"التحفة الوفائية في العامية المصرية"... معجم يوثق حياة المصريين في القرن التاسع عشر

كتب: دينا عبدالخالق

"التحفة الوفائية في العامية المصرية"... معجم يوثق حياة المصريين في القرن التاسع عشر

"التحفة الوفائية في العامية المصرية"... معجم يوثق حياة المصريين في القرن التاسع عشر

في إطار الدور الذي تضطلع به مكتبة الإسكندرية من مجهودات حثيثة لتوثيق التراث المصري، صدر عن مكتبة الإسكندرية معجم تحت عنوان "التحفة الوفائية في العامية المصرية" للمؤلف وفا أفندي محمد القوني، من تقديم الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وقام بالتحقيق الدكتور هشام عبد العزيز.

وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين في مقدمته عن المعجم أنه ليس مجرد معجما في العامية المصرية، ولكنه موسوعة ثقافية في المجتمع المصري في حقبة تاريخية هامة وهي نهاية القرن التاسع عشر، حيث تم تأليف المعجم منذ حوالي مائة وعشرين عاما، ورصد كلمات الناس آنذاك والكثير من ألفاظ العوام وأساليب كلامهم وعاداتهم وأمثالهم المألوفة على ألسنتهم، وكان ذلك لأهل القاهرة والوجه البحري، مضيفاً أنه علي الرغم من المكانة العلمية للمؤلف ومن أهمية المعجم وثرائه إلا أنه لم يٌنشر من قبل.

وأضاف سراج الدين أن المعجم عبارة عن كلمات عامية مصرية مشروحة باللغة العربية الفصحى، حيث مزج المؤلف بين العامية كمداخل وأمثلة وأمثال، والفصحى في شرحه وإثرائه لمواد المعجم بالآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الأشعار أو الأقوال أو غيرها، لافتاً إلي دور التحقيق العلمي المنضبط الذي نهض به الدكتور هشام عبد العزيز لهذا المعجم، فبجانب إعماله لمبادئ التحقيق وقواعده أضاف إليه العديد من الكشافات التي تثريه؛ حيث أضاف خمسة وثلاثين كشافًا متنوعًا؛ للآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والأمثال والحكم والتعبيرات الشعبية وغيرها.

ويتناول المعجم خمسمائة وثلاث وعشرين مادة أو مدخلاً معجميًّا، مرتبة ألفبائيًّا وفقًا لاجتهاد المؤلف، كما يتناول المؤلف في كلِّ مادة معنى اللفظ وسياقاته مورِدًا أمثلة وأمثالاً، ويورد كذلك الكلمات المرتبطة بكل مدخل، سواء مرتبطة باللفظ أو بالدلالة وذلك بقدر ما أمكن له ، وقد انتهت المواد عند حرف الشين؛ حيث لم يكتمل تأليف المعجم لوفاة مؤلفه.

وورد بالمخطوط في الجزء الأول مجموعة رسوم توضيحية رسمها المؤلف بيده، لمجموعة من الآنية وأدوات الزراعة، وقام المحقق بسحبها بجهاز "الاسكانر "، وتوضيبها دون المساس بطبيعتها ولا بحدودها كما رسمها المؤلف، وأعطى كل شكل رقمًا وربط هذا الرقم بمكانه في المتن، وقد أوردت هذه الأشكال في نهاية المعجم.

ويعتبر المؤلف وفا أفندي محمد القوني من رجال الدولة المصرية في الفترة التي تلت الثورة العرابية أثناء حكم الخديوي توفيق، وهو ما يكشفه ما ذكره في المادة 259 من المعجم ووصفه للخديوي توفيق بأنه "الجناب الخديوي توفيق باشا الأفخم، أيده الله"، كما أنه تولى أمانة "الكتبخانة" الخديوية، في أواخر القرن التاسع عشر، وتولى أمانة دار الكتب المصرية، كما أنه كان محرر جريدة "الكوكب المصري" التي كانت تصدر قبل الثورة العرابية، ومن أشهر مؤلفاته "التحفة الوفائية في اللغة العامية"، و"الرد المبين على جهلة المتصوفين"، و"البرهان الساطع على وجود الصانع".


مواضيع متعلقة