أزهريون: «المشيخة» اختارت الصدام مع الدولة فى «الطلاق الشفهى»

أزهريون: «المشيخة» اختارت الصدام مع الدولة فى «الطلاق الشفهى»
- آمنة نصير
- أجهزة الإعلام
- أجهزة الدولة
- أحمد الطيب شيخ الأزهر
- أولياء الله
- إثارة البلبلة
- اعتصامى رابعة والنهضة
- الأعلى للشئون الإسلامية
- آثار
- آمنة نصير
- أجهزة الإعلام
- أجهزة الدولة
- أحمد الطيب شيخ الأزهر
- أولياء الله
- إثارة البلبلة
- اعتصامى رابعة والنهضة
- الأعلى للشئون الإسلامية
- آثار
أثار بيان هيئة كبار العلماء، أعلى مؤسسة دينية تابعة للأزهر، حول الطلاق الشفهى، الذى أصدرته مساء أمس الأول، حالة من الجدل والصدمة لدى المعنيين بالملف الدينى والمتابعين له، بعد أن أكدت «كبار العلماء»، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقوع الطلاق الشفهى، دون الحاجة إلى توثيقه، والتعريض بأوضاع البلاد الاقتصادية فى مسئوليتها المباشرة عن شيوع ظاهرة الطلاق، فى إشارة إلى مسئولية الرئيس السيسى عن ذلك، وليس إثبات الطلاق والشهود، على حد قول البيان.
وأكد أزهريون ومعنيون بالملف الدينى أن «المشيخة» بهيئاتها دخلت على خط الصدام مع الدولة ومؤسساتها التى تسعى لتجديد الخطاب الدينى وفقاً لمعطيات العصر والحفاظ على استقرار المجتمع والأسرة، باعتبار هذا الأمر أحد مقاصد الشريعة، مشددين على ضرورة تنقية وتطهير المؤسسات الدينية خصوصاً التابعة للمشيخة، من أصحاب المصالح والأهواء، والانتماءات والمتشددين ممن يدينون لتنظيم الإخوان والسلفية، ويعتنقون أفكاراً متشددة أو متجمدة، وباتوا يسيطرون على القرار ومقاليد الأمور فى الأزهر، وبعضهم أعضاء فى «كبار العلماء» أكبر هيئة ومرجعية إسلامية. {left_qoute_1}
وقال حسين القاضى، الباحث فى الحركات الإسلامية، لـ«الوطن»، إن العلاقة بين الدولة والأزهر دخلت منعطفاً خطيراً، بعد البيان المتطاول لهيئة كبار العلماء، الذى خرج عن إطار القضية الخلافية وتجاوز فكرة الرأى الشرعى والفقهى فى وقوع الطلاق الشفهى من عدمه، إلى انتقاد أوضاع الدولة، وقالت إن ظاهرةَ شيوع الطلاق، لا يمكن القضاء عليها باشتراط الإشهاد أو التوثيق، وإنما يحتاج إلى رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكلِّ أنواعها، وتثقيفهم عن طريق أجهزة الإعلام المختلفة، والفن الهادف، والثقافة الرشيدة، والتعليم الجادّ، والدعوة الدينية الجادَّة المبنيَّة على تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة وعِظَمِ شأنها فى الإسلام، وتوجيه الناس نحوَ احترامِ ميثاق الزوجية الغليظ ورعاية الأبناء، وتثقيف المُقبِلين على الزواج.
وأشار «القاضى» إلى أن المشيخة عملت على حشد المؤسسات الدينية الأخرى من دار الإفتاء، ومجمع البحوث الإسلامية، فى صدامها مع الدولة، وأن الوجود الإخوانى والجهادى والسلفى فى المشيخة كان له أثره على قرارات وتحركات الهيئة طول السنوات الأخيرة، مضيفاً: «فى أعقاب ثورة 30 يوليو، أصدر الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء، بياناً وصف فيه ثورة الشعب بالانقلاب العسكرى، الذى يعيد عقارب الساعة فى مصر ستين عاماً مضت، وأن الدولة البوليسية القمعية اعتمدت سبل الإقصاء للمعارضين حتى وصل الأمر إلى أن أصبح الشعب كله معزولاً سياسياً يجرى تزوير إرادته، فيما تزيد معاناته من أجهزة القمع والإرهاب، كما وصف ما حدث أيضاً بأنه انقلاب على الهوية الإسلامية لمصر التى استقرت وتجذرت عبر التاريخ».
وأكد «القاضى» أن وجود مثل تلك الشخصيات داخل المؤسسات الدينية يفتح باب الفتنة الطائفية، وعقب فض اعتصام الإخوان فى ميدان رابعة العدوية، 14 أغسطس 2013، ظهر على السطح حجم العناصر والقيادات والكوادر الإخوانية والموالين لهم داخل المشيخة، متابعاً: «انتفضت تلك القيادات للدفاع عن تنظيم الإخوان، الذى سبق أن وصفه الأزهر بغير الشرعى، فيما أبدى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقتها رفضه فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، واختار العزلة فى الأقصر فور الفض».
وأشار «القاضى» إلى أن الدكتور حسن الشافعى، عضو هيئة كبار العلماء، حاول فى تلك الأثناء، تأليب الشعب على الدولة، بمطالبته المصريين بإعلان رفضهم ما وصفه بـ«الظلم الفادح الذى لم نشهد له مثيلاً حتى من المستعمرين»، ودعا علماء مصر وفى مقدمتهم شيخ الأزهر إلى نجدة من سماهم «المتظاهرين العزل الذين حاصرتهم قوات الشرطة من كل جانب»، واستنجد بعلماء العالم الإسلامى، وقال إن ما حدث «مسلسل قتل جماعى انتقامى بلا ضرورة».
وأعلن يوسف القرضاوى، الداعية الإخوانى الهارب فى قطر حالياً، الذى كان عضواً فى «كبار العلماء» رفضه ثورة 30 يونيو، وقدم استقالته من الهيئة فى أعقاب فض «رابعة» بعد إهانته للشيخ أحمد الطيب الذى أتى به عضواً بالهيئة رغم تحذيرات أجهزة الدولة المختلفة لاختياره بها.
وأشار «القاضى» إلى أن هناك قيادات داخل «كبار العلماء» لها ميول إخوانية وسلفية، وآثار هؤلاء وبصماتهم واضحة، حتى إن مجلة الأزهر نشرت كتاباً للشيخ مصطفى الطير، وهو وكيل جماعة الإخوان، مستطرداً: «لو فرضنا أن الرجل غير معروف لتجاوزنا عن هذا، لكن كيف يمكن لنا أن نتجاوز عن مدح المشيخة لسيد قطب، الذى اعترف القرضاوى ومحمد عمارة أنفسهما أنه كفَّر مسلمى العالم، وأخرجهم من التوحيد، ثم تأتى المشيخة لتعتبره من أعظم مفكرى مصر، فللأسف الأزهر مخترق من الإخوان والسلفيين، ولا يمكن تجديد الخطاب الدين أو مواجهة الإرهاب فكرياً إلا بإبعاد المنتمين للإخوان والسلفيين أولاً عن تلك المؤسسات، لننتقل بعدها إلى مرحلة تطوير الخطاب، خصوصاً والمشيخة اليوم ليس فيها شخصية لها وجود ومكانة فى البيئة العلمية وبين طلبة العلم، وينظر إليها على أنها مرجعية دينية فى العلم والتربية، بل إن بعض قياداتها يخطئون فى اللغة العربية بشكل فاحش، ويستثنى منهم قلة».
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن موقف شيخ الأزهر من تنظيم الإخوان هو موقف القابل لوجوده بالأزهر، وهو ما أعلن عنه فى حوار تليفزيونى مع قناة دبى عام 2013 بقوله: «لا بد أن نفرق بين جماعة الإخوان والجماعات الدينية الأخرى المذهبية أو الطائفية، فالإخوان من الناحية الفكرية والعقدية لا خوف منهم بدليل أن بينهم من هو متشبع بفكر الأزهر تماماً وفى نفس الوقت عضو فى الجماعة، وليست لدينا مشكلة كأزهر فى هذا الجانب».
وأشار «عيد» إلى أن نماذج القبول والوفاق بين «الطيب» وقيادات إخوان، تعددت بعد أن استقبل الإمام مرشد الإخوان الأخير محمد بديع فى مكتبه بترحاب لم يرَه الإخوان طول تاريخهم من مشيخة الأزهر، وتوالت مواقف الأزهر المتوددة والمتقربة من تنظيمهم بعد نجاح التنظيم فى الوصول إلى رئاسة الجمهورية، حتى إن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الحالى، قال فى خطبة له نوفمبر 2012، إن محمد مرسى (الرئيس المعزول) «أحد أولياء الله ويجب اتباعه، ويحق له عزل من يريد والجلوس على منصة القضاء إن شاء»، فيما وصف فى المقابل جبهة الإنقاذ، بجبهة «الخراب».
وأضاف «عيد»: «لم تُصدر هيئة كبار العلماء سوى بيانات تُعد على الأصابع، لإدانة الهجمات الإرهابية التى نفذتها مجموعات مسلحة، على عدد من أكمنة القوات المسلحة، إلا أنها لم تهاجم الإخوان فى بيان واحد منها فى الوقت الذى أصدرت بيانات للرد على مقالات انتقدت المشيخة، واعتبر ذلك إضراراً بالهويَّة الإسلاميَّة لمصر، وهى لم تقدم أى مشاركات حقيقية فى ملف تجديد الخطاب الدينى أو الفكر الدينى، فالموقف الحالى للأزهر وهيئاته مخالف للموقف التاريخى للمشيخة».
من جانبها، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إنه ليس أمام الدولة إلا أن تواصل الدعوة للتجديد، عسى أن يأتى جيل جديد للأزهر يلتقط الرسالة، لأنه لم يعد هناك عشم فيمن «شب على الجمود، فشاب عليه».
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه من الضرورى تغيير قانون الأزهر، لتطهير تلك المؤسسة من أصحاب الأهواء والانتماءات غير الوسطية، مضيفاً: «المشيخة لم تتحرك ولم تفعل أى شىء بعد تعيين 6 آلاف معيد إخوانى داخل الجامعة، وهناك تسجيلات بالصوت والصورة لقيادات فى المشيخة وهى تجامل الإخوان، وتوجد حالة تخبط داخل المشيخة، وتناقضات، بعد أن انشغلت مؤسسات الدعوة بالصراع مع المثقفين والإعلام والكتاب، دون أدنى تحرك ملموس من هيئاتها نحو تجديد الخطاب الدينى، فالخطاب الأزهرى الوسطى تراجع أمام خطاب الجماعات الإسلامية». وقال عمار على حسن، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن «كبار العلماء» تريد أن تجعل من نفسها وسيطاً بين الناس والله، وهو ما يتنافى مع صحيح الدين الإسلامى وجوهره، وفى ظل تفرع وتشعب المؤسسات التى تجعل كل واحدة فيها نفسها وسيطاً تتشكل جبهات عديدة تبعد الناس عن الوسطية، وتزيد انقسامها، ويزيد حجم الإملاءات والرقابة على النية البشرية، وهيئة كبار العلماء تلعب ذلك الدور الذى كانت تلعبه بعض مؤسسات الكهنوت فى القرون الوسطى فى اليهودية والمسيحية، فهى التى تحكم ما إذا كان كتاب معين ينشر أم لا، وتقر ما إذا كان الرأى ضد الدين أم لا.
فى المقابل، رحب تنظيم الإخوان والسلفيون ببيان هيئة كبار العلماء، ودافعوا عنه، وقال سامح عبدالحميد، القيادى بالدعوة السلفية: «أطالب برفع دعوى قضائية ضد سعد الدين هلالى، وخالد الجندى، بتهمة إثارة البلبلة فى المجتمع بفتاوى غير شرعية».
ورحبت صفحات ومواقع تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى، على مواقع التواصل الاجتماعى ببيان «كبار العلماء» والدكتور أحمد الطيب، وقال يحيى إسماعيل، القيادى الإخوانى، فى تصريحات على موقع رصد الإخوانى، إن الطلاق الشفهى مؤامرة على الإسلام وتعاليمه.