الوقاية من السرطان

خالد منتصر

خالد منتصر

كاتب صحفي

«الوقاية من السرطان» عبارة من الممكن أن تكون غريبة على المصريين لأن ثقافة الوقاية ما زالت غائبة فى مجتمعنا، سأنقل لكم بعض المفاهيم التى سمعتها من محاضرة للصديق د.محمد شعلان، أستاذ جراحة السرطان بمعهد الأورام، والتى لا بد أن يعيها المسئولون فى وزارة الصحة لبداية وضع خطة قومية للوقاية من السرطان الذى استشرى فى مصر ويزحف بعد سنوات ليحتل المرتبة الأولى فى أسباب الوفاة، سنقدم بعض الأرقام والمعلومات التى تدق جرس الإنذار: - أكثر من 10000 حالة سرطان جديدة سنوياً - ستضاعف الأعداد حتى 2020 للأسباب التالية: 1- استمرار النمو السكانى وارتفاع متوسط عمر المواطن المصرى. 2- تحسن تشخيص السرطان وتسجيله. 3- تزايد عوامل الاختطار كالتدخين والسمنة والتلوث والعدوى. - معظم الحالات تشخص فى مراحل متأخرة مما يؤدى إلى ارتفاع التكاليف، وانخفاض معدلات الشفاء، وعدم وجود برنامج قومى لمكافحة السرطان - 40% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها، 40% يمكن الشفاء منها، 20% يمكن تلطيف آثارها. - التعامل مع السرطان يتم بانهزامية من المسئولين والمواطنين وعدم الوعى المجتمعى بالمشكلة. - من المنتظر أن يتفوق السرطان على أمراض القلب والحوادث كسبب للموت فى غضون العشرين عاماً القادمة. - العبء الاقتصادى للسرطان فى مصر يقدر بالمليارات. - 40% من حالات السرطان يسببها 3 عوامل أساسية: 1- التدخين. 2- انتقال العدوى. 3- أنماط حياتية غير صحية (غذاء، سمنة، عدم الحركة، تلوث). - بالنسبة للتدخين 44% من الذكور المصريين (15-60 عاما) مدخنون، 51% من المصريين يتعرضون للتدخين السلبى، قانون مكافحة التدخين لعام 2007 لم يفعل لعدم صدور اللائحة التنفيذية حتى الآن. - أهم مسببات سرطان الكبد والمثانة البولية وعنق الرحم من الممكن الوقاية منها مثل الالتهاب الكبدى الوبائى B وC: 12% والفيروس الحليمى HPV الذى له تطعيم لم يتم تعميمه حتى الآن. - تلوث الهواء من أهم مسببات السرطان فقد لوحظ ارتفاع تركيز الجسيمات الدقيقة فى بعض مناطق القاهرة لتصل إلى ug/m3 1000، وعوادم الديزل ومسابك الرصاص هى أساس الملوثات المسببة للسرطان، وكذلك الإسبستوس وعلاقته بسرطان الغشاء البلورى. - تلوث المياه والمبيدات: ترتفع نسبة تلوث مياه النيل إلى حد كبير عند القاهرة، أثبتت دراسات المركز القومى للبحوث أن تركيز المبيدات المسرطنة مرتفعة فى بعض زراعات الخيار فى مصر. - بالرغم من أن 40% من الحالات يمكن الشفاء منها عن طريق الاكتشاف المبكر فإن معظم حالات السرطان يتم تشخيصها متأخرا (74% من حالات سرطان الثدى فى سجل الغربية) مما يترتب عليه انخفاض نسب شفاء المرضى وتكون تكاليف علاج المراحل المتأخرة باهظة وذات آثار جانبية مرتفعة. - يبلغ عدد الأطباء المتخصصين فى الأورام من مختلف التخصصات المسجلين فى الجمعية المصرية للسرطان 620 طبيبا فقط. - تكلفة علاج السرطان سنوياً مليار ونصف مليار جنيه للحالات الجديدة فقط وذلك بخلاف الحالات القديمة (الإيكونوميست 2009). • هناك قصور شديد فى ميزانيات مراكز الأورام، فميزانية معهد الأورام 2009، بلغت 35 مليون جنيه فى حين أن فعلياً تم صرف 150 مليون جنيه، يعتمد تمويل علاج السرطان فى مصر إلى حد كبير على التبرعات، يوجد فى مصر 40 جهاز علاج إشعاعى فى حين التوصيات الدولية تشير إلى أن حجم الاحتياج هو 160 جهازا. • التحديات التى نواجهها لمكافحة السرطان هى: غياب خطة قومية لمكافحة السرطان، عدم إدراك حجم وباء السرطان، عدم إدراك إمكانية الوقاية والحاجة إلى التبكير باكتشافه، ضخ مزيد من الموارد لعلاج السرطان ليس الحل، نظام رصد السرطان يحتاج للتطوير، الاعتقاد الانهزامى تجاه السرطان من العامة والمسئولين، البنية الأساسية تتسم بالقصور، الموارد البشرية غير كافية، الكثير من الحلول تقع خارج النظام الصحى، علاج الحالات المتأخرة يؤدى إلى انخفاض نسبة الشفاء بالرغم من العلاج الباهظ.