الأزهر «غياب» فى كشف حضور «فيس بوك وتويتر»: «تجديد إيه؟»

09:58 م | الجمعة 27 يناير 2017

«سأحاججكم يوم القيامة أمام الله»، جملة على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجّهها إلى مشايخ وعلماء الأزهر فى دعوته لتجديد الخطاب الدينى قبل عامين، وعلى مدار تلك الفترة وجّه مطلبه المتكرر لمواجهة التطرف وتجديد الخطاب، لكن فى خطابه الأخير وجّه الرئيس كلمته لشيخ الأزهر قائلاً: «تعبتنا». الكلمة يؤكدها واقع لا تبدو فيه المؤسسة العريقة فى أحسن حالاتها، لا سيما فيما يتعلق بغيابها الكامل عن وسائل الاتصال الحديثة التى يعتمد عليها الشباب مثل مواقع التواصل الاجتماعى والتطبيقات الإلكترونية الحديثة التى يتخذها وسيلة أولى لتلقى المعلومات، إلا أن الأزهر لا يمتلك تطبيقاً إلكترونياً واحداً يمكن استخدامه عبر الهواتف المحمولة، ويندر أن يتبادل رواد أى من المواقع الشهيرة «فيس بوك» و«تويتر» و«إنستجرام» أى منشورات تحمل اسم الأزهر الشريف. يتصور البعض أنه لا توجد صفحة إلكترونية من الأساس باسم الأزهر، مثل محمد عبدالحافظ الذى تملّكه الفضول للبحث عن الصفحة الرسمية الخاصة بالأزهر، إلا أن أكثر الصفحات التى ظهرت له كانت تعمل بشكل شخصى وأسسها دارسون بالأزهر، حيرة شديدة تملّكته قبل أن يصل إلى تلك الصفحة الرسمية للمؤسسة الدينية الكبرى التى لا تشهد أى تفاعل يُذكر، يقول: «من قلة التفاعل حسيت إنها مزيفة، آخر منشور قريته كان عن مفهوم اختلافهم رحمة، محدش بص عليه، ولا الصفحة بتتواصل مع أعضائها».

{long_qoute_1}

غياب يتناقض مع تلك الدعوات المستمرة بضرورة التواصل مع فئة الشباب تحديداً، لتوصيل صحيح الدين بعيداً عن التطرف والمغالاة، إلا أنه على الجانب الآخر يرى البعض فى هذا الغياب «ميزة» من بينهم البرلمانى محمد أبوحامد، الذى اعتبر غياب الأزهر عن وسائل التواصل «مصلحة» حتى حين. وجهة نظر تبناها عقب الاجتماع الأخير للجنة الشئون الدينية مع القيادات الدينية، الإسلامية والمسيحية فى مجلس النواب: «اتفقنا على الأطر الفكرية والفلسفية لعملية التجديد، واتفقنا على عقد مجموعة من ورش العمل لمناقشة محاور التطوير»، مسألة يبدو أنها سوف تستغرق بعض الوقت، ما دعاه للتأكيد: «لحد ما الخطاب الدينى يتراجع ويتجدد فعلاً، هيفضل غياب المؤسسة عن الناس أمر إيجابى، لأن أى تواصل فى الوقت الحالى نتيجته عكسية».