«غيط العنب».. 9 آلاف مواطن انتقلوا من العشوائيات لشقق سكنية.. الحلم أصبح حقيقة

كتب: مروة مرسى

«غيط العنب».. 9 آلاف مواطن انتقلوا من العشوائيات لشقق سكنية.. الحلم أصبح حقيقة

«غيط العنب».. 9 آلاف مواطن انتقلوا من العشوائيات لشقق سكنية.. الحلم أصبح حقيقة

«غيط العنب» هى حلم أصبح واقعاً، فلم تكن مجرد مكان عشوائى تحول إلى مكان آدمى فقط، بل أصبحت مدينة متكاملة وحياة بها أمل لتعويض المواطنين بعد سنوات من الحرمان والشقاء وغير الآدمية بالعيش فى مدينة متكاملة المرافق والخدمات ويطلق عليها «بشاير الخير 1».

«ربنا رحمنا من المجارى والروائح الكريهة بتاعة الصرف اللى كنا عايشين وسطها، والحشرات اللى كانت بتاكل فى أجسامنا، والأطفال اللى كانت بتتولد عندها أمراض بسبب العيشة غير الآدمية فى العشوائيات» هكذا كانت الجملة التى رددها أهالى غيط العنب بعد تسليمهم عقود تمليك الشقق والانتقال إلى حياتهم الجديدة.

{long_qoute_1}

«بشاير الخير» كان هذا هو الاسم الذى أطلق على مشروع «غيط العنب» ليجعلها نموذجاً مبشراً لكيفية تحول منطقة من أبرز المناطق العشوائية بالإسكندرية، الخالية من المرافق والخدمات، إلى نموذج مشرف على أرض العاصمة الثانية.

بداية القصة كانت فى عام 2012 حين اجتمع عدد من أعضاء المجتمع المدنى ورجال الأعمال والغرفة التجارية، مع قيادة المنطقة الشمالية، وقرروا تحويل منطقة غيط العنب إلى منطقة حضارية، وهدم المنطقة العشوائية بالكامل، حتى تصبح نموذجاً لتحويل المناطق من عشوائية إلى منطقة حضارية.

وانطلقت الشرارة الأولى لتحويل منطقة غيط العنب، بعد أن شاركت كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية فى إعداد التصميمات الإنشائية والهندسية بنظرية الإحلال للمساكن بنفس الحى ونفس الشارع، لإقامة تجمع سكنى متكامل يسهم فى تحقيق الارتقاء الثقافى والاجتماعى والحضارى للمقيمين بتلك المنطقة.

وحرص جميع المشاركين على تسمية المشروع باسم «بشاير الخير 1»، ليكون انطلاقة لتحويل جميع المناطق العشوائية فى مصر إلى مناطق حضارية، بمساعدة المجتمع المدنى.

1.2 مليار جنيه، هو تكلفة مشروع «بشاير الخير 1» بمنطقة غيط العنب، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضمن خطة تطوير العشوائيات فى محافظة الإسكندرية، واستغرق تنفيذه عامين، ومساحته 12.3 فدان، ويتكون من مجمع سكنى عبارة عن 17 عقاراً سكنياً مجهزاً بالكامل من أجهزة كهربائية وأثاث بإجمالى 1632 وحدة بقوة استيعابية تقارب 9 آلاف مواطن، ويضم مستشفى به 150 سريراً ومجمع عيادات خارجية ووحدة غسيل كلوى ووحدة طوارئ. وتوجد داخل المدينة سوق تجارية بها 58 محلاً ومولاً تجارياً، و47 ورشة صناعية، ومركز تدريب مهنى، وفصول تعليمية.

وكانت منطقة غيط العنب من المناطق القديمة فى الإسكندرية، التى مر عليها مئات السنين، وتحولت إلى منطقة عشوائية بسبب تصدع المنازل وتهالكها وانتشار العشوائية فى البناء، ولكنها الآن أصبحت بشكل مختلف ومدينة متكاملة يحلم الكثير بالعيش فيها.

{long_qoute_2}

والمدينة عبارة عن بوابات أمن، وعمارات سكنية ضخمة، وحدائق ومتنزهات، ومسجد، ومستشفى كامل التجهيزات وبه عيادات خارجية وطوارئ، ومكتبة «اقرأ» للأطفال، ومركز للتدريب المهنى لاستقبال الشباب وأهالى المنطقة لتعليمهم، وورش فنية وبها 12 ورشة ومن بينها ورش للخياطة وأخرى للضيافة والفندقية، ومركز لرعاية الأطفال فى سن الحضانة.

وتعتلى الوحدات الشمسية أسطح المنازل لتوفير الطاقة، بالإضافة إلى وجود مشاريع لزراعة الأسطح بالفواكه وعدد من السلع الغذائية لتوفيرها على المواطنين، ومركز للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وموقف أوتوبيس مجهز.

وقالت الحاجة سعاد حسن، أحد أهالى منطقة غيط العنب، التى تسلمت شقتها الجديدة: «الواحد ماكانش عايش قبل كده، دلوقتى عايشين فى شقة حتى لو صغيرة أحسن من العشة اللى كنا ساكنين فيها، والولاد كانوا بيناموا على الأرض، أما دلوقتى عندنا شقة وأمن ومستشفى وكل حاجة جنبنا، الحمد لله أن ربنا رحمنا من ريحة الصرف والحشرات والقمامة اللى كنا عايشين وسطها».

وأضاف الحاج صالح محمد، أحد الأهالى: «ربنا يبارك فى الرئيس، إحنا عايشين فى بيوت ليها سقف وحيطان، ده كان أقصى طموحنا، دلوقتى عايشين وحاسين إننا بشر، الولاد فرحانين، كنا زمان مضطرين نعيش بس دلوقتى الوضع اختلف، يا رب ينقذ كل الناس الغلابة اللى عايشة فى المناطق العشوائية وتقدر تعيش حياة آدمية».

وشارك فى تحويل منطقة غيط العنب إلى منطقة حضارية، عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدنى، وعدد من الشركات الخاصة، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال الذين تبرعوا ببناء المنازل والتشطيبات.

وقال جمال حمادة، المتبرع بـ45 مليون جنيه، لصالح مشروع «بشاير الخير»، إن الشعبة الهندسية للقوات المسلحة راقبت وأشرفت على عمليات تطوير منطقة غيط العنب بالإسكندرية، بينما قام مقاولون متبرعون بعمليات التنفيذ بدون ربح، مضيفاً: «القوات المسلحة هى الجهة الأولى التى تنال احترام وتقدير وثقة الجميع، وشفت الفرحة فى عين الرئيس وكذلك الوزراء».

وأضاف «حمادة» أن المنطقة قبل التطوير كانت تعانى وضعاً متردياً إنسانياً وصحياً، مستطرداً: «قبل تبرعى تجولت بمفردى لمعاينة المنطقة ووجدت أن حالة المنطقة صعبة جداً اقتصادياً واجتماعياً، وجدية والتزام القوات المسلحة دفعتنى للتبرع». وأشاد بالقوات المسلحة وقيادة المنطقة الشمالية العسكرية، ودورهم الإشرافى فى تطوير المنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان يتابع المشروع بشكل يومى وركز على تسليم الوحدات السكنية بـ«الفرش» حتى المكواة.

{long_qoute_3}

ويشتمل المشروع على منطقة إسكان تضم 34 عمارة بإجمالى 1632 وحدة سكنية شاملة المرافق والخدمات وعدداً من المنشآت الحيوية من بينها مستشفى متكامل ومجمعات تجارية وخدمية ومركز للتدريب المهنى، وآخر لذوى الاحتياجات الخاصة وحديقة تعليمية للأطفال، ويمثل المشروع النمط المستقبلى لتطوير المناطق السكنية غير الآمنة والخطرة على مستوى الجمهورية.

وسلمت قيادة المنطقة الشمالية العسكرية جميع الوحدات بمشروع بشاير الخير، لجميع قاطنى منطقة غيط العنب فقط، حيث تم إنشاء 34 عمارة تشمل 1632 وحدة سكنية، وتبلغ مساحة الوحدة 90 متراً مسطحاً، ومكونة من 3 غرف وصالة كاملة التشطيب والمرافق ومزودة بالمصاعد الكهربائية وعدادات المياه والغاز بنظام الكارت الذكى، وتزويد المشروع بوحدات إنتاج الطاقة الكهربائية تعمل بخلايا الطاقة الشمسية بإجمالى قدرة 173.2 ميجاوات سنوياً، كما تمت مراعاة إنشاء شبكة الطرق وأعمال التنسيق، ومسجد على أحدث الطرازات المعمارية يتسع لأكثر من ألف مُصلٍ.

كما تم إنشاء مستشفى «جمال حمادة الخيرى» المتكامل، الذى يتكون من أربعة طوابق، يضم الطابق الأرضى أقسام الاستقبال والطوارئ والصيدلية والعيادات الخارجية فى التخصصات المختلفة (الباطنة - الجراحة - الأسنان - الرمد - الأنف والأذن - الأطفال - النساء والتوليد)، بالإضافة إلى وحدة الغسيل الكلوى ومعمل مكون من 3 غرف للأشعة، ويشمل الطابق الأول غرف العمليات والعناية المركزة، ووحدة المشرفين، ويضم الطابقان الثانى والثالث غرف المرضى.

وتضمنت منطقة السوق التجارية، التى تضم عشرات المحال التجارية والمشروعات متناهية الصغر، للمساهمة فى توفير الخدمات وفرص العمل لأبناء المنطقة.

واحتوت المنطقة لأول مرة على مركز التدريب المهنى، الذى تم إنشاؤه ضمن المشروع للمساهمة فى حل مشكلة البطالة لأهالى المنطقة وتنفيذ برنامج للتدريب على المشروعات متناهية الصغر، حيث يتكون من طابقين، الأرضى منهما يتضمن 6 ورش (ورشتين للملابس الجاهزة - ورشة لحام - ورشة نجارة - ورشة خدمات فندقية - ورشة تجهيز المطابخ) بالإضافة إلى 3 فصول تعليمية مكيفة ومكاتب إدارية، ويتكون الدور الأول علوى بالمركز من 6 ورش (تكييف وتبريد - سباكة - محو أمية - عطور وجلود - طاقة شمسية - منسوجات) بالإضافة إلى عدة ورش خارجية للحرف المعمارية، كما تفقد الحديقة التعليمية التى تم إنشاؤها بأسلوب مبتكر لخدمة أبناء المنطقة وإكساب الأطفال المهارات السلوكية والاجتماعية المختلفة وتنمية قدرتهم على التواصل مع المجتمع.

كما تضمن المشروع إنشاء المركز الإنسانى لذوى الاحتياجات الخاصة، الذى يقدم خدمات البحث العلمى والخدمات المتخصصة للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، يشتمل على أقسام متعددة (المكتبة واختبارات الذكاء - التكامل الحسى - وحدة تنمية المهارات وفصول الرعاية المهارية - الإدارة ووحدات العلاج الطبيعى - قسم التخاطب وورش المهن) ومعامل للغات وقسم للأنشطة المهنية وقسم روضة الإعاقات الذهنية وقسم روضة العاديين وصالتين متعددتى الأغراض لخدمة الطفل والأنشطة المهنية.

كما يختص المركز بعلاج مرضى التوحد والاضطرابات النمائية والتأخر الدراسى وحالات النشاط الزائد والتعامل مع الإعاقات المختلفة وحالات الشلل الدماغى والإعاقات السمعية والبصرية وحالات ضعف السمع والبصر من خلال فريق عمل متخصص على درجة عالية من الكفاءة والخبرة، ويخدم المركز 138 طفلاً يومياً تتراوح أعمارهم من الميلاد حتى 18 عاماً.


مواضيع متعلقة