فن صناعة الأمل
- أرض الأحلام
- الاستيقاظ من النوم
- الحلم العربى
- بشكل عام
- تحقيق الأحلام
- تحقيق السعادة
- تعداد السكان
- سيدنا يوسف
- طوال اليوم
- عدالة اجتماعية
- أرض الأحلام
- الاستيقاظ من النوم
- الحلم العربى
- بشكل عام
- تحقيق الأحلام
- تحقيق السعادة
- تعداد السكان
- سيدنا يوسف
- طوال اليوم
- عدالة اجتماعية
ينام الإنسان ليلاً ليتخيل أموراً نسميها أحلاماً، ثم يصحو ليحلم بأشياء هى فى حقيقتها تخيلات، فلا أحلام نومنا حقيقية ولا رُؤَى يقظتنا واقعية. لكننا بشكل عام «لو بطلنا نحلم نموت»؛ لأن الحلم يعطينا سبباً لاستمرار الحياة التى تصبح بدونه موتاً مُقنعاً... وأحلام النوم هى اللحظات التى نفقد فيها عقولنا فى إطار مقبول مجتمعياً. فالحلم فى أثناء النوم مهم، لكن الأهم منه هو الحلم فى اليقظة، ومع ذلك إذا زاد النوع الأخير عن معدل معين يتحول إلى مرض نفسى يستوجب العلاج.
رأى سقراط أن الأحلام رسائل إلهية مقدسة، بينما حاول أرسطو تفسيرها تفسيراً عصرياً بأن طرح فكرة كونها انعكاساً لما يمر به الشخص طوال اليوم. بعد ذلك توالت محاولات التفسير. ولعل أشهر ثلاثة مفسرين للأحلام هم الإغريقى «أرطميدورس» (صاحب كتاب أنيوروكريتيكا «تفسير الأحلام»). والعربى ابن سيرين (صاحب كتاب «تعبير الرؤيا»)، والنمساوى «سيجموند فرويد» (صاحب كتاب «تفسير الأحلام»). ولعل أهم الأحلام هى ما مرت فى حياة سيدنا يوسف (عليه السلام)؛ ومنها أحلام حلم بها وأخرى فسرها وكلها أدت إلى رسم واحدة من أعظم قصص التاريخ البشرى.
ينفرد عالمنا العربى بظاهرة فريدة وهى تحول الحقوق إلى أحلام. فالشاب العربى البسيط يحلم بوظيفة وبيت وزوجة وسيارة فى إطار منظومة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية». وكل ما سبق لا علاقة له بالأحلام بل هى حقوق طبيعية. وبسبب غيابها تزداد معدلات الهجرة من عندنا، بشقيها الشرعى وغير الشرعى، بحثاً عن الحقوق.. وكل ما فعلته أمريكا (أرض الأحلام)، هى أنها أعطت لكل شخص حقه على قدر عمله، وهذا استناداً إلى الجملة الواردة فى إعلان استقلالها والتى تقول: (الناس متساوون ولهم بعض الحقوق غير القابلة للتغيير: الحياة والحرية وتحقيق السعادة).
أما فى بلادنا فنحن نهتم بأرقام تعداد السكان دون البحث فى طبيعتهم ومشاكلهم، تماماً مثل من تقتل جنينها لتحقق حلم الرشاقة! ومن المعروف أن أولى خطوات تحقيق الأحلام هى الاستيقاظ من النوم، ولهذا نتمنى أن نصحو من سباتنا العميق لتحقيق أحلامنا، فقد اختزلنا تلك الأحلام فى أوبريت «الحلم العربى» الذى ظهر منذ قرابة العقدين، وهو نص رثائى على لحن جنائزى، فى تصوير كئيب لأحلامنا التى لم نحقق منها أى «كوبليه».
الحلم ضرورة لأنه الأمل، وصناعة الأمل واجب وطنى، وهى لا تعنى عدم ذكر السلبيات أبداً لأن هذا قوادة، كما أنها لا ترادف ترديد الإيجابيات فحسب لأن هذا تدليس.. صناعة الأمل ليست بيعاً للأحلام بل هى تجسيد للموضوعية والتوازن والوسطية، فالحياة ليست سوداء (معارضون ستايل)، كما أنها غير وردية (طبالون ستايل).. فدعونا نُعطِ كل موضوع حجمه الحقيقى، ونضعه فى إطاره الطبيعى، ولا نمارس أمراض التعميم أو التعتيم.