ظروف صعبة تنتظر السوريين النازحين من "داعش" في دير الزور

كتب: ا ف ب

ظروف صعبة تنتظر السوريين النازحين من "داعش" في دير الزور

ظروف صعبة تنتظر السوريين النازحين من "داعش" في دير الزور

يسلك السوريون الهاربون من تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور في شرق سوريا طرق تهريب خطرة عبر حقول مزروعة بالألغام قبل أن يصلوا إلى بر الامان، غير أن ظروفا صعبة تنتظرهم بالقرب من الحدود العراقية.

وتدفق مئات الأشخاص من دير الزور إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة (شمال شرق)، لا سيما بعد المعارك الأخيرة بين قوات النظام والمتطرفين في المدينة.

ويسيطر داعش على القسم الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور لا تزال تحت سيطرة قوات النظام المحاصرة من الجهاديين.

في مخيم الهول، يعيش النازحون في ظروف صعبة ويفتقرون الى المستلزمات الاساسية والمساعدات، بحسب ما يقول عدد كبير من القاطنين فيه.

وكانوا فروا من المعارك ومن بطش تنظيم داعش. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان التنظيم الجهادي يحاول منع الناس من مغادرة مناطقه، فيوقفهم ويطلق النار على الفارين منهم ويعدم من يشتبه بانهم مهربون.

وتروي سارة (ثلاثينية) قادمة من دير الزور "هربنا من داعش والاشتباكات في دير الزور. زوجي هناك. لا معلومات لدينا عنه، ولم نعد قادرين على التواصل معه. جئنا الى هنا عن طريق مهربين في أراض ملغمة وكنا خائفين جداً".

تضيف سارة التي ارتدت حجابا اسود وسترة بنية بينما تقف قرب خيمتها "ظروفنا صعبة، وليس لدينا سوى المعلبات للأكل. الجو بارد".

ويقف سكان المخيم الذي تديره القوات الكردية بمساعدة المفوضية العليا للاجئين ومنظمات انسانية اخرى في صف طويل للحصول على حصصهم من الماء والوقود.

وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من 500 نازح سوري، معظمهم من دير الزور، يقطنون مخيم الهول. إلا أن مسؤولة العلاقات العامة في المخيم يريفان حسين تؤكد أن "عدد النازحين في المخيم يصل إلى 800، هم 150 عائلة".

يضم المخيم بالإضافة إلى النازحين السوريين، نازحين من منطقة الموصل العراقية في الجانب الآخر من الحدود حيث تدور معارك بين القوات العراقية وتنظيم داعش.

ويقول رجل أربعيني يغطي وجهه بوشاح أصفر رافضا كشف اسمه "هنا في المخيم مرضى ولا يسمحون لنا بالمغادرة ويتم احتجازنا هنا. يأتي بعض الاقرباء ممن نعرفهم لزيارتنا كل يوم اربعاء، ونناشد المنظمات الدولية إخراجنا لان ظروفنا صعبة جداً".

وتجمع عدد من الأطفال حول نار مشتعلة في العراء، محاولين تدفئة ايديهم الصغيرة في جو جليدي.

وشردت الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات أكثر من نصف سكان البلاد. وقتل في الحرب اكثر من 310 آلاف شخص.

ويقول النازحون المقيمون في المخيم انهم ممنوعون من الدخول الى مناطق الادارة الذاتية الكردية، ويفرض عليهم البقاء في المخيم او السفر الى دمشق عبر الطيران.

وتشكو سعاد من أن المساعدات التي تقدم إلى العراقيين أفضل وأكثر من تلك التي تقدم إلى السوريين.

وتقول المدرسة السابقة التي تركت المدينة بعد الاشتباكات الأخيرة "بقينا على حاجز رجم صليبة نحو أسبوع قبل مجيئنا الى هنا. ليس لدينا أحد في المنطقة. نحن سعيدون في المخيم، لأن هناك أمانا، ولكن ظروف العراقيين أفضل من ظروفنا. يتم دعمهم أكثر".

لكن يريفان حسين تؤكد أن لا تفريق في المعاملة، مشيرة إلى أن ادارة المخيم تلبي احتياجات الجميع وتساعد من يرغب في السفر إلى دمشق والخليج. "أما الحالات المرضية فيتم إرسالها إلى الحسكة للعلاج عن طريق كفيل مقيم في المدينة".


مواضيع متعلقة