ألمانيا تلغى آخر القيود على «الطيران السياحى» إلى سيناء.. وتسمح بتسيير رحلات لـ«شرم»

07:54 م | الثلاثاء 24 يناير 2017

نجحت السفارة المصرية فى برلين فى إزالة آخر القيود على حركة الطيران السياحى الألمانى إلى شرم الشيخ وسائر مناطق جنوب سيناء، حيث أصدرت وزارة النقل الفيدرالية الألمانية، أمس، إعلاناً تعفى فيه شركات الطيران الألمانى من الالتزام بالطيران على ارتفاع 26 ألف قدم فوق جنوب سيناء، وذلك لأول مرة منذ حادث الطائرة الروسية فوق سيناء فى أكتوبر 2015، وبما يسمح لكافة شركات الطيران والسياحة الألمانية من تسيير رحلات مباشرة إلى مطار شرم الشيخ دون الحاجة لدفع رسوم تأمين إضافية.

وقالت وزارة الخارجية، إن الموضوع الخاص بالسياحة كان فى مقدمة الموضوعات التى بحثها وزير الخارجية سامح شكرى أثناء زيارته الأخيرة لبرلين من 11 إلى 13 يناير الحالى ولقاءاته مع وزراء النقل والخارجية والداخلية الألمان، الأمر الذى مهد الطريق لإصدار القرار الألمانى المشار إليه، وهو القرار الذى يخفف الأعباء المرتبطة بالتأمين على الرحلات الجوية، وبالتالى يفتح الطريق مجدداً أمام الانسياب الكامل لحركة التدفق السياحى الألمانى إلى شرم الشيخ وسائر المنتجعات السياحية فى جنوب سيناء ويمكن شركات الطيران الألمانية من تسيير رحلاتها المباشرة إلى مطارات جنوب سيناء وفى مقدمتها شرم الشيخ وسانت كاترين.

{long_qoute_1}

وجاء القرار الألمانى الإيجابى الأخير نتيجة لجهود مكثفة بذلها الوزير سامح شكرى شخصياً والسفارة المصرية فى برلين لدعم التدفق السياحى الألمانى للبلاد، ويمثل استمراراً للمواقف الألمانية الإيجابية الحريصة على عدم الإضرار بقطاع السياحة المصرى، مما جعل ألمانيا تأتى فى المرتبة الأولى من حيث عدد السائحين الوافدين إلى مصر عام 2016 بإجمالى 655 ألف سائح، ويتم حالياً تسيير نحو 125 رحلة طيران أسبوعياً إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية ومنها بصفة خاصة المنتجعات السياحية فى منطقة البحر الأحمر، فضلاً عن شرم الشيخ والأقصر وأسوان، وسوف يسهم القرار الجديد فى مزيد من زيادة هذه الرحلات المتجهة إلى شرم الشيخ.

وقال بدر عبدالعاطى، سفير مصر فى ألمانيا، إن قرار إزالة آخر القيود على حركة الطيران السياحى الألمانى إلى شرم الشيخ وسائر مناطق جنوب سيناء، جاء بعد جهود ضخمة واقتناع ألمانى بسلامة الإجراءات الأمنية فى مصر.

وأوضح «عبدالعاطى» فى تصريحات لـ«الوطن» أنه سيلتقى الفترة المقبلة مع كافة الشركات السياحية والطيران الألمانية لإطلاعها على القرار، وطلب مضاعفة رحلاتها إلى جنوب سيناء بما فيها شرم الشيخ.

وأشار سفير مصر فى برلين إلى أن التوقعات إيجابية للغاية بالنسبة للموسم الشتوى الحالى، وسوف تزيد الرحلات إلى المدن السياحية المصرية خلال الأسابيع المقبلة، وقال: «نلمس تزايد الطلب على المقصد السياحى المصرى مما يؤدى إلى تسيير رحلات إضافية إلى مصر»، كاشفاً عن أنه لأول مرة عدد السياح فى ديسمبر الماضى تجاوز عدد السياح الألمان فى عام 2015 من نفس الفترة، وأن ذلك مؤشر جيد لحركة السياحة الفترة المقبلة. وعبر السفير المصرى فى برلين عن تقدير مصر للموقف الألمانى المتوازن بعدم فرض تحذيرات على سفر السياح الألمان إلى مصر بعد حادث الطائرة الروسية، واقتناعه بسلامة الإجراءات الأمنية المصرية، وهو ما أكدته الوفود الأمنية الألمانية التى زارت مصر فى الفترة الأخيرة، حيث أصبحت السياحة الألمانية تأتى فى المرتبة الأولى بالنسبة للسياحة الوافدة لمصر، حيث وصلت بنهاية سبتمبر الماضى إلى نحو 440 ألف سائح ألمانى، وتم تسيير أول رحلات الطيران العارض المباشرة من فرانكفورت إلى شرم الشيخ مؤخراً، كما تتوقع مصر تسيير مزيد من الرحلات إلى شرم الشيخ، وأيضاً إلى الأقصر فى الفترة المقبلة، استمراراً للتعاون الألمانى فى هذا الشأن بما يسهم فى عودة السياحة الألمانية لمعدلاتها فى عام 2010. ووصف أحمد شكرى، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة التنشيط السياحى، القرار الألمانى بالإيجابى الذى أوصل رسالة للشعب الألمانى وللعالم أن جنوب سيناء آمنة، ولا خوف من تسيير أية رحلات إليها حالياً أو فى المستقبل.

وأضاف «شكرى» لـ«الوطن»، أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة فى أعداد السياح الوافدين من ألمانيا إلى المدن السياحية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء، لافتاً إلى أن السوق الألمانية من أهم الأسواق المصدرة للسياح إلى مصر حالياً.

وقال هشام على، رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء، إن القرار الألمانى له رمزية كبيرة، حيث يؤكد للعالم أن محافظة جنوب سيناء ومطار شرم الشيخ لا توجد لديهما أية موانع أو عوائق لاستقبال الحركة الجوية من مختلف دول العالم، وأن الطيران بهما لا يحمل أى تهديد للسياح أو المسافرين، كما يحمل القرار رسالة إلى صانع القرار فى روسيا وبريطانيا أن شرم الشيخ آمنة تماماً براً وجواً، ولا خوف من استئناف الرحلات إليها حالياً، علاوة على أنه رفع العبء عن شركات السياحة الألمانية التى كانت تؤمن بمبالغ كبيرة على السائحين الذين زاروا مصر خلال الفترة الماضية.

وأشار «على» إلى أن شرم الشيخ لن تشهد زيادة فى الحركة السياحية الوافدة من ألمانيا حالياً، حيث إن السائح الألمانى يفضل الذهاب إلى الغردقة، التى أتوقع أن تشهد زيادة مطردة فى الحركة الوافدة من السوق الألمانية خلال الشهور المقبلة.