مطلقة بلا نفقة تعول نفسها من تلميع الأحذية على المقاهى: الرجالة ماتوا فى الحرب

كتب: محمد غالب

مطلقة بلا نفقة تعول نفسها من تلميع الأحذية على المقاهى: الرجالة ماتوا فى الحرب

مطلقة بلا نفقة تعول نفسها من تلميع الأحذية على المقاهى: الرجالة ماتوا فى الحرب

عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساءً، الجو شديد البرودة، ومقاهى فيصل تضج برجال وشباب ملتحفين بكوفيات وجواكت جلدية، أصواتهم مرتفعة ومخلوطة بسعال الشيشة التى لا تفارق أيديهم، صوت أم كلثوم يأتى عبر الراديو ولا ينتبه له أحد، ووسط كل ذلك يلفت انتباههم سيدة فى الأربعينات من عمرها دخلت المقهى على استحياء قائلة: «ورنيش يا بيه؟ تلمع يا أستاذ؟»، فيلتزم بعضهم الصمت مستجيبين لدعوتها، بينما يستكمل البعض الآخر حواراته التى لا تنقطع حتى منتصف الليل.

خرجت نجوى عبدالمجيد من المقهى وفى يديها عدد من الأحذية نجحت فى إقناع أصحابها بتلميعها، وعلى وجهها ابتسامة انتصار، جلست أمام المقهى لتبدأ عملها فى تلميعها: «كنت الأول بشتعل عاملة نظافة فى مستشفى ومول وفى البيوت، لكن مرتحتش، تعبت من الشغل ولقيت شغلانة الورنيش دى أسهل شوية».

جسد «نجوى» منهك بعدة أمراض: «عندى ضغط وسكر وفيروس سى، وبسبب الأمراض دى مش بقدر أتحرك كتير، جسمى كله بيوجعنى وعايشة على المسكنات، وابنى أدهم عنده إعاقة ذهنية وبيحتاج علاج وجلسات تخاطب وإدراك وتأهيل نفسى.. أجيب مصاريف لده كله منين؟».

كانت «نجوى» تعيش مع زوجها فى مدينة الغردقة، وبعد طلاقها منه رحلت إلى القاهرة، ومن يومها وهى تعمل فى مهن مختلفة بغرض الإنفاق على نفسها وابنها: «أهم حاجة فى الدنيا ابنى، أنا لما أموت ابنى هيتعامل إزاى مع المجتمع ده وهو بالحالة دى؟ 17 سنة لا يعرف يقرأ ولا يكتب، الحمد لله، أنا راضية بأقل حاجة، بس نفسى أعالج ابنى عشان يعرف يعيش وسط الناس بعد ما أموت».

 


مواضيع متعلقة