للتدخين الإلكترونى نهايتان: الأولى إدمان.. والثانية انفجار السيجارة

كتب: ريم أحمد

للتدخين الإلكترونى نهايتان: الأولى إدمان.. والثانية انفجار السيجارة

للتدخين الإلكترونى نهايتان: الأولى إدمان.. والثانية انفجار السيجارة

انفجار نتج عنه تشوهات فى وجه شاب وإصابته بحروق من الدرجة الثانية، لم يكن السبب فيما سبق انفجار قنبلة يدوية الصنع، وإنما كانت سيجارة إلكترونية انفجرت فى وجه شاب أثناء تدخينه لها، هذا المشهد الذى تداوله الملايين عبر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، يفتح من جديد النقاش حول أسباب اتجاه الكثير من الشباب إلى التدخين الإلكترونى والأضرار الحقيقية الناتجة عنه على المدى القريب والبعيد، وما إذا كان هذا التدخين الإلكترونى يضع الشباب بالفعل على أولى خطوات الإقلاع عن التدخين..

{long_qoute_1}

دراسة علمية أمريكية خلصت إلى أن السجائر الإلكترونية تحتوى على بعض المواد الكيماوية السامة، الدراسة التى أجريت على الفئران أكدت أن دخان السجائر الإلكترونية يضر بالرئة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض التنفس، ليس هذا فقط وإنما رصدت الدراسة وجود آثار سموم توصف كيماوياً بـ«الجذور الحرة» مشابهة لتلك السموم الموجودة فى تدخين السجائر العادية.

منذ بضع سنوات انتشر مصطلح التدخين الإلكترونى، وكان الهدف الرئيسى من اتجاه الشباب إليه هو اعتقادهم أنه سيساعدهم فى التخلص من إدمان السجائر والشيشة، ولكن النتيجة كانت العكس تماماً، وفقاً لـ«أحمد خالد» أحد الشباب الذين أدمنوا التدخين الإلكترونى والذى قال أنه عندما اتجه إلى هذا النوع من التدخين كان يعتقد أنه سيساعده فى التخلص من تدخين السجائر، ولكن ما حدث كان العكس، فأصبح مدخناً شرهاً لكلتيهما».

دراسة أخرى تابعة لجامعة «هارفارد» أكدت خطورة المواد الكيميائية التى يتم استخدامها فى صناعة ما يسمى بالـ«vape» والسجائر الإلكترونية بشكل عام، وأوضحت أن تجمع المواد الكيميائية بهذا الشكل يجعلها سامة عند استنشاقها وتؤدى إلى تدمير الرئتين، وأكدت الدراسة زيادة نسبة المدخنين من هذا النوع بدرجة لا يستهان بها فى الآونة الأخيرة.

«أحمد. م» أحد الشباب الذين اتجهوا إلى التدخين الإلكترونى، بالرغم من أنه لم يكن مدخناً للسجائر، يقول الشاب العشرينى «بدأت التدخين بالشيشة التقليدية وعندما ظهرت الشيشة الإلكترونية رغبت فى أن أجربها، والآن أصبحت أدخن الشيشة العادية والإلكترونية وأيضاً السجائر».

أما «خالد. س» فلا يعتقد أن هناك ضرراً حقيقياً من التدخين الإلكترونى، ويتحدث عن بداية تعرفه عليه قائلاً: «تعرفت على هذا النوع من خلال صور انتشرت له على مواقع التواصل الاجتماعى، وعلمت أن هناك العديد من النكهات فقررت أن أجربها بنفسى، ومنذ ذلك الوقت وأنا مدخن إلكترونى شره ولا أفكر فى التوقف عن هذا النوع من التدخين».

أما مصطفى عاصم فلم يكن مدخناً شرهاً يوماً، ولكنه قرر التوجه إلى التدخين الإلكترونى منذ 4 شهور فقط، يقول «مصطفى» إن «السجائر الإلكترونية لا يوجد بها قطران ونسبة النيكوتين فيها أقل، لذا قررت التعامل بها حتى أقلل من النيكوتين فى جسمى».

يتحدث الشاب العشرينى عن بدايته مع التدخين الإلكترونى قائلاً «عندما قررت استخدام السجائر الإلكترونية لم أكن أعرف كيفية استخدامها ثم اكتشفت أن هناك بعض الجروبات الموجودة على الفيس بوك تقوم بتعريف الشباب المبتدئ بكيفية التعامل مع هذا النوع من التدخين خاصة أن السيجارة الإلكترونية بها الكثير من التفاصيل مثل الليكويد وهو السائل المتاح بنكهات عديدة، والكويل وهو نوعان؛ الميكانيكال ولا يوجد به دائرة أمان، وآخر ريجلويتيد وهذا به دائرة أمان وشاشة تظهر عليها أن الجهاز درجة حرارته ارتفعت وحينها يفصل على الفور».

يتابع «مصطفى»: «الأزمة أن هناك بعض الشباب غير المحترفين يقومون بصناعة الكويل بأنفسهم وبطريقة خاطئة، وهذا هو ما يضعهم فى دائرة الخطر ويعرضهم لانفجار السيجارة فى أى وقت».

وعن أسعار السجائر الإلكترونية يقول «مصطفى» إن «الأسعار تبدأ من 800 جنيه وتصل إلى 5000 جنيه، وهذا للجهاز الذى يتم شراؤه مرة واحدة، ولكن الكويل يتم شراؤه بـ50 جنيهاً وقد يتطلب الأمر تغييره كل أسبوعين أو أقل على حسب الاستخدام، والليكويد أيضاً سعره فى متناول الجميع فسعر الزجاجة حجم 30 مللى لا يتعدى 50 جنيهاً، وبالطبع كل شاب يحتاج لشراء كميات بقدر استخدامه للسيجارة الإلكترونية».

وينهى «مصطفى» حديثه قائلاً «للأسف هناك بعض الشباب بعد توجههم للتدخين الإلكترونى تنعدم لديهم فكرة الإقلاع عن التدخين، وهناك من ينتهى بهم الأمر بأن يجمعوا بين تدخين السجائر العادية والإلكترونية».

«بدأت بتدخين السجائر وأصبحت مدمناً لها وحاولت الإقلاع عنها كثيراً، ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل»، هكذا بدأ «أحمد. ف» حديثه عن مشواره مع التدخين قائلاً «عندما سمعت عن المدواخ وهو نوع آخر من السجائر يكون عبارة عن أنبوب من العاج أو الخشب يوضع فى طرفه تبغ ويتم تدخينه فى وقت قصير جداً، قررت أن أجربه اعتقاداً منى أنه سيساعدنى فى الإقلاع عن التدخين، ولكننى اصطدمت بحقيقة أخرى وهى أن التدخين الإلكترونى يضاعف من إدمانك للسجائر ويجعلك مدخناً للنوعين الإلكترونى والعادى».

الجدير بالذكر أنه وبالرغم من إقبال الكثير من الشباب على التدخين الإلكترونى، إلا أن العديد من الجهات الرقابية تمنع تداوله وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك، حيث كانت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية قد قررت عدم الموافقة على تسجيل أو استيراد أو تداول كل ما يندرج تحت مسمى السجائر الإلكترونية بالسوق المصرية فى جلستها بتاريخ 16/6/2011، وجاء قرار اللجنة بسبب عدم توافر أية دراسات إكلينيكية تثبت عدم خطورة هذه المنتجات على الصحة.

«محمود» صاحب محل لبيع السجائر والشيشة الإلكترونية يقول «أكثر الفئات التى تقبل على شراء هذا النوع هم الشباب، وأكثر الأنواع التى تلقى رواجاً بين الشباب هى الـvape».

يقول «محمود» إن «هناك نوعاً من الشباب يبحث عنها رغبة فى الإقلاع عن تدخين السجائر وهناك نوع آخر يقوم بشرائها بغرض المنظرة».


مواضيع متعلقة