محافظ كفر الشيخ: لن أتستر على «فاسد».. والمحافظة خالية من «فيروس سى» خلال أيام

07:11 م | الخميس 26 يناير 2017

أكد محافظ كفر الشيخ، اللواء السيد نصر، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماماً كبيراً بتنمية وتطوير محافظة كفر الشيخ، باعتبارها «أمل ومستقبل التنمية» بين محافظات مصر، بعد سنوات من التهميش، حيث تشهد المحافظة تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى، التى تساعد فى توفير آلاف فرص العمل لأبنائها، وجلب استثمارات بمليارات الجنيهات، كما تؤدى إلى إحداث «نقلة نوعية» فى المحافظة.

{long_qoute_1}

ولفت محافظ كفر الشيخ، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن أهم المشروعات العملاقة، التى من المتوقع أن يقوم الرئيس السيسى بافتتاحها خلال الفترة المقبلة، مشروع «الاستزراع السمكى» فى «بركة غليون» بمركز مطوبس، والمقام على مساحة تُقدر بنحو 20 ألف فدان، وبتكلفة مليار و800 مليون جنيه.

■ كيف استعدت محافظة كفر الشيخ لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المرتقبة؟ وما أهم المشروعات التى سيفتتحها الرئيس؟

- أنهينا الاستعدادات الخاصة بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى زيارة تاريخية، حيث من المقرر أن يفتتح الرئيس عدداً من المشروعات القومية، بعضها على أرض الواقع كمشروع الاستزراع السمكى، ومشروع تطوير وتنمية بحيرة البرلس، ومستشفى كفر الشيخ الجامعى، إضافة إلى افتتاح عدد من مشروعات الطرق والكبارى، وافتتاح مشروع الوحدات السكنية عبر الفيديو كونفرانس، وقامت المحافظة بتقديم كافة التسهيلات من أجل إنهاء العمل فى أكبر مزرعة سمكية على مستوى الشرق الأوسط، إضافة إلى افتتاح محطة الكهرباء، التى تنفذها شركة «سيمنز» الألمانية، التى وقع الرئيس السيسى عقدها فى مارس قبل الماضى، أثناء المؤتمر الاقتصادى، بتكلفة مليارى يورو، وتُقام على مساحة 250 فداناً، على الطريق الدولى الساحلى، وتنتج حوالى 7.5% من إجمالى احتياجات مصر من الكهرباء، كما سيفتتح الرئيس ميناء البرلس بعد تطويره.

{long_qoute_2}

■ مشروع الاستزراع السمكى أحد أكبر المشروعات التى يجرى تنفيذها فى كفر الشيخ.. ما أهمية هذا المشروع؟ وما مراحل تنفيذه؟

- مشروع الاستزراع السمكى يكتسب أهميته من أنه يُقام على مساحة 20 ألف فدان، بمنطقة «بركة غليون»، التابعة لمركز مطوبس، بتكلفة مليار و800 مليون جنيه، وهو أول مشروع يستخدم التكنولوجيا الحديثة والمتطورة فى الاستزراع السمكى، ويجرى تنفيذ المشروع على 4 مراحل، المرحلة الأولى على مساحة 2815 فداناً، وجار الانتهاء منها، ليقوم الرئيس بافتتاحها خلال الفترة المقبلة، أما المرحلة الثانية فتُقام على مساحة 2815 فداناً أيضاً، بينما المرحلة الثالثة على مساحة 6174 فداناً، والرابعة على مساحة تصل إلى 7 آلاف فدان، وتم حتى الآن الانتهاء من أكثر من 98% من العمل بالمرحلة الأولى، وتجرى حالياً أعمال الرفع المساحى وتخطيط المرحلة الثانية، ولن تستغرق المراحل التالية وقتاً طويلاً، حيث تم الانتهاء من البنية التحتية للمشروع بالكامل خلال تنفيذ المرحلة الأولى، ويضم المشروع 453 حوضاً للأسماك البحرية، مساحة الحوض الواحد 7500 متر مربع، بطول 150 متراً وعرض 50 متراً، و626 حوضاً للجمبرى، بمساحة 1600 متر مربع، بطول وعرض 40 متراً، بالإضافة إلى 186 «حضانة» لتحصين الزريعة، كما يوجد بالمشروع معمل لإنتاج الزريعة بمعدل 60 مليوناً من الأسماك البحرية المتنوعة ما بين «البورى والوقار والدنيس والقاروص»، و2 مليار وحدة جمبرى، بهدف وضع حد لمشكلات الصيد الجائر فى البحار، ومحاربة صيد الزريعة ببحيرة البرلس. كما يكتسب المشروع أهميته من أنه يساعد على توفير فرص عمل لأكثر من 15 ألف مواطن من أبناء كفر الشيخ، منها 5 آلاف عمالة مباشرة، وأكثر من 10 آلاف عمالة متغيرة.

■ الرئيس السيسى وجه بسرعة الانتهاء من المنطقة الاستثمارية فى كفر الشيخ، ما حجم الإنجازات التى تمت حتى الآن بهذه المنطقة؟

- الرئيس السيسى يولى اهتماماً خاصاً بكفر الشيخ، خاصةً المنطقة الاستثمارية، التى يجرى إنشاؤها فى منطقة الساحل الشمالى للمحافظة على مساحة 10 آلاف فدان، وباستثمارات تقدر بنحو 200 مليار جنيه، لتوفير 200 ألف فرصة عمل، كما سيتم إقامة منطقة استثمارية تابعة لمشروع الاستزراع السمكى بـ«بركة غليون»، مساحتها 55 فداناً، وبها 5 مصانع، منها مصنع لإنتاج «علف السمك» على مساحة 1518 متراً، وينتج 180 ألف طن سنوياً، ومصنع «الفوم» على مساحة 5250 متراً، ومصنع «الثلج» على مساحة 1900 متر، ومصنع «بروسسينج»، ومعمل أبحاث ومركز تدريب لتدريب العمالة، وتدريب الزريعة الذين لا يتبعون المشروع.

{long_qoute_3}

■ وماذا عن مشروع تطوير بحيرة البرلس؟

- تطوير بحيرة البرلس الهدف منه القضاء على الصيد الجائر، وسرقة الزريعة، وتأتى خطوات التطوير بعمل كورنيش للصيادين، بما لا يؤثر على أحواض الترسيب، إضافة إلى أعمال رفع ناتج التطهير والتكريك وتعميق المصبات ومد القنوات الإشعاعية من بوغاز البرلس إلى داخل البحيرة، بهدف خلق بيئة مناسبة لتكاثر الأسماك.

■ كيف ستتعامل المحافظة مع أصحاب المزارع السمكية الذين يطالبون بتخفيض الديون؟

- حاولت التوصل لحلول مرضية معهم، نتيجة عدم دفعهم الإيجارات منذ سنوات، وبعد أن توصلنا إلى حل، ووافقت على تخفيض القيمة الإيجارية لهم، من 2000 إلى 800 جنيه، مساواة بمزارع الثروة السمكية المؤجرة، رجعوا فى اتفاقهم، فتراجعت عن قرارى، خاصة أن حجم المديونيات المستحقة عليهم يبلغ 318 مليوناً و157 ألف جنيه، على مساحة 21 ألفاً و293 فداناً.

■ مشروع محطة الكهرباء أحد المشروعات القومية التى يجرى تنفيذها فى كفر الشيح، ما آخر موقف لهذا المشروع؟

- بالفعل، مشروع محطة الكهرباء من ضمن المشروعات القومية التى وقع الرئيس السيسى عقدها فى مارس قبل الماضى، أثناء انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، وتبلغ تكلفتها 2 مليار يورو، ويجرى تنفيذها من قبل شركة «سيمنز» الألمانية، على مساحة 250 فداناً على الطريق الدولى الساحلى، ومن المتوقع أن تنتج هذه المحطة 7.5% من إجمالى احتياجات مصر من الكهرباء، ويهدف المشروع إلى تدعيم الشبكة القومية بقدرات تصل إلى 14400 ميجاوات، لمجابهة الزيادة المطردة فى الأحمال، ولتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروعات الاستثمارية الجديدة، وتبلغ نسبة تنفيذ المشروع حوالى 56%، طبقاً للجداول الزمنية المحددة، ومن المتوقع أن تبدأ إنتاجها خلال أيام بإضافة 1600 ميجاوات، على أن يتم تشغيل المحطة بكامل طاقتها خلال عام 2018.

■ وكيف سيستفيد مواطنو كفر الشيخ من هذه المحطة؟

- المحطة ستخدم مصر عامة، بتدعيم شبكة الكهرباء للمشروعات، والقضاء على زيادة الأحمال، وبالتالى يستفيد منها أبناء المحافظة، لأنها ستُدعم المشروعات الاستثمارية، التى ستُدر دخلاً لهم، إضافة إلى تقوية شبكة الكهرباء الداخلية وتخفيف الأحمال.

■ لفترة طويلة شكل مصرف «كُتشنر» بؤرة للتلوث، أصابت أبناء المحافظة بالكثير من الأمراض، ومنعت تصدير محاصيل المحافظة، كيف تتعامل المحافظة مع هذا الملف؟

- أُطلق على مصرف «كتشنر» لقب «الصداع المزمن»، لأنه السبب الرئيسى فى تدنى مستويات الصحة، وإصابة الكثيرين من أبناء المحافظة بأمراض الفشل الكلوى والفيروسات الكبدية، ولكننا نسير فى خطوات متوازية، منها إطلاق الحملة القومية لمكافحة فيروس «سى»، التى من خلالها سنُعلن، خلال شهر يناير، عن أن المحافظة خالية من هذا المرض اللعين، إضافة إلى قيامنا بالسير فى إجراءات إنشاء محطات تنقية وتحلية لمياه المصرف، لأنه من أولويات الرئيس، وشكل لجنة لوضع حل نهائى للمصرف، وزار أكبر شركة لتحلية مياه المصارف فى سنغافورة، واتخذنا خطوات بإنشاء 3 محطات تنقية، بتكلفة حوالى 100 مليون جنيه، إضافة إلى التوسع فى إنشاء المحطات، بالتعاون مع شركة يابانية.

■ وكيف ستُعلن أن المحافظة خالية من فيروس «سى»، وما زال السبب موجوداً؟

- القوافل الطبية والعلاجية قضت على الفيروس، لأننا قمنا بعمل مسح شامل لكافة قرى وعزب المحافظة، على مدار عام كامل، بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر»، وقمنا بعمل الفحوصات الطبية المجانية لأبناء المحافظة، وتحويل الحالات الإيجابية إلى مركز أبحاث الكبد، ومستشفى القوات المسلحة، لصرف العلاج اللازم، دون انتظار، مما قلل قوائم الانتظار بالمحافظة.

■ وكيف ترى مستقبل زراعة الأرز فى المحافظة، فى ظل نُدرة المياه وتلوثها؟

- محافظة كفر الشيخ تعتمد فى زراعتها على الأرز كمحصول استراتيجى، فهى تُنتج ثلث إنتاج الجمهورية منه، لكننا اتخذنا قراراً بتخفيض المساحات المزروعة من الأرز، ومن المقرر هذا العام أن تتم زراعة 205 آلاف فدان فقط، بدلاً من 275 ألف فدان فى السابق، أى تقليل مساحة زراعات الأرز بنحو 70 ألف فدان، على أن يكون الذرة المحصول البديل للأرز، وذلك بسبب نقص المياه، ولضمان عدم حدوث أزمة فى مياه الرى.. وفى هذا الإطار أود أن أشير إلى أن المحافظة قامت، بالتنسيق مع وزارة الرى، بإنشاء عدد من المشروعات التى تخدم الفلاحين، منها مشروع محطة غرب البرلس، لتحسين الصرف الزراعى لمنطقة «ترعة النور»، ومناطق الاستصلاح الجديدة، وتخدم حوالى 25 ألف فدان، وإنشاء مشروع حماية المنطقة المنخفضة من غرب ميناء البرلس إلى شرق الرؤوس الحجرية بشرق مدينة رشيد، بمحافظة البحيرة، بتكلفة 77 مليون جنيه، بهدف حماية المنطقة من هجمات البحر المتتالية، مما يهدد التجمعات السكنية والأراضى الزراعية، وحماية مشروعات التنمية، وزيادة التوسع السكنى والزراعى، وحماية الصيادين والثروة السمكية.

■ لقد أعلنت الشهر الماضى عن مشروع اجتماعى استثمارى فى كفر الشيخ، ما أهم ملامح ذلك المشروع؟

- المشروع عبارة عن إقامة جسر لحماية الشواطئ والمناطق المنخفضة، واستغلاله لعمل مشاية وشواطئ اجتماعية، من غرب محطة كهرباء البرلس، حتى المنطقة الصناعية بمطوبس، بطول 25 كيلومتراً، وباستثمارات 250 مليون جنيه، تقوم المحافظة بتنفيذه بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية الشواطئ، ويمثل المشروع إضافة للمنطقة الاستثمارية الجديدة، التى ستُقام بشمال المحافظة، ويهدف إلى حماية الشواطئ، من بوغاز البرلس شرقاً، حتى بوغاز رشيد غرباً، فى نطاق محافظة كفر الشيخ، بطول 60 كيلومتراً.

■ وماذا عن طرق القرى المهلهلة، التى تحولها مياه الأمطار إلى برك ومستنقعات فى الشتاء؟

- صرفنا أكثر من 10 مليارات جنيه على المرافق الخدمية، كالطرق والمياه والصرف الصحى، وتم تقوية وإعادة رصف طريق «كفر الشيخ - دسوق»، بطول 32 كيلومتراً، بتكلفة 46 مليون جنيه، ويجرى طرح ازدواج هذا الطريق، ليتم تنفيذه على 3 مراحل، بتكلفة تقديرية مليار و800 مليون جنيه، بطول 32 كيلومتراً، وبعرض 40 متراً، كما تم إنشاء الطريق المزدوج «المحلة - كفر الشيخ»، بطول 32 كيلومتراً، بتكلفة 650 مليون جنيه، وإنشاء الطريق المزدوج «طنطا - كفر الشيخ»، بطول 34 كيلومتراً، وتكلفة 500 مليون جنيه، إضافة إلى رصف عدد من الطرق الداخلية بكافة مراكز المحافظة.

■ كثير من المواطنين يشعرون بـ«السخط» عندما يتعاملون مع بعض الإدارات، بسبب انتشار الرشوة بها، ما الإجراءات التى تتخذها المحافظة للقضاء على الفساد فى كفر الشيخ؟

- نعترف بأن هناك فساداً فى بعض الإدارات، ليس فى كفر الشيخ فقط، وإنما فى كل محافظات مصر، وعندما تردنا أى شكاوى خاصة من الإدارات الهندسية، نقوم بإرسال لجان متابعة من المحافظة لفحص الشكاوى، وتقديم المتورطين للتحقيق، إضافة إلى جولات الرقابة الإدارية، التى تكافح الفساد، سواءً فى التموين أو الإدارات الهندسية أو الجمعيات الزراعية أو المحليات، وإذا ثبت وجود فساد، نقوم بإحالة المتورطين للتحقيق، ولا نتستر على فاسد.