رئيس اللجنة السعودية - الأمريكية: بن سلمان القناة الرئيسية للإدارة الجديدة للعالم الإسلامى

كتب: محمد حسن عامر

رئيس اللجنة السعودية - الأمريكية: بن سلمان القناة الرئيسية للإدارة الجديدة للعالم الإسلامى

رئيس اللجنة السعودية - الأمريكية: بن سلمان القناة الرئيسية للإدارة الجديدة للعالم الإسلامى

أكد مؤسس ورئيس لجنة «العلاقات السعودية - الأمريكية»، فى «واشنطن» سلمان الأنصارى، أن دول الخليج والسعودية تنتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة القيام بخطوات «لمكافحة الإرهاب الإيرانى»، واعتبر رئيس «سابراك»، فى حواره لـ«الوطن»، أن مهاجمة الرئيس الجديد دونالد ترامب السعودية والخليج فى السابق كانت «دعاية انتخابية» سيغيرها ضمنياً، لافتاً إلى أن ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، سيكون «القناة الرئيسية» لـ«ترامب» إلى العالم الإسلامى.

{long_qoute_1}

■ إلى أى مرحلة وصلت العلاقات الأمريكية الخليجية فى نهاية عهد «أوباما» ومع بداية ولاية «ترامب»؟

- العلاقة الخليجية الأمريكية لا تزال ترتكز على مرتكزات استراتيجية ومهمة جداً، صحيح أن العلاقة أصابها نوع من الفتور فى فترة الرئيس أوباما، ولكن هذا الفتور تسببت فيه إدارة أوباما مع معظم حلفاء «واشنطن» حول العالم، وعلى رأسهم دول حلف «الناتو» واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول. كما أن سياسة الرئيس المنتهية ولايته لم تكن فقط انعزالية مع الحلفاء بل كانت سياسة مترددة وغير مرتكزة على أسس واضحة.

■ ما أهم الملفات الشائكة أمام العلاقات الأمريكية الخليجية مع وصول «ترامب»؟

- ربما يعتقد البعض بأن الملف السورى أحد أهم الملفات المستقبلية الشائكة بين إدارة ترامب ودول الخليج، لا أعتقد ذلك، فالملف الشائك الأكبر هو فى تعريف التوجه الأمريكى الجديد مع الحلفاء وإعادة الثقة من خلال العمل معاً فى سياسات أمنية واقتصادية واضحة المعالم، فدول الخليج لا تريد من أمريكا إلا أن تسمى المسميات وتعمل على مقتضاها، فليس من المعقول أن يتم التغاضى عن أعمال الإرهاب الإيرانى والطائفية التى تسببها والإضرار بالمصالح الأمنية العالمية.

■ «ترامب» كثيراً ما هاجم السعودية والخليج، فى رأيك كيف نظرت دول الخليج والمملكة إلى تلك الأمور؟

- ما قاله «ترامب» عن السعودية والخليج ما هو إلا دعاية انتخابية، فلنقل جدلاً إنه يعنى ما قاله، علينا أن نعلم بأنه ركز فى انتقاداته على محور واحد فقط وهو محور اقتصادى، فكرر أكثر من مرة أن على السعودية ودول الخليج أن يدفعوا ثمن الحماية الأمريكية، هذا النوع من الطرح لم يخصصه «ترامب» فقط لدول الخليج، بل ذكره لبعض حلفاء «واشنطن» فى شرق آسيا وغيرها، فلا أعتقد بأن ذلك الكلام يدعو إلى القلق خصوصاً أن «ترامب»، وإن كان مقتنعاً بما قاله، لكنه سيغير رأيه ضمنياً حين يرى أن السعودية لم تُخدم من «واشنطن» سابقاً بالمجان، حتى فى حرب الخليج، فقامت الرياض بدفع الفاتورة الأكبر فى تحرير الكويت، وأن صفقات السلاح الأخيرة والسابقة تفيد الاقتصاد الأمريكى كما تفيد الترسانة العسكرية السعودية، فعلاقة «الرياض بواشنطن» علاقة ترتكز على مفهوم «الجميع رابح».

{long_qoute_2}

■ هل تعتبر العلاقة بين «ترامب» وإيران مؤشراً سينعكس على طبيعة العلاقات الأمريكية الخليجية؟

- بلا شك، من المطمئن أن «ترامب» وكل أعضاء فريقه لديهم وعى كبير حول الممارسات الإرهابية الإيرانية فى المنطقة والعالم، وهذا الوعى يحتاج إلى سياسات تطبيقية، وهذا ما يجب العمل عليه ما بين دول الخليج والولايات المتحدة، فإيران تسببت فى خسائر فادحة للمصالح الأمريكية فى المنطقة، ومن الطبيعى أن تقوم «إدارة ترامب» بتصحيح مسار «إدارة أوباما»، التى ضلت الطريق فى منطقة الشرق الأوسط.

■ لماذا قلت إن ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان سيكون القناة الرئيسية لـ«ترامب» إلى العالم الإسلامى؟

- ذكرت ذلك فى أحد المقالات فى صحيفة أمريكية، والتمست ردود فعل إيجابية من قبل بعض الأوساط الإعلامية فى «واشنطن»، فالأغلبية يرون أن هذا الوقت الصعب يحتاج إلى شخصيات قوية فى اتخاذ القرارات، فالأمير محمد بن سلمان شكل أكبر «تحالف إسلامى لمكافحة الإرهاب» ومقر عملياته فى مدينة «الرياض»، بالإضافة إلى الرؤية الاقتصادية الطموحة التى ستنقل المنطقة بأكملها إلى مرحلة جديدة من التنمية والازدهار، وبطبيعة الحال، ولى ولى العهد رجل عملى وأثبت نفسه فى وقت قصير جداً. {left_qoute_1}

■ ما مصير قانون «جاستا» الذى أكد أحقية عائلات ضحايا 11 سبتمبر فى رفع دعاوى قضائية ضد سعوديين بعد وصول «ترامب»؟

- «ترامب» رجل براجماتى وإحدى أهم أولوياته التى لا يختلف عليها أحد النهوض بالاقتصاد الأمريكى، لذلك أعتقد بأنه سيتجاوب مع مناشدات تعديل أو تعطيل قانون جاستا، لأن هذا القانون سيمثل عقبة نفسية كبرى لدى كافة الدول الراغبة فى وضع استثماراتها السيادية فى الولايات المتحدة، عطفاً على الأضرار الأخرى لهذا القانون، وأعتقد بأنه سيطرح تعديل القانون ولكن ليس بشكل سريع.

■ معروف أن العلاقة بين الخليج والولايات المتحدة هى علاقة تحالف وشراكة.. هل ستظل هكذا؟ أم تتراجع لحساب حلفاء آخرين مثل مصر، خاصة مع إعجاب «ترامب» بـ«السيسى»؟

- التحالف والشراكة الخليجية الأمريكية ستأخذ مساراً تصاعدياً بلا أى شك، فالمصالح المتبادلة لا تنحصر فقط فى قطاع الطاقة، فالتجارة البينية كبيرة، فالسعودية أكبر مستورد للمنتجات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، والتعاون الاستخباراتى والأمن كبير جداً، والفرص المستقبلية قد تكون أكبر، أما بخصوص سؤالك حول دول الخليج ومصر فأنا أرى أن علاقتهما تكاملية، ودول الخليج كانت ولا تزال حريصة كل الحرص على استقرار وازدهار مصر، «ترامب» بالفعل أبدى إعجابه بالقيادة المصرية الرشيدة وهذه خطوة إيجابية وقد تمهد لتعاون أمريكى أكبر مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب ومجالات اقتصادية، أقترح على القيادة المصرية أن تستغل توافق «ترامب» مع «القاهرة» فى إقناعها باستخدام نفوذ «واشنطن» على المنظمات الاقتصادية الأممية لدعم مصر بمشاريع إنمائية أكبر ولدعم المصالح الاقتصادية المشتركة، وبشكل عام، ليس لدىَّ شك بأن السعودية ودول الخليج بشكل عام لن يتوانوا أو يتأخروا فى استخدام نفوذهم الدولى فيما يخدم المصلحة العربية العامة وبالأخص لجمهورية مصر العربية التى كانت ولا تزال العمق الاستراتيجى والأمنى والقلب النابض للعالم العربى. {left_qoute_2}

■ ما الذى تنتظره دول الخليج من الإدارة الجديدة؟

- قد تتعجب من إجابتى لهذا السؤال ولكن كشخص مستقل أقول: ننتظر من إدارة «ترامب» ألا تبحث إلا عن المصلحة الأمريكية، فالمصلحة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط تتطابق مع مصالح دول الخليج، أولها: هو فى مكافحة جذور الإرهاب من خلال التعامل الحازم والصارم ضد حكومة إيران المتطرفة، التى ترعى بداخلها كل أطياف وقيادات الجماعات الإرهابية سواء شيعية كانت أو سنية، وننتظر من إدارة «ترامب» أن تعمل بمقتضى التسميات التى تطلقها، فحين يسمون إيران رسمياً بأنها الراعى الأول للإرهاب فعليهم أن يقوموا بخطوات تكافح هذا الإرهاب الإيرانى، وألا يكتفوا بإطلاق مسميات مفرغة من مضامينها.

■ كيف سيكون التعاطى بين دول الخليج مع إدارة «ترامب» فى ملف الإرهاب؟

- أعتقد أن التعاون فى مكافحة الإرهاب ما بين دول الخليج والولايات المتحدة رغم أنه عال تنسيقياً فى الوقت الراهن، ولكنه يزداد ويأخذ وتيرة متصاعدة أكثر فى فترة «ترامب»، خصوصاً أن السعودية قامت مؤخراً بإنشاء «التحالف الإسلامى العسكرى لمكافحة الإرهاب»، ومركز مكافحة الفكر المتطرف والمسمى بمركز الحرب الفكرية، وأيضاً افتتحت مركزاً متطوراً تقنياً لمكافحة الإرهاب رقمياً.


مواضيع متعلقة