العطش يعيد «الدقى» إلى العصور الوسطى

07:55 م | الجمعة 03 فبراير 2017

معاناة شديدة يعيشها أهالى مناطق متفرقة من محافظة الجيزة نتيجة انقطاع المياه بشكل كامل لمدة زادت على يومين بسبب تحويل أحد خطوط المياه التى كانت تعترض مسار تنفيذ الخط الجديد لمترو الأنفاق بالمحافظة، حيث لجأ الأهالى إلى زجاجات المياه المعدنية فى جميع الاستخدامات الشخصية، وتضرّر أيضاً بعض أصحاب المحلات التجارية التى تعتمد على المياه بشكل كبير. {left_qoute_1}

أحمد عبدالهادى، 40 عاماً، يعمل محاسباً ويسكن بشارع إيران بمنطقة الدقى مع والدته، يؤكد أنهم لم يجدوا مياهاً ليشربوها منذ يوم الخميس بعد انتهاء المدة التى كان من المقرر عودة المياه فيها، وهى العاشرة من صباح يوم الأربعاء وحتى يوم الخميس فى التوقيت نفسه، لأن مخزون المياه كان قد انتهى تماماً لدى غالبية المواطنين، ويضيف غاضباً: «دى كارثة أن المياه تنقطع الفترة دى كلها، وده مش بيحصل حتى فى دولة أفريقية صغيرة، وماكانش ينفع المياه تنقطع لمدة 3 أيام فى مناطق مختلفة فى محافظة زى الجيزة، يعنى لما أحب أجيب ميّه لازم أنزل القاهرة». ويوضح «عبدالهادى» أن شركة المياه قامت بتوزيع أوراق على بعض الأهالى بأنها ستُرسل سيارات للمياه إلى المناطق التى ستنقطع عنها، لكن هذا لم يحدث، متابعاً: «أنا مانزلتش من بيتى بقالى يومين كاملين لأنى مخنوق، ومفيش حد عارف لا يتشطف ولا عارف أنزل أصلى زى كل يوم، إحنا كده رجعنا للعصور البدائية، حتى مش عارفين ندخل الحمام». ويشير «عبدالهادى» إلى أن المياه عادت مرة أخرى فى تمام الساعة السابعة والنصف من صباح أمس (الجمعة)، وكانت فى بدايتها معكرة، وحتى الآن لم تصل بكامل قوتها، ومعظم المحلات تأثرت بشكل كبير نتيجة انقطاع المياه فترة طويلة. محمد حسن، أحد سكان المنطقة، يوضح أن المياه انقطعت منذ صباح يوم الأربعاء، ولم تعد إلا أمس (الجمعة)، وأنه لجأ إلى شراء المياه المعدنية بكثرة فى تلك الفترة، وكان سعر زجاجة المياه الصغيرة 4 جنيهات، وأنهم فى المنزل يُعانون بشكل كبير من عدم استطاعتهم غسل الأوانى ودخول الحمام. ويُتابع: «لما جينا ننزل نصلى صلاة الجمعة طبعاً ماكانش فيه ميه خالص، ومش عارفين نتوضا، فاضطرينا ننزل نتوضا فى المسجد، وكانت المياه ضعيفة جداً هناك، رغم أن المسجد كان فى الدور الأرضى، ده غير المعاناة الشديدة فى البيت، لأننا ممكن نستحمل، لكن الأطفال مش هتقدر».

عماد محمد، 34 عاماً، صاحب مغسلة بشارع الزهراء بالدقى يعتمد بشكل كبير فى عمله على المياه فى غسل الملابس، وأيضاً يحتاج إلى المياه فى المكواة التى تعمل بالبخار، موضحاً أنهم كانوا على علم بانقطاع المياه من قبلها، وأنه قام بتخزين كمية منها، لكنها انتهت يوم الخميس. ويضيف «عماد»: «اضطريت أجيب مياه مالحة من الطلمبة، وباغسل بيها، لكن طبعاً ماقدرش أشرب منها، وكان عندى إزازة ميّه مخزنها بس خلصت، وجبت ميّه معدنية، وماكناش متوقعين أنها هتنقطع كل الفترة دى، لأنهم قالوا إنها هترجع يوم الخميس، وشغلى كله واقف، ومفيش أصلاً ملابس بتيجى لنا علشان أكويها، لأن محدش عنده ميّه يغسل بيها». ويوضح مازن شفيق، صاحب أحد المحلات التجارية بشارع إيران، أن الإقبال على شراء المياه المعدنية فى اليومين الماضيين كان كبيراً للغاية، مبرراً ذلك بأن أهالى المنطقة لم يجدوا أمامهم حلاً آخر سوى شراء المياه المعدنية، ويضيف الرجل الأربعينى: «الناس مالقتش أى مكان يقدروا يجيبوا منه ميّه، خصوصاً أن الفترة زادت عن الفترة المحدّدة لانقطاع المياه، والناس اضطرت تيجى السوبر ماركت وتشترى الميّه المعدنية علشان تشرب وتتشطف وتتوضا وتغسل بيها المواعين». من جانبه، أعلن اللواء محمد كمال الدالى، محافظ الجيزة، عن انتهاء أزمة انقطاع مياه الشرب بالمحافظة، بسبب أعمال تحويلات المرافق لخط المياه الرئيسى 1000مم. وكرر المحافظ اعتذاره لأهالى الجيزة عن طول فترة الانقطاع، مؤكداً أن ذلك كان لأسباب فنية، وبذلت الجهات المسئولة مجهودات كبيرة حتى انتهاء الأزمة وعودة المياه.

الانتهاء من أعمال تحويل مسار خط المياه الرئيسى 1000مم بموقع الأعمال بشارع الحجاز أمام مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين. وتابع المحافظ أنه ظل موجوداً بالموقع، بحضور الدكتور جلال سعيد وزير النقل، للإشراف على الأعمال.