ظلام غزة.. وظلم الحكام
- أزمة الكهرباء
- أمراض مزمنة
- أهالى غزة
- أهداف سياسية
- أى باد
- إنجاز المصالحة
- إنهاء الأزمة
- الانقطاع المتكرر
- البرد القارس
- الرئيس عباس
- أزمة الكهرباء
- أمراض مزمنة
- أهالى غزة
- أهداف سياسية
- أى باد
- إنجاز المصالحة
- إنهاء الأزمة
- الانقطاع المتكرر
- البرد القارس
- الرئيس عباس
الكهرباء فى غزة هى جحيم الساعة التى صبت جام غضبها على سكان قطاع غزة، تناحر الحكومتين فى غزة ورام الله لم يشفع لأهالى القطاع بالتعبير عن مواجعهم ومعاناتهم التى لا يبدو لها نهاية فى المنظور القريب، تراكمت المشاكل واحدة تلو الأخرى حتى أصبحت بركاناً من نار ربما يلتهم ما تبقى من تماسك هش حاول مواطنو غزة الحفاظ عليه حتى آخر رمق، حماس تلقى بالمسئولية على سلطة رام الله والسلطة الفلسطينية تتهم حماس بجر القطاع إلى أتون صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، كلاهما يتهم الآخر ولم يتوقفا لحظة أمام معاناة تكاد تفتك بمليونى فلسطينى يعيشون تحت خط الفقر والبطالة والحصار والمرض، كل ما يشغلهما كيف يخرج كل طرف بأقل الخسائر ولا يتعرض للإدانة وليذهب هؤلاء إلى الجحيم بضمير مستريح، أزمة الكهرباء خلقت مناخاً ملغماً بالخلافات وأظهرت حجم النفاق الذى تمارسه سلطتان تدعيان النزاهة والوقوف إلى جانب المواطن المغلوب على أمره، عندما حاول أهالى غزة التمرد والخروج للتعبير عن أزماتهم المستفحلة، وهو أبسط حقوقهم المكفولة بالقانون، قمعتهم شرطة حماس واعتقلت عشرات الشباب بدعوى أن ذلك سيخلق الفوضى وعدم السيطرة على الأمن والنظام ويفقدها هيبتها والتحكم فى مقدرات مليونى فلسطينى لم تجلب لهم سوى المعاناة والتفكك المجتمعى والتمزق الإنسانى وانعدام القدرة على الصمود.
قطاع غزة يعانى من ظلامين: ظلام الكهرباء وظلام الحكم الفاشى الذى تمارسه سلطة حماس التى لا تعرف للقمع بديلاً! فلم تترك مجالاً للمواطنين للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على أزمة الكهرباء التى عصفت بحياتهم ومستقبل أبنائهم، ولم تطرح الحلول الناجزة لإنهاء الأزمة بل كانت اليد الضاربة للاحتجاج والتظاهر، أما سلطة رام الله فهى اللاعب الرئيسى فى أزمات القطاع المتصاعدة، بعد أن تخلت عن مسئولياتها تجاه القطاع بزعم أن حركة حماس هى المسيطرة والمسئولة وامتنعت عن تقديم الخدمات والرعاية لمواطنيه منذ أن سيطرت حماس على غزة وتوليها شئونه، وفى أزمة الكهرباء تحديداً فإن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس تتحمل المسئولية مثلها مثل حكومة حماس إن لم يكن بقدر أكبر، فقد تركت حكومة رام الله مشاكل وأزمات غزة العاصفة وراءها ولم تلتفت إليها ولا لمعاناة سكانه، ورغم اللقاءات العديدة التى جمعت بين وفود حماس وفتح فى القاهرة والدوحة لرأب الصدع بينهما وإنهاء الانقسام المدمر وإنجاز المصالحة، إلا أنه طوال السنوات العشر الماضية لم تظهر أى بادرات تدلل على حرص أى منهما على تحقيق المصالحة التى من أهم نتائجها إنهاء معاناة مليونى فلسطينى يعيشون فى القطاع.
أثبتت أزمة الكهرباء الطاحنة مدى الجرم الذى ترتكبه حكومتا غزة ورام الله فى حق قطاع غزة المهمل، كما أثبتت أن هناك أكثر من يد تتحكم فى مصيره ومقدراته، والأهم أن قطبى الصراع واللاعبين الأساسيين فى تحريك الأحداث يعرقلان كل الحلول التى قد تعجل بإنهاء الأزمة ويكتفيان بإلقاء اللوم والاتهامات كل منهما على الآخر وليذهب سكان غزة إلى الجحيم!
لقد وُضعت ثمانية حلول ودراسات أمام الرئيس عباس لحل أزمة الكهرباء المزمنة فى قطاع غزة غير أنه عرقل معظمها ورفض الباقى لمجرد أن الحلول قد تأتى على غير هواه وبتدخل قد يخدم حماس سياسياً، السلطة الفلسطينية وحماس كلتاهما توظف أزمة ومعاناة مليونى مواطن فلسطينى لأهداف سياسية، عشر سنوات وحمى التجاذبات السياسية بين الطرفين لم يكوَ بنارها سوى سكان القطاع المنكوب بالأزمات (حصار وبطالة وفقر وعزلة وأمراض مزمنة وحروب متتالية دمرت بنيته التحتية والفوقية)، فماذا قدمت حماس لمواطنيه؟ وكيف أدارت القطاع على مدار عشر سنوات؟ سؤال يطرحه الطرف الآخر فى حلبة الصراع على السلطة، لكنه سؤال حق يراد به باطل، فلم تكن السلطة الفلسطينية ولا حكومة رام الله أفضل حالاً من حماس فى معالجة أزمات القطاع المستعصية، ولم تكن تبالى بتصاعد المشاكل فيه، بل ساهمت السلطة الفلسطينية بشكل غير مباشر فى إحكام الحصار عليه وعلى مواطنيه، والهدف تقويض حماس وتحجيم دورها ومكانتها، حتى لو كان ذلك على جثث المواطنين العزل وبالذات الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى، أما حماس فقد اهتمت ببناء الأنفاق وإنعاش مافيا التهريب، واعتبرت أن الأنفاق هى أعظم ما أنجبته المقاومة الفلسطينية، وإنارة الأنفاق والاهتمام بها أهم وأعظم من حياة الناس وإنارة بيوتهم أو تجنيبهم كوارث البرد القارس والحرائق الناجمة عن الانقطاع المتكرر للكهرباء، فالموت متجمدين أو محروقين لا يهم طالما الهدف هو السيطرة والحفاظ على السلطة.