بالصور| دير الأنبا "باخوميوس" الأثري بقنا.. تاريخ "ترفسه الحمير"
بالصور| دير الأنبا "باخوميوس" الأثري بقنا.. تاريخ "ترفسه الحمير"
- أعمال حفر
- الأنبا باخوميوس
- الباعة الجائلين
- التغيرات المناخية
- الثوم والبصل
- الحاصلات الزراعية
- الفواكه والخضراوات
- المياه الجوفية
- آثار
- آذان
- أعمال حفر
- الأنبا باخوميوس
- الباعة الجائلين
- التغيرات المناخية
- الثوم والبصل
- الحاصلات الزراعية
- الفواكه والخضراوات
- المياه الجوفية
- آثار
- آذان
على بعد 800 كيلو متر، جنوب العاصمة المصرية، ومن قرية فاو قبلي، التابعة لمركز دشنا، تبدأ حكايتنا المُحزنة، تبدأ مع طلوع فجر كل يوم جمعة.. مرحبًا بك في سوق قرية فاو قبلي، مرحبًا بك، في أجواء الصخب والفوضى، التي تدهس تحتها، دير الأنبا باخوميوس، الذي يعود إلى القرن الرابع الميلادي.
صاحب الدير، الذي لم يكن يعرف أنه سيصير مرعى للبهائم، والباعة الجائلين، ولد عام 292 ميلادية، وتحديدا في قرية الصيّاد، في مركز نجع حمادي، القريب من فاو قبلي.
في أول مدخل السوق (بقايا دير الأنبا باخوميوس) تفاجئك الحمير المربوطة إلى جوار أعمدة الدير، أعمدة مازالت على لونها القديم، ومتانتها، وإن تعرضت لبعض التلف، بسبب التغيرات المناخية، والمياه الجوفية، رائحة الفواكه والخضراوات، التي تملأ سماء السوق، والأصوات المتداخلة للباعة، لا تعمي النظر، عن رؤية حجارة الدير.
حجارة تُخفي بعض معالمها أجولة الدقيق والعبوات الكرتونية والأحذية، والأطفال التي تجري هنا وهناك، غير عابئة، بأنها تلعب وتلهو فوق أثر تاريخي، ذي قيمة كبيرة، وليس جسرًا من الجسور، أو نجيلة في أحد الغيطان.
بنظرة أعمق، يقع دير الأنبا باخوميوس بالجهة الشمالية الغربية من قرية فاو قبلي بمركز دشنا، وأنشأ هذا الدير "الأنبا باخوميوس" في القرن الرابع الميلادي، ولد الأنبا باخوميوس سنة 292 م بقرية الصياد ولقب بأبي الشراكة لأنه أول من بدأ المعيشة المشتركة في الأديرة تحت قانون واحد، ورئيساً للرهبان يدينوا له بالولاء، وتجند في الجيش الروماني وخاض الحروب معهم وهو ابن العشرين وبعد سراحه اعتنق المسيحية، وتم تعميده سنة 314 م، على يد الأنبا سرابيون أسقف دندرة بقنا، ثم تتلمذ الأنبا باخوميوس على يدي الأنبا يلامون السائح في قصر الصياد، ثم أسس أول التجمعات الرهبانية في ديره الأول بقرية الدابة سنة 320م.
وعندما تزور الدير صباح كل الجمعة، لا تجد منفذ سوى ممرات صغير فاصلة بين الباعة المختلفة الذين يفترشون كافة أركان السوق، منهم يبيع حاصلاته الزراعية من ثوم وغلال مواشي صغير من الماعز والخرفان، وعجول الجاموس والأبقار يبدءون عملهم مع آذان الفجر، كما تجد الخيول والحمير مربوطة في تلك الأطلال.
ويقول محمد على أحد أبناء قرية فاو: "وجدنا آباءنا وأجدادنا من قديم الأزل يقيمون السوق هنا فجر كل جمعة"، وليس هناك بديل للسوق في القرية، ويتوافد عليه التجار من كافة أنحاء المحافظة وخاصة تجار المواشي، فضلاً أن الأهالي تعود كل جمعة من كل أسبوع شراء أغراضهم من الخضار والحاصلات الزراعية، فضلاً على أنه مصدر رزق للتجار، وكان الأهالي يربطون مواشيهم في الشتاء لاتساع المنطقة حتى تتشمس، طيلة نهار كل يوم.
وأكد عاطف القناوي، مفتش في آثار قنا، أن الدير مسجل أثريًا وتم تحرير عشرات المحاضر ضد المعتدين في هذا السوق، مشيراً إلى أن الحراس دائمين الوجود بأرض الدير لحماية الأطلال والأثريات الموجود، حتى لا تتعرض المنطقة لأعمال حفر من قبل أهالي ظناً منهم أن المنطقة يوجد بها ذهب وآثار قيمة.