«سمية» تُصلح «عِدد التليفونات» الأرضى: «لولا الواى فاى كنا متنا من الجوع»

كتب: مها طايع

«سمية» تُصلح «عِدد التليفونات» الأرضى: «لولا الواى فاى كنا متنا من الجوع»

«سمية» تُصلح «عِدد التليفونات» الأرضى: «لولا الواى فاى كنا متنا من الجوع»

تعقد طرفى الإيشارب على جانبى رأسها، شاخصة بنظرها على عشرات الهواتف التى ترقد أمامها فى انتظار التصليح، سمية عيد، 37 عاماً، تجلس فى قلب شارع الأزهر بالحسين، تصلح عِدد التليفونات الأرضية، تلك المهنة التى تعلمتها من زوجها الذى تلقبه بـ«الكينج» أو «الأستاذ»: «أنا اتعلمت الشغلانة دى فى 3 أيام وبقيت أسطى تحت إيد جوزى، ودلوقتى باقف أصلح العدد لوحدى»، حيث تعمل بها منذ 7 أعوام.

«لولا الواى فاى كانت شغلانتنا دى ماتت ومتنا من الجوع»، توضح «سمية» أن سوق إصلاح عِدد المنازل انتعشت بعد إلزام تركيب الخطوط الأرضية لتشغيل الإنترنت داخل المنازل والشركات الخاصة والمؤسسات: «الناس فى الأول اعتمدت على الموبايلات وكان السوق واقف، بس بعد ما دخل النت وبقى لازم يكون فى أرضى حتى لو مش بتستعمله رجع الإقبال علينا تانى».

على الرغم من أن هناك من يحتاج الهاتف المنزلى لغرض الإنترنت فقط، إلا أنه لا تزال سوقه منتعشة بين فئات معينة: «فى ناس لسه بتشترى التليفونات دى، واحدة عايزة تكلم أختها وماتعرفش تمسك موبايل، أو مش معاها فلوس تشترى موبايل»، تتراوح تكلفة تصليح «عدة التليفون» بين 15 و50 جنيهاً حسب حالة الهاتف: «فى شغلانتنا دى باتعامل بالقلب، فى ناس مش معاها فلوس وعايزة تكلم أهلها والتليفون بايظ بنصلحه من غير فلوس».

تقضى «سُمية» يومها منذ التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساء، تقف على قدميها دون الشعور بالتعب، كل ما يعنيها محاولة إنجاز وإصلاح تلك الهواتف قبل أن يطلبها صاحبها، ويحتوى مخزنها على أقدم الهواتف التى يلجأ إليها المخرجون لشرائها، بالإضافة إلى بعض الهيئات الحكومية التى لا يهمها الأشكال الجديدة، إنما جودة الهاتف: «أنا عندى عِدد من أيام الملك فاروق اللى شكلها هرمى.. ودى ليها زبونها الخاص، الناس اللى بتحب الأنتيكات».


مواضيع متعلقة