بالصور| سوهاج تنتظر وصول 3 شهداء في حادث كمين النقب الإرهابي

كتب: خالد الغويط

بالصور| سوهاج تنتظر وصول 3 شهداء في حادث كمين النقب الإرهابي

بالصور| سوهاج تنتظر وصول 3 شهداء في حادث كمين النقب الإرهابي

اتشحت محافظة سوهاج بالحزن من جديد وخيم الصمت علي ربوع المحافظة الفقيرة عقب سماعهم نبأ استشهاد 3 من أبنائها في حادث إرهابي استهدف كمين النقب بمحافظة الوادي الجديد، الخبر ووقع كالصاعقة علي أبناء المحافظة وبخاصة تلك القري التي ينتمي إليها الشهداء الثلاثة، بمركزي المنشاه وطما، وسادت حالة من الحزن الشديد لدي الأهالي لفراق ذويهم في عمل إرهابي خسيس استهدف جنود كل ذنبهم أنهم يدافعون عن تراب وطنهم الغالي.

"الوطن" ذهبت لنجع الغريزات التابع لقرية الدويرات بمركز المنشاه جنوب المحافظة حيث مسقط رأس الشهيد حسام حسن محمد حسن، وبدت شوارع النجع خالية من المارة لذهاب غالبية الأهالي لاستقبال الجثمان بمحافظة الوادي الجديد، بينما تعالت صرخات النساء من خلف أبواب المنازل المغلقة.

وكان الحزن الأكبر والبكاء الحار بمنزل الشهيد، وقال محمود أشرف، ابن خالة الشهيد، إن والد الشهيد يبلغ من العمر 55 عاما ويعمل باليومية داخل مخبز في محافظة الإسكندرية وأنه لم يصل البلد بعد وهو الآن في الطريق يستقل احدي القطارات القادمة من الإسكندرية.

وأضاف أن الشهيد حاصل علي دبلوم صنايع، لديه 4 شقيقات واحدة منهن أكبر منه وهي متزوجة ولديه شقيق يدعي عيسي يبلغ من العمر 10 سنوات وهو طالب المرحلة الابتدائية، مشيرًا إلى أن والدة الشهيد أصيبت بصدمة كبير عقب حضور سيارة شرطة ليلا وبها أحد ضباط وزارة الداخلية حيث أبلغها بخبر استشهاده في كمين النقب ولم تحتمل هول الصدمة وسقطت مغشيا عليها وتم إحضار الطبيب لها إلا أن حالتها سيئة للغاية.

وأكد أن شقيقات الشهيد في حالة حزن كبيرة لتعلقهن الشديد به فهو كان العائل الوحيد وعندما يحضر لقضاء إجازة كان يعمل باليومية لدي احد أصحاب مستودعات الاسمنت والحديد ليساعد أسرته الفقيرة، موضحا أن والده يعمل براتب 20 جنيها في اليوم في احد المخابز بالإسكندرية، وحالته الأسرة يرثي لها.

وأشار إلى أن الشهيد كان محبوب من جميع أهالي القرية وكان محافظا علي الصلاة في المسجد، وكان ينتظر اليوم الذي ينهي فيه خدمته ليجعل والده يجلس في المنزل بينما هو يتولي عبء الانفاق على أسرته التي لا تمتلك من حطام الدنيا شيء وأوضح أن الشهيد كان في أجازه منذ 10 ايام واخبر والدته انه الأجازة القادمة ستكون آخر أجازه له بعدها سيعود إلي وحدته لاستلام شهادة تأدية الخدمة العسكرية حيث كان من المقرر له أن ينهي خدمته في الأول من شهر مارس القادم.

وفي قرية الحريزات الغربية التابعة لمركز المنشاه، استقبل الأهالي خبر استشهاد المجند عزب السيد ابو العلا، وشهرته عزب ابو رمضان، حاصل علي دبلوم صنايع، بحالة من الحزن الشديد، وتجمع أقارب الشهيد علي مشارف القرية ينتظرون وصول جثمان الشهيد.

وقال الباسل مصطفي، مزارع ابن خال الشهيد، إن الخبر وقع عليهم كالصاعقة لأن الشهيد كان محبوب من الجميع وكان صاحب خلق رفيع وأضاف بأن الشهيد كان من المقرر أن ينهي خدمته في الأول من شهر مارس القادم وأعلن خطبته علي ابنة خالته منذ عام وكان من المقرر أن يتزوج منها عقب الانتهاء من الخدمة العسكرية لكن رصاصات الإرهاب حالت دون أن يكمل الشهيد فرحته، وأضاف بأن والد الشهيد يبلغ من العمر 65 عامل وهو رجل بسيط يعمل في أرضه الزراعية ولديه 5 أشقاء ايمن، 33 عاما، ومحمد، 30 عاما، "يعمل في دولة الكويت" واحمد 26 عاما، واسعد، 28 عاما ويعمل ايضا في دولة الكويت وشقيقه الأخير علي طالب في الصف السادس الابتدائي وأضاف بأن آخر كلمات الشهيد علي فيس بوك كانت "العسكرية أن لم تجربها فاعلم أنك لم تخدم وطنك".

وقال السيد محمود، نجار ابن عم الشهيد، أن الصدمة كانت كبيرة علي جميع أهالي القرية عندما وصلنا الخبر اصبنا بحالة من الدهشة عن السبب الذي يجعل هؤلاء الإرهابيين يستهدفون جنود يؤدون واجبه تجاه وطنهم، وتساءل: بأي ذنب وعلي أي دين يتم قتل الأبرياء مؤكدا أن من يقومون بتلك الأعمال الإرهابيين ما هم إلا مأجورين وتجار دم باعوا الشرف والعرض واستحلوا دماء أبنائهم، مقابل حفنة من المال يتم إرسالها لهم من أعوانهم الخونة خارج البلاد، مؤكدا أن تلك العمليات لا تزيد إلا الأهالي صمودا وقوة من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره بشكل نهائي، مطالبا بسرعة القصاص من القتلة بأسرع وقت.

وفي قرية العتامنة بمركز طما شمال المحافظة، خيم الحزن علي أهلها واتشحت القرية بالسواد وعلت صرخات النساء لتهز إرجاء القرية حزنا علي استشهاد خالد ناصر عبد الرحمن، خاصة انه كان يساعد والده بائع الخضار والذي يبلغ من العمر 60 عاما في نفقات المنزل فكانت الصدمة كبيرة علي والده وخاصة انه لا يوجد لديه سوي شقيقه عبد الرحمن 14 عاما طالب بالصف الثالث الإعدادي، ولديه 3 شقيقات، وكان شقيقاته يعتبرون الشهيد بمثابة الأب لنهن وكان دائم السؤال عنهن ويطمئن علي أحولهن بشكل دائم، وكان الشهيد قد التحق بالخدمة العسكرية من عام تقريبا.

ومن جانبه نعي الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، شهداء الوطن أبناء المحافظة والذين استشهدوا في حادث الاعتداء الإرهابي الغاشم علي كمين النقب بالوادي الجديد.

وأكد المحافظ علي وقوف الشعب المصري خلف شرطة بلاده و قواته المسلحة وقيادته الحكيمة للقضاء علي الإرهاب والقصاص من الجماعات الإرهابية الغاشمة وأضاف قائلا : رغم أننا نودع بين الحين والآخر رجالًا أعزاء علينا وعلى الوطن بأسره، إلا أنهم يسطرون بدمائهم الذكية تاريخا مشرفا للوطن والتضحية من أجله، وأنهم في قلوبنا جميعا، داعيا المولي عز وجل أن يتغمد الشهيد برحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأكد أن ما يفعله الإرهابيون والمتآمرون سيزيد من تماسك الشعب المصري.


مواضيع متعلقة