"مدد يا حسين".. هتاف محبي "آل البيت" المثير للجدل.. وداعية سلفي: شرك عظيم

كتب: دينا عبدالخالق

"مدد يا حسين".. هتاف محبي "آل البيت" المثير للجدل.. وداعية سلفي: شرك عظيم

"مدد يا حسين".. هتاف محبي "آل البيت" المثير للجدل.. وداعية سلفي: شرك عظيم

في هذا الوقت من كل عام، تهل ذكرى وفاة الحسين بن علي بن أي طالب، وحفيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يتوافد الدراويش ومريدي الطرق الصوفية، لإحياء الليلة الختامية من مولد سيدنا الحسين.

ورغم تعدد الأقاويل عن وجود "رأس الحسين"، في القاهرة والعراق وكربلاء ودمشق وفلسطين، إلا أن الاحتفال يكون في مصر فقط، حيث يتزين مسجد الحسين، ويتوافد العديد من مشايخ ومنشدي الصوفية والدراويش، الذين يتكتلون من أجل الذكر وتتعالى أصواتهم بهتاف "مدد يا حسين.. مدد"، التي أثارت جدلا على استحياء منذ زمن، ما لبث أن انفجر منذ نحو عام.

في مايو من العام 2015، أشعل مقطع فيديو فتيل الأزمة، خلال برنامج "ممكن" للإعلامي خيري رمضان، حيث ردد المنشد مصطفى عاطف الهتاف، واتهمه البعض بالتشيع وآخرون بالكفر، ليعود الشيخ أسامة الأزهري في حلقته التالية بالبرنامج، مدافعا عن المنشد: "الحسين مقامه عند الله كبير، فهو سبط الرسول، وكان يقول حسين مني وأنا من حسين، وأحب الله من أحب حسين، فكل مظاهر الثناء والتعبد والمحبة تعبير جميل أننا نتعلق بمقامك الرفيع ونتقرب إلى الله بمحبتك، ونرجو أن يرحمنا الله بشفاعتك وشفاعة جدك.. لكن أن يعتقد أن الحسين شريك مع الله لا يتخيله أحد".

 

ولم يكد الجدل يهدأ بسبب المقطع، حتى انتشر مقطع آخر للداعية الصوفي الحبيب علي الجفري، برفقة مجموعة من الأشخاص، مرددين "مدد يا مولانا يا حسين"، لتجذب أنظار العديدون حول الهتاف ومدى صحته.

 

"بدعة في الدعاء لا تجوز وتندرج تحت بند الشرك".. هكذا وصف الداعية السلفي محمود عامر الهتاف، مؤكدا أهمية أن يوضح علماء الدين الإسلامي الأمر في كتاباتهم، كونه يحتاج إلى "الاستتابة" على حد قوله، حيث إنه "يعتبر جهلا بأصول الدعاء ويحتاج للتعليم والمعرفة، لأنه الله عز وجل أورد في كتابه الكريم أن الدعاء يكون موجها له فقط".

وتابع عامر، في تصريح لـ"الوطن"، أنه "في حالة ترديد الهتاف على اعتبار أنهم يتجهون به إلى الحسين، فذلك يعتبر شرك عظيم يخرج صاحبه من الإسلام"، مضيفا: "الاحتفالات وثنية، وتعبر عن الجاهلية، حيث لا توجد رأس الإمام الحسين في مصر، ولا يجوز الاحتفال بتلك الأمور".

بدوره، أكد الشيخ علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، أن "الهتاف كان سبيل البعض في إثارة الفتن والخلافات مع الطرق الصوفية، ولا يهدف للعبادة، لكنه بغرض التقرب إلى الله عز وجل من خلال آل البيت"، متابعا: "نحن لا نقتدي بأحد".

وأوضح أبوالعزائم، أن "الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، هو أحد أفراد آل البيت ومن أهل الجنة، وأحد أولياء الله الصالحين، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، لذلك يحاول الدراويش ومريدي الطرق الصوفية التقرب من خلاله إلى الله سبحانه وتعالى".

"إذا كانت من أجل المحبة، فلا مانع فيها".. هكذا ترى الدكتورة آمنة نصير أستاذة الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر، قائلة إن "الهتاف غير محرم طالما كان بدافع الحب العميق لأهل البيت، أكثر من الدول الشيعية منذ تاريخ قديم دون تمذهب، أو الدخول في قدح العقيدة النقية لعبادة الله وحده، لكن إذا اختلطت مع عقيدة الدين الإسلامي فإنها ممنوعة".

 وكان الدكتور على جمعة، مفتي الديار السابق، حسم الجدال في ديسمبر 2015، خلال حواره مع برنامج "الله أعلم" المذاع عبر شاشة CBC، فور انتشار مقاطع الفيديو الذي سبق الإشارة له، قائلا إن "كلمة مدد يا رسول الله أو يا حسين لا تكفر صاحبها، حيث تعني أن يستغفر له الرسول عند الله، وأيضا طلب الدعاء لمن يقولها".

وتابع جميعة، أن "هناك بعض الأشخاص يُفسرون كلمة مدد بأنها تكفر صاحبها، فمدد يا رسول الله، يعني مدد في دعائه، لأن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (تعرض على أعمالكم فإن كان خيرا حمدت الله وإن كان غير ذلك استغفرت لكم)".

واستطرد جمعة في حديثه: "لكن إحنا في مصر تعودنا على أننا نقول مدد يا رسول الله أو مدد يا حسين، يعنى ادعولنا، ييجي يقولي ليه هو كان سمعك؟، أقوله: يعني إبليس سامعني وروح سيدنا الحسين أو مقام النبي صل الله عليه وسلم مش سامعني، يا أخي ده انت سخيف البعيد، فبلاش اتهام المسلمين بالشرك بالشكل ده، سيد الخلق أجمعين بنلتمس منه الدعاء علشان يدعو لنا".


مواضيع متعلقة