القبائل السيناوية تقطع طريق الشاحنات المتجهة إلى غزة احتجاجاً على تجاهلهم فى «مدينة حمد»

كتب: شيماء عادل وسارة نورالدين

القبائل السيناوية تقطع طريق الشاحنات المتجهة إلى غزة احتجاجاً على تجاهلهم فى «مدينة حمد»

القبائل السيناوية تقطع طريق الشاحنات المتجهة إلى غزة احتجاجاً على تجاهلهم فى «مدينة حمد»

زيارة وصفها البعض بأنها «تاريخية» فهذه هى المرة الأولى التى يقدم فيها أمير عربى قطرى على زيارة قطاع غزة، ليس وحده فقط وإنما بصحبته عدد من ممثلى الوزارات والهيئات القطرية كانت فى مقدمتها وزارة الإسكان، ليُستقبَل الأمير بحفاوة من قبل أهالى القطاع ويستقبل هو حفاوة الشعب بوهبه «منحة» قطرية وصلت إلى 400 مليون دولار لبناء مدينة سكنية حملت اسمه (حمد)، وضع الأمير القطرى حجر الأساس ووقع بروتوكولاً مع شركتين إحداهما فلسطينية وتسمى «سكيلز آند كواليتى»، والأخرى مصرية ممثلة فى شركة «المقاولون العرب». مرت 6 أشهر حتى بدأ التنفيذ وبدأت عمليات إدخال مواد البناء عبر مدينة رفح الحدودية من جانب الشركتين المصرية والفلسطينية مستخدمين شركتى «مقاولات» تتوليان عمليات الإدخال وهما «البراق» التابعة للشركة المصرية «المقاولون» والتى اتخذت من مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة العريش مقراً لها، و«أبناء سيناء» التابعة للشركة الفلسطينية، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من أبناء سيناء الذين قاموا بقطع الطريق ومنع دخول الشاحنات المحملة بمواد البناء إلى القطاع لحين إشراكهم فى عمليات البناء وعدم قصرها وحصرها على شخصيات بعينها.[SecondImage] داخل خيمة احتموا بها من أشعة الشمس وعلى جانبى أحد طرق قرية السكساكة الواقعة على طريق الشيخ زويد إلى مدينة رفح، جلس العشرات من أهالى القبائل المختلفة ما بين سواركة وترابين وريميلات، لمراقبة الطريق الذين قطعوه بإطارات السيارات المحترقة مانعين مرور الشاحنات المحملة بمواد البناء إلى القطاع سامحين لها بالعودة من حيث أتت، منتظرين نتيجة حوارهم مع محافظ شمال سيناء بضرورة فتح عقود عمليات إعمار غزة حتى يستفيد منها جميع أهالى سيناء وليس قصرها وحصرها على شخصيات بعينها. «عليان»، أو «أبوالوليد» كما يناديه مرافقوه، أحد الداعين إلى الاعتصام وقطع الطريق على الشاحنات، يقول لـ«الوطن»: عانى شمال سيناء من تهميش طوال الفترات السابقة واليوم عندما يدخل المدينة أموال تصل إلى 50 مليون دولار كدفعة أولى فى إطار خطة تعمير غزة وبناء المدينة القطرية لا يستفيد منها الأهالى ويتم حصرها على شركتين إحداهما مصرية وهى «البراق» وتعمل لصالح شركة المقاولون العرب من الباطن وتتخذ من مقر حزب الحرية والعدالة بالعريش مقرا لها، والثانية «أبناء سيناء» وتعمل لصالح شركة «سكيلز آند كواليتى» الفلسطينية. ويضيف: أول عقد تم توقيعه كان لشركة المقاولون العرب التى لجأت إلى شركة «البراق» من الباطن للتواصل مع بعض الأهالى الذين يملكون حدوداً مع قطاع غزة لتسهيل وتأمين دخول مواد البناء فى الطريق إلى المعبر لتأتى بعدها شركة «أبناء سيناء» التابعة للشركة الفلسطينية وتتواصل مع عدد من الأهالى على المنطقة الحدودية أيضاً كى تؤمن هى الأخرى دخول موادها، إلا أن المقاولون العرب كانت قد سيطرت على أغلب الطرق المؤدية إلى المعبر وهو ما أدى إلى وقوع صراع وخلافات بين الشركتين ووصل الموضوع إلى قيام أهالى سيناء من العاملين مع الشركتين بخطف بعضهم البعض وتوقيف الشاحنات لكل منهما وهو ما أدى إلى حدوث فتنة وجعل بقية القبائل تقرر إيقاف عمليات دخول مواد البناء، وعدم استئنافها إلا بعد إرضائهم جميعاً.[FirstQuote] «عليان» أوضح أنه قضى شهرين يتنقل خلالهما بين المسئولين فى محافظة شمال سيناء فى محاولة منه لتوضيح أن عمليات قصر عقود توفير وإدخال مواد البناء على شخصين فقط متمثلين فى شركتين سيعمل على خلق حالة من الاحتقان بين أبناء القبائل ربما تصل إلى حرب أهلية إلا أن المسئولين رفضوا الإصغاء له إلى أن وقعت عمليات خطف وسرقة بين أهالى سيناء العاملين فى الشركتين المتنافستين، مردداً: «هذه هى المرة الأولى التى يدخل فيها مبلغ 50 مليون دولار إلى شمال سيناء فى ظل وجود أفراد لا يجدون لقمة العيش وأصبحوا غير قادرين على شراء السلع الأساسية التى قفزت أسعارها بسبب تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق». «أبوالوليد» أكد أن استمرار احتكار مواد البناء لشركتين فقط سيؤدى إلى إشعال فتنة ونشوب حرب أهلية بين أبناء القبائل والحل يكمن فى فتح العقود أمام كل من يرغب من المقاولين فى المساهمة فى نقل أو بيع أو تشوين أو توريد مواد البناء إلى غزة وأن يكون المجتمع السيناوى طرفاً فى هذا الإعمار من خلال كبار العائلات دون قصره على أشخاص أو أن تكون الدولة وحدها هى المسئولة عن هذه المهمة وأن تدخل هذه الملايين خزينتها ويستفيد منها الشعب بأكمله، مردداً: «لا نستبعد أن يكون دخول هذا المبلغ إلى سيناء من قبل قطر متعمدا لإشعال الفتنة، فمعنى أن يحتكر هذا العمل إنسان أو اثنان فى الوقت الذى لا يجد فيه حوالى 200 ألف نسمة لقمة عيش مستمرة له ولأولاده دليل على أننا ما زلنا خارج اهتمامات الدولة». ضغوط مستمرة تعرض لها «عليان» ورفاقه كى يفضوا اعتصامهم، كان من بينها منحهم مبالغ مادية من قبل الشركتين حتى يتوقفوا ويسمحوا للشاحنات بالمرور إلا أنه رفض معللاً ذلك بأنه يريد هو ورفاقه من كبار العائلات السيناوية تحقيق العدالة الاجتماعية التى لم يشعر بها المواطن السيناوى من قبل خاصة ما قبل الثورة وسيطرة الحزب الواحد على كل شىء، مردداً: «أهالى سيناء ما زالوا يشعرون أنهم خارج اهتمامات الدولة وخاصة الشيخ زويد ورفح التى يعيش أهلها حالة من الهوس بعد مذبحة 16 جنديا على الحدود مفيش مسئول واحد راضى يفهمنا إيه اللى بيحصل». وأضاف: «سيناء أصبحت مفتوحة أمام الجميع فمنذ أشهر عرض علينا عبدالرحمن الشرنوبى نائب مجلس الشعب المنحل عن جماعة الإخوان المسلمين الانضمام إلى شركة يقوم بتأسيسها لتنمية وتعمير سيناء من خلال تجميع رؤوس أموال أهالى سيناء وضخها فى هذه الشركة لعمل أبحاث ودراسات للمستثمرين من رجال الأعمال ممن يريدون الاستثمار فى سيناء وهو ما قابلناه بتخوف شديد خاصة أن هذا القيادى لم يكن لديه مشكلة من تجميع رؤوس أموال غير شرعية لأشخاص سيئى السمعة من العاملين فى تهريب الأفارقة والأنفاق وهو ما اعتبرناه غسيل أموال ومحاولة من الإخوان المسلمين للسيطرة على أصحاب رؤوس الأموال فى سيناء». محاولات كثيرة حاول الأهالى بها إثبات وجودهم على الخريطة السيناوية كان من بينهم «سلمان»، الذى حاول استصلاح وزراعة أرضه الكائنة فى مدينة الشيخ زويد، وتوقف مشروعه منذ عامين فى انتظار حصوله على حيازة كهرباء لأرضه لكى يستخدمها فى رفع المياه الجوفية بالموتور لاستصلاحها وما زال طلبه موجوداً فى القاهرة دون الرد عليه حتى لحظات كتابة هذه السطور. «أبوالوليد» وغيره من كبار العائلات قرروا مواصلة اعتصامهم وقطع الطريق المؤدى إلى المعبر حاصلين على دعم وموافقة عدد من قبائل بئر العبد والفواخرية الذين تضامنوا معهم فى عدم السماح بدخول مواد البناء، ليعلن «أبوالوليد» ورفاقه أنه فى حال عدم الاستجابة لمطالبهم سيتم منع الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية من الدخول إلى القطاع. أخبار متعلقة: سيناء ما بعد «الثورة».. صاحب البيت غريب فى أرضه «الوطن» بين «أهالى المعاناة» على القرى الحدودية الأنفاق.. المتهم الأول فى إصابة أطفال «رفح» بالأمراض الصدرية