مندوب ليبيا السابق بـ«الجامعة العربية»: رحبنا بالسلاح القطرى لإسقاط «القذافى».. ولم نكن نعى أنها مؤامرة لتدمير بلدنا

كتب: محمد حسن عامر

مندوب ليبيا السابق بـ«الجامعة العربية»: رحبنا بالسلاح القطرى لإسقاط «القذافى».. ولم نكن نعى أنها مؤامرة لتدمير بلدنا

مندوب ليبيا السابق بـ«الجامعة العربية»: رحبنا بالسلاح القطرى لإسقاط «القذافى».. ولم نكن نعى أنها مؤامرة لتدمير بلدنا

استضافت مصر مؤخراً اجتماع دول الجوار الليبى، ضمن مساعى «القاهرة» الحثيثة لإيجاد حل للصراع الليبى المحتدم، فى إطار الروابط بين الشعبين الليبى والمصرى، وما يخدم أمن مصر القومى، وعودتها إلى مكانتها العربية. «الوطن» حاورت مندوب ليبيا السابق بـ«الجامعة العربية» السفير عاشور حمد بوراشد، الذى طلب إعفاءه من منصبه قبل نحو 6 أشهر، للحديث عن تطورات المشهد السياسى الليبى، وأكد أن مشكلة ليبيا الرئيسية فى غياب الوعى وانعدام المؤسسات، مشدداً على أن المشاركين فى «ثورة 17 فبراير» ضد نظام معمر القذافى استقبلوا السلاح القطرى فى البداية بالترحاب، لكن لم يكن هناك وعى بخطورة المؤامرة على ليبيا وتدمير الدولة وعرقلة بنائها. وانتقد الدعم القطرى لتنظيم «الإخوان»، معتبراً أن «الدوحة» أداة الجماعة داخل «الجامعة العربية» لتدمير المؤسسة العسكرية الليبية.

{long_qoute_1}

■ بداية، لماذا امتدت المرحلة الانتقالية فى ليبيا حتى الآن مقارنة بمصر وتونس؟

- السبب الرئيسى، غياب التجربة السياسية والوعى فى ليبيا، كانت هناك حالة تصحر سياسى منذ العهد الملكى الذى حظر إنشاء الأحزاب السياسية، ثم جاء نظام القذافى وجرم إنشاء الأحزاب، بالإضافة إلى أنه بعد تحرير ليبيا من نظام معمر القذافى، واجهنا ظاهرة انعدام المؤسسات، ليس فقط العسكرية، وإنما الأمنية التى تم تفريغها تماماً، وتحول الجيش إلى كتائب، والشرطة فرقها نظام القذافى لما سماه الأمن الشعبى، فالقذافى كانت لديه أفكار عبثية، ويأتى لكل حى ويقول لمن فيه كل منكم يتحمل مسئولية حمايته، وهذه فكرة ساذجة لا يمكن أن تقدم عليها دولة، لكن كانت لديه أموال ومليارات لتحقيق ما يريده، كان يملك الأموال لشراء الذمم، وحتى شراء أصوات المحيط العربى للسكوت على ما يقوم به، جرائم كانت ترتكب فى ليبيا كل يوم على مدى 40 سنة ولم يكن أحد يتكلم عنها، وهذا شىء غريب جداً.

■ أى الدول تحديداً تقصد؟

- كل الدول تقريباً كان فيها تعتيم على ممارسات «القذافى»، بل على العكس كان هناك تزيين لصورة «القذافى»، وهذا واقع نعانى منه فى الوطن العربى. {left_qoute_1}

■ إلى أين ذهبت كميات الأسلحة التى خلفها نظام «القذافى»؟ وأين هى حالياً؟

- الأسلحة الكثيرة هى المشهد الذى يعوق المسيرة حتى الآن فى ليبيا، وجدنا هذه المجموعات التى حاربت القذافى موجودة على أرض الواقع، والبديل هو بناء المؤسسة العسكرية، لكن تيار الإسلام السياسى هدم هذه الفكرة، دون أن نعى حجم هذه المؤامرة، فكان لديهم هدف دائم لعرقلة بناء مؤسسة عسكرية فى ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافى، ودعموا المجموعات المسلحة، وبقاء سلاح «القذافى» فى أيديها، جزء منها مؤدلج بسبب دعمه من الإخوان، والجزء الآخر وجد أن هذا السلاح يعطيه قوة ويمكنه من الحصول على مكاسب شخصية أو إقليمية وأصبح ليس من السهل سحب هذا السلاح منه بسهولة.

■ لكن الأمر يبدو مختلفاً فى شرق ليبيا، لماذا؟

- من حسن حظنا فى المنطقة الشرقية أن الأمور مختلفة، وما حصل أنهم انتقلوا إلى مرحلة متقدمة ليس فقط هدم جهود إقامة مؤسسة عسكرية، وإنما ضمان عدم بناء تلك المؤسسة مستقبلاً، واستهدفوا الضباط بصفة عامة وفى مدينة «بنغازى» بالذات بالاغتيال، والضباط الذين استهدفوهم ليسوا مجرد ضباط عاديين، وإنما كانوا يختارون القيادات والنخبة، فى «بنغازى» وحدها ما لا يقل عن 500 ضابط، وهو رقم كارثى إذا ما قورن بعدد سكان ليبيا، وهؤلاء اغتالتهم جماعة الإخوان، وهذا يؤشر على مدى خطورة هجمة الإسلام السياسى لمنع بناء مؤسسة عسكرية فى ليبيا، والرقم ربما يتجاوز ذلك، وكل القيادات التى يمكن أن تساهم فى بناء مؤسسة عسكرية ليبية حديثة كان يتم تصفيتها.

■ وفى هذا الإطار كيف ظهر «الجيش الوطنى الليبى»؟

- لما وصل الأمر إلى هذا الحد برزت «عملية الكرامة»، وكان هؤلاء الضباط لا بد أن يخرجوا، أولاً لأنهم مستهدفون بالاغتيالات، فخروجهم مشروع حتى ولو لغرض الدفاع عن النفس، المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى الليبى جمع بعض الضباط وانطلقت «عملية الكرامة»، وفى تلك الفترة جاءت انتخابات مجلس النواب فى 2014، وفى تلك الانتخابات عرف تيار الإسلام السياسى أنه ليس له مكان فى ليبيا، وهذا الأمر برز فى انتخابات «المؤتمر الوطنى»، ولم يكن عددهم كبيراً، حيث لم يتجاوز الـ40 نائباً، لكن الـ40 بحكم البناء والتنظيم والخبرة مكنتهم بالفعل من السيطرة على المؤتمر، لأن عدد المؤتمر 200 وبينهم 40 منظمون، فإن الـ160 الآخرين لا تأثير لهم على الإطلاق، باعتبارهم أصواتاً فردية لا رابط بينها رغم صدق انتمائهم الوطنى، المؤثر هو العمل الجماعى التراكمى، وهذا ما حدث فى ليبيا.

■ من بيده القرار حالياً فى ليبيا؟ ومن المسئول عن عرقلة العملية السياسية؟

- المشهد فى ليبيا حالياً محتكر من قبل «الإخوان»، لأنهم تنظيم سياسى منظم لديه إمكانيات مادية هائلة ودعم خارجى أيضاً، لأنه ليس تنظيماً محلياً وإنما تنظيم إقليمى معروف ودولى، هذه الإمكانيات الهائلة والخبرة الهائلة مكنتهم فعلياً من الوجود فى المشهد السياسى، أيضاً هناك فصيل آخر احتكر المشهد، وعرقل المسيرة السياسية حتى هذه اللحظة بقوة السلاح، وهذه متعارف عليها فى ليبيا بأنها «سلطة الأمر الواقع»، وهى الميليشيات، هذان هما الفريقان اللذان يقومان بتخريب ليبيا، وهما اللذان يعرقلان العملية السياسية فى البلاد حتى الآن.

{long_qoute_2}

■ لماذا لم يخرج الحوار الوطنى الليبى بأى نتيجة ملموسة على صعيد حل الأزمة؟

- هنا سؤال مشروع، وبحكم الشرح السابق من احتكارهم للمشهد السياسى الليبى كما أسلفت، دائماً الإسلاميون يحققون ما يريدونه، وبرز هذا الأمر بعد خسارتهم فى مجلس النواب فى يونيو 2014، وهنا انفجرت الأحداث التى تعلمونها فى العاصمة «طرابلس»، هُزموا هزيمة سياسية شنعاء فى مجلس النواب، كان من المتوقع للمراقب السياسى فى ليبيا أن يهيمن الإخوان على كامل المشهد السياسى فى ليبيا، على اعتبار أن الإخوان فى تلك الفترة وصلوا إلى قمة الحكم فى مصر، ووصلوا إلى عصرهم الذهبى فى تلك السنة، فى تونس كذلك، فأصبح الأمر متوقعاً أن يسيطروا ما دام الجناح الأكبر فى مصر نجح، وفى تونس كذلك، لكن حدث العكس فى ليبيا، لأن الشعب الليبى خبرته وسطية ولا يمكن أن يكون حاضناً لهذا التنظيم، الذى كان يرتدى الكارافت ويتحدث عن الدولة المدنية وغيرها، عندما خسر الانتخابات تحول إلى قائد ميليشيا، وهذا ما يحدث الآن فى «طرابلس».

■ وما موقع «المجلس الرئاسى» من تلك الميليشيات؟

- المجلس الرئاسى للأسف الشديد فى حماية الميليشيات، التى أغلبها من جماعة الإخوان، وأنا فى اعتقادى أن كل التنظيمات المسلحة فى ليبيا وفى العالم العربى خرجت من عباءة جماعة الإخوان، والكل فى ليبيا فى خندق واحد بما فى ذلك «الدواعش»، وهذا تحالف غير مقدس، الإخوان كانوا يعتقدون أنه يمكنهم احتواء هؤلاء بالتحالف معهم، وربما العكس، أن هؤلاء لو تمكنوا يتخلصون من الإخوان. {left_qoute_2}

■ هل كنتم ترصدون تعاوناً بين إخوان ليبيا ونظرائهم فى مصر؟

- هذا الأمر لا يحتاج إلى إجابة، التنظيم نفسه يعترف أنه تنظيم إقليمى، ومرجعية واحدة.

■ لكن قيل إن هناك أموالاً ذهبت من إخوان ليبيا إلى الجماعة فى مصر، هل رصدتم مثل هذه الأمور؟

- نحن لم نر، ولكن لا أستغرب هذا الأمر ولا أستبعده، الأموال تنتقل من هنا إلى هناك، ولا أستغرب أن يكون هناك تمويل وصل من الإخوان فى مصر إلى الجماعة فى ليبيا، هذا الكيان له مرجعية واحدة وهدف واحد، وفكرة المواطنة فى مصر أو ليبيا غير واردة عنده، فكرة الوطن غير موجودة عندهم، وهذا هو الأمر الذى أطاح بهم من مصر، لأنهم أرادوا ضرب الهوية المصرية المتناغمة على مر العصور، وهذا عبث، وفيه نوع من الجنون، وبالتالى ردة فعل المصريين كانت كبيرة ضدهم فى 30 يونيو.

■ ما الذى كان يدور فى كواليس التعامل بين مصر وقطر داخل الجامعة العربية حول ليبيا؟

- التعامل المصرى مثل تعاملنا نحن، مصر مؤازرة لنا بدون شك، لكن الغريب مسألة دعم قطر لجماعة الإخوان، وقناة «الجزيرة» خير شاهد على الدعم القطرى لتيار الإخوان وهو ليس سراً، فهناك دعم بالسلاح والمال، ومن يخرج من مصر أو ليبيا يتوجه إلى قطر، ونحن لم نستغرب بالفعل أن قطر تتخذ مواقف مؤذية للشعب الليبى وتعترض على تسليح جيشه، بحجة أنه لا يجوز التسليح الآن، بحجة وجود صراع.

■ وهل أثير هذا الأمر فى «الجامعة العربية»؟

- نعم، وكنا نعارض الموقف القطرى بشدة، ومصر كانت تدعم تسليح الجيش الليبى، بينما قطر كانت تعترض دوماً، وكل هذا يترجم فى اجتماعات «الجامعة العربية»، وهدفهم واضح ضرب بناء المؤسسة العسكرية لتنفيذ أفكارهم.

■ كأن قطر تحولت لأداة الإخوان بـ«الجامعة العربية»، لهدم المؤسسات العسكرية العربية.

- على الأقل بالنسبة للملف الليبى، عندما تثار مسألة القرار الأممى الظالم بحظر تسليح الجيش الليبى، وهو قرار يدين المجتمع الدولى الذى يرفع راية الحرية ويقول إنه يحارب الإرهاب، وفى الوقت ذاته يتركوننا لمحارب الإرهاب بتلك الإمكانيات المتواضعة، لكن الحمد لله، بدعم من الثوار والشباب جنباً إلى جانب مع قواتهم المسلحة تحقق شىء معجز، وتقريباً الآن تمكنا من تحرير بنغازى، والانتهاء منها مسألة وقت، وتكاد تكون المنطقة الشرقية حُررت من الإرهاب، فى ظل الظروف التى مر بها الجيش الليبى، وهو عمل أسطورى مقارنة بمحاربة الإرهاب فى مناطق أخرى. وكل الليبيين متفائلون بتحرير «بنغازى»، لأنه ثبت تاريخياً أن للمدينة ثقلاً كبيراً، وهذا رغم الحظر ورغم أن قطر كانت تعارض ذلك، إلا أن الليبيين تجاوزوا هذه الصعوبة.

{long_qoute_3}

■ هل هناك واقعة بعينها جسدت الموقف القطرى داخل «الجامعة»؟

- أتذكر أنه عندما أثير موضوع رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى كانت جلسة طويلة جداً، ولما بدأ النقاش كنت أعرف ماذا ستقول مصر، وما ستقوله الجزائر وما ستقوله قطر، المشهد بالنسبة لى واضح، كانت الجلسة لمطالبة «مجلس الأمن» برفع حظر التسليح عن الجيش الليبى، حدث اعتراض كبير جداً من قطر والجزائر كنت أتوقعه من بداية الجلسة، إلا أننا رغم كل الاعتراضات خرجنا بقرار جماعى توافقى بضرورة مخاطبة المجتمع الدولى برفع حظر التسليح على الجيش الليبى، وكان هذا الاجتماع على مستوى المندوبين.

■ ماذا قال مندوب قطر تحديداً؟

- قال إن التسليح يعرقل الحل أو الحوار أو إمكانية المصالحة، هذه الحجة التى يركزون عليها، والنغمة هذه مكررة من الجزائر وقطر.

■ وما سر التراجع القطرى؟

- كان هناك إصرار من الجانب الليبى على ضرورة أن يتضمن القرار مخاطبة صريحة برفع الحظر وبتفعيل قرار مجلس الأمن بهذا الخصوص، وإلا سحبنا طلب اللجوء إلى «الجامعة» لإصدار مثل هذا القرار.

■ قطر قدمت دعماً بالمال والسلاح للميليشيات فى ليبيا، ألم يثر ذلك الأمر فى «الجامعة العربية»؟

- دائماً يثار أن هناك تدخلاً.

■ وهل حددتم اسم دولة بعينها فى اجتماعات «الجامعة»؟

- لا، هذا معروف للعام والخاص، بأن هناك تدخلاً إقليمياً، ولكن أدبياً يقال داخل الجامعة إن هناك تدخلاً فى ليبيا، وينبغى رفع اليد عن ليبيا، باستمرار نقول ذلك، والبيانات الرسمية كانت تقول ذلك، والغريب أن بعض البيانات كانت بموافقة قطر، هى تنكر ذلك، تنكر دعمها للميليشيات. {left_qoute_3}

■ هل لديكم تقدير لحجم الأسلحة والأموال التى دخلت للميليشيات من قطر؟

- لا، ليس لدينا تقدير ولا أحد يعرف، ولكن السلاح فى البداية قوبل بالترحاب واستخدم لإسقاط نظام معمر القذافى، بأن هذا موقف عربى لا ينساه التاريخ لقطر فى دعم ليبيا، لكننا لم نكن نعى حجم المؤامرة على الإطلاق. المشكلة كانت أين؟ كانت أن هذا السلاح عندما يصل إلى ليبيا يسلم لميليشيات معينة، والجيش لم تكن نواته ظهرت، هذه الميليشيات كان لديها مخطط، لم يكن أحد يعلم ولا نعلم أن هذه هى الميليشيات، بالنسبة لعامة الشعب الليبى وحتى بعض السياسيين نظراً لانعدام الخبرة السياسية كانوا يرون أن هذا السلاح مقبل لمحاربة «القذافى».

■ وماذا بعد سقوط معمر القذافى؟

- بعد سقوط نظام «القذافى» كل هذا السلاح تم تحويله لصالح هذا المخطط، وعندما أقول لك قطر فإن هذه يعنى أنه مخطط وراءه دول وليس مجموعات عبثية، وبالإضافة لهؤلاء هناك مجموعة كبيرة جداً من السجناء الذين عندما خرجوا من السجن أصبحوا أداة طيعة لدى هذا التنظيم، بأنهم احتووهم، واحتووا المجرمين، هو مخطط للحظة معينة وهو حلف غير مقدس، الهدف لكل هؤلاء هو تدمير الدولة وعرقلة بناء الدولة، كل من له هذا التوجه تدمير الدولة الليبية فهو حليف.

■ اجتماعات الجوار فى ليبيا دعت إلى تعديل اتفاق «الصخيرات»، ما رأيك فى هذا الاتفاق؟

- الأزمة فى ليبيا كانت بدايتها تستوجب أن يكون هناك حل سياسى، وكنا ننادى بذلك طوال الفترة الماضية من خلال «الجامعة» على الحل السياسى والكل مجمع على هذا، أما بالنسبة لـ«اتفاق الصخيرات»، من حيث الاتفاق كإطار مقبول وحتى هذه اللحظة، لكن التفاصيل كانت قاتلة، تشكيل المجلس الرئاسى كان ولادة ميتة، هذا العدد وكما تعلم فى الاتفاق لكى يولد ولادة صحيحة لا بد أن تشكل وزارة وتُعتمد من مجلس النواب، وهذا لم يحدث، وهذا الأمر من بين الإشكاليات الكبيرة التى حدثت، أيضاً ما أربك المشهد إلى حد ما أن مجلس النواب عندما اجتمع بعد توقيع اتفاق الصخيرات اعتمد المجلس الرئاسى مبكراً وبسرعة مع التحفظ على المادة الثامنة من الاتفاق، وأحسوا فوراً أن هذا كان خطأ، استند المجتمع الدولى فى دعم المجلس الرئاسى على موافقة البرلمان كسلطة وحيدة للتعامل معها فى ليبيا، ما أربك المشهد الليبى، الإرباك لا يزال قائماً، والبرلمان المنتخب خطوة بخطوة أصبح بعيداً عن المشهد.

■ لكن البرلمان وافق على التعامل مع «المجلس الرئاسى»؟

- البرلمان قبل ذلك ابتداء مع التحفظ، وفى انتظار تشكيل حكومة تُمنح الثقة من مجلس النواب، الأمر الذى فشل فيه المجلس الرئاسى، وكان الخلاف حول تبعية القوات المسلحة، وهو الاعتراض والنزاع الجوهرى، التبعية للمجلس الرئاسى أم لمجلس النواب، كان من البداية يجب رفض المجلس الرئاسى، لكن بناء على اعتماد مجلس النواب اعتمد المجتمع الدولى المجلس، وحتى الجامعة العربية اعتمدت كذلك المجلس الرئاسى كسلطة وحيدة للتعامل معها فى ليبيا، الآن الصورة تغيرت، لأن المجلس الرئاسى فشل تماماً فى أداء مهامه، وأصبح هذا الجسم يتلاشى، وهو الآن ميت سريرياً، فعادت الأوراق مجدداً لمجلس النواب، هنا يأتى الدور الكبير لمصر فى دعم مجلس النواب ودعم القوات المسلحة، ولا بد من إعادة النظر فى مخرجات الاتفاق السياسى، لأن المجلس الرئاسى ولادة ميتة وخطأ كبير جداً.

■ كنت سفيراً لليبيا فى مصر فى فترة تولى محمد مرسى السلطة، ما الاختلاف الذى حدث فى التعامل المصرى مع الملف الليبى؟

- أولاً فترة «مرسى» كانت قصيرة جداً، لم تكن بالطويلة، لم يكن هناك شىء؟ لماذا؟ لأن الإخوان فى مصر فى تلك الفترة كانوا مرتاحين جداً لوضع الإخوان فى ليبيا، ولم تكن اتضحت المعالم، وكان «مرسى» منشغلاً بمشكلاته هنا فى مصر.


مواضيع متعلقة