظيفته، والمشاكل الصحية اللى عنده، عشان أقدر أتعامل معاه بالوسائل العلاجية المناسبة لحالته الصحية»، بعد ذلك يستطيع «نصير» أن يشرح لمريضه المشكلة الصحية التى يعانى منها، ويطلعه على طرق العلاج وكيفية ممارسته، ويحدد له عدد الجلسات التى سيخضع لها: «لازم مريض العلاج الطبيعى يكون عنده ثقة فى الدكتور اللى هيتعامل مع حالته، ويكون عنده ثقة فى المعلومات اللى عند الدكتور». يدق باب العيادة لتدخل سيدة مسنة، بدا أن «نصير» يعرفها ويعرف حالتها، إذ بمجرد دخولها يقطع حديثه ويبادر بالتوجه لها فيبدأ معها جلسة علاج طبيعى، تنتهى الجلسة بسرعة ويعود «نصير» إلى مقعده ليقول: «من الأفضل للمريض إنه يروح لدكتور يكون فاهم المشكلة الصحية، ويقدر يتعامل معاها، مش دكتور هيتاجر بحالته، ويشوفها من ناحية الماديات فقط»، يواصل: «من واجب أى دكتور إنه يحترم المريض، ويحاول التواصل معاه، ويبحث عن طرق العلاج اللى هتتناسب مع حالته الصحية، ولازم يكون متفهم للحالة الصحية للمريض».
{long_qoute_1}
يرى «نصير» أن مهنته كطبيب علاج طبيعى لا تنحصر فقط فى تشخيص حالة المريض أو تقديم وسائل علاجية له فقط، وإنما يجب أن يمتد للتواصل مع المريض نفسه، والتعامل معه كما يحدث فى العالم كله: «دكتور الباطنة على سبيل المثال بيحتاج دكاترة الأشعة ومعامل التحليل ليساعدوه فى تشخيص وتقييم الحالة، وعشان يعرف أو يحدد مرحلة المرض لدى المريض، عشان يقدر يعرف الوسائل العلاجية اللى هيستخدمها فى العلاج». يضرب «نصير» مثلاً على ذلك بقوله: «العادات السيئة عند الشعب المصرى اللى بتسبب له مشاكل كثيرة فى العمود الفقرى، وقد ينتج عنها تقوس فى فقرات العمود الفقرى وهى إن واحد يضع يده على خده فترة طويلة ومستمرة، أو يسند بكوعه على شىء لفترة طويلة، فيضطر المريض إنه يروح لدكتور العظام، فالدكتور بيبعته لى عشان يوصل لنسبة الشفاء 100%، لأن الكبسولة، أو القرص، أو الأنبول، أو الحقنة مش هيوصلوه لشفاء كامل، ولو دكتور العلاج الطبيعى ما فهمش المشكلة صح، يبقى مش هيشخصها صح، وبالتالى هتكون خطة العلاج مش متكاملة أو غير مفيدة».
أما عن أسعار الجلسات فيقول «نصير»: «سعر الجلسة بيتغير من مكان لآخر على حسب المكان والبيئة والطبقة الاجتماعية، يعنى مريض الرحاب بيكون مثلاً سعر جلسته 500 إلى ألف جنيه، أما لو مريض فى منطقة شعبية، فبيبقى سعر جلسته من 25 إلى مائة جنيه».
مقدمته الطويلة عن طبيعة عمله ودراسته نقلته بسلاسة للحديث عن أزمته وزملائه من أطباء العلاج الطبيعى مع اتحاد المهن الطبية، بعد رفض الأخير ضم نقابة العلاج الطبيعى له: «ترتيب العلاج الطبيعى على مستوى العالم لا يتعدى الرابع أو الخامس من جهة الكفاءة، ومن جهة العلم، وإحنا مش بنطالب بحاجة مش من حقنا، ومش أعضاء نقابة العلاج الطبيعى همّا اللى بيطالبوا، الدولة نفسها اللى بتنظم قانون العمل ما بين الوزارات وبعضها، وهى اللى شافت إن مهنتنا اتظلمت فترة طويلة جداً من ساعة إنشائها وتطويرها لحد دلوقتى، يعنى وزير الصحة نفسه هو اللى قدم القانون لمجلس الوزراء ورئيس المجلس وافق واعتمد القانون، وقدمه للجنة الصحة بمجلس النواب ووافقت واعتمدت، وقدمته للجنة التشريعية بمجلس النواب على أساس يطرح فى جلسة عامة».
يبدى «نصير» اعتراضه على موقف البعض الذين يمانعون فى انضمامهم لاتحاد المهن الطبية: «خريجو العلاج الطبيعى لا يزيدون على 150 ألف خريج، معظمهم خارج مصر، والخريجون قليلون كل سنة، ودكاترة العلاج الطبيعى زيهم زى دكاترة باقى التخصصات بل أحسن، لأن علاقة دكتور العلاج الطبيعى بالمرضى عنده أقوى من علاقة المريض بدكتور أى تخصص تانى، يعنى لو دكاترة أى تخصص آخر بيقابلوا مرضاهم مرة فى الأسبوع، فأنا بأقابلهم مرتين أو 3 مرات فى الأسبوع»، ويختتم «نصير» حديثه بقوله: «دكاترة العلاج الطبيعى ناس تعبت بجد عشان توصل للمكانة اللى هيا فيها دلوقتى، فما تجوش عليهم أكتر من كده».