سور الكتب المضروبة «الأزبكية سابقاً» الرابح الوحيد من الأزمة

سور الكتب المضروبة «الأزبكية سابقاً» الرابح الوحيد من الأزمة
- أسعار الكتب
- أسعار مخفضة
- أمين شرطة
- إحسان عبدالقدوس
- ارتفاع أسعار
- الجيل الحالى
- الشيخ الشعراوى
- الفئات العمرية
- أحمد مراد
- أدب
- أسعار الكتب
- أسعار مخفضة
- أمين شرطة
- إحسان عبدالقدوس
- ارتفاع أسعار
- الجيل الحالى
- الشيخ الشعراوى
- الفئات العمرية
- أحمد مراد
- أدب
يواجه الوسط الثقافى والمواطنون من هواة القراءة أزمة ارتفاع أسعار الكتب والروايات، التى جاءت قبل بداية معرض القاهرة الدولى للكتاب، فضلاً عن معاناة أصحاب دور النشر والمطابع ومؤلفى الكتب نتيجة زيادة أسعار كافة مستلزمات الطباعة، ما سيجبرهم على التوجه إلى بائعى الكتب «المضروبة» الذين يوجدون فى الكثير من المناطق ويتمركزون داخل سور الأزبكية الشهير بالكتب القديمة، حيث يرى الكثيرون أنهم «الرابح الوحيد» وسط تلك الأزمة، خاصة أن المؤلف ودار النشر وصاحب المطبعة وحتى بائع الكتب القديمة يخسرون جميعاً بسببهم، فيما أنكر بائعو الكتب القديمة تلك التهمة -بالنسبة لهم- مؤكدين أن سور الأزبكية للكتب القديمة فقط، وأن دخلاء المهنة شوهوا صورتهم.
يقف شاب عشرينى، رافضاً ذكر اسمه، أمام فرشته داخل سور الأزبكية التى ملأتها الكتب والروايات «المضروبة»، منتظراً المواطن الذى لا يستطيع شراء الكتاب الأصلى، موضحاً أن أغلب الفئات العمرية التى تأتى لتشترى منه هى الشباب، لأن معظم الكتب التى لديه روايات، وأن أكثرها إقبالاً هى روايات الرعب وأحمد مراد وحسن الجندى وعمرو المنوفى ومحمد صادق.
{long_qoute_1}
ويشرح الشاب كيف يصل إليه الكتاب «المضروب» قائلاً: «هى كتب بتنزل فى دار النشر وبيروح أشخاص يشتروا من هناك نسخة أصلية، وبعد كده يروحوا المطبعة يطبعوا نسخة طبق الأصل منها ويبيعوها بأسعار مخفضة، وبينزلوا هنا مثلاً فى سور الأزبكية ويعرضوا علينا الروايات الجديدة، وباخدها طبعاً بسعر أقل من اللى بيبيع بيه عشان يبقى ليَّا هامش ربح، وسعر الرواية هنا بيبقى أقل من الأصلية 50% أو أكتر كمان».
ويؤكد «أن فئة قليلة هى التى تشترى الرواية الأصلية، التى تستطيع دفع 80 جنيهاً فى الرواية، لكن باقى المواطنين لن يستطيعوا، ومن الطبيعى أن يتوجهوا إلى من يبيع الرواية بأقل من نصف ثمنها الأصلى، وبالتأكيد سيُضار منه أصحاب دور النشر والمؤلفون»، ويتابع «بائع الروايات بسور الأزبكية» مبتسماً: «احنا بنضحك على نفسنا ونقول إننا بنشتغل فى المجال ده، وبالطريقة دى عشان نخفف على الناس، لكن بعيداً عن أنه صح أو غلط ده أكل عيشنا وشغلنا، وبنواجه مخاطر كتير زى المصنفات وبيعملوا محاضر معانا، وفيه ناس محبوسة بسبب الموضوع ده».
{long_qoute_2}
أسامة غريب، 59 عاماً، يجلس على الكرسى إلى جانب مجموعة من الكتب القديمة، حيث توارث مهنة بيع الكتب القديمة عن والده وجده يحكى: «احنا بقالنا أكتر من 100 سنة شغالين فى المكان ده، وببيع كتب الشيخ الشعراوى وإحسان عبدالقدوس، والأدب والشعر والسياسة والتاريخ، وأكتر الكتب اللى ماشية هى الكتب الدينية والثقافية والمعلومات العامة»، مؤكداً أن تلك الكتب تُباع بربع ثمنها الأصلى، وأنه فى الأساس بائع كتب قديمة، وبعض الكتب الجديدة يبيعها بسعر أقل.
ويوضح «غريب» أنهم يشتركون فى معرض الكتاب كل عام ولهم مكان مخصص هناك باسم «سور الأزبكية» ولهم فيه 130 مكتبة، وأنه يحجز مكانه فى المعرض ويدفع 5000 جنيه، مضيفاً: «هما 15 يوم بنعتمد عليهم، وأكتر فترة حلوة عندنا هى فترة المعرض، وأى حد بيحضر دكتوراه أو ماجستير أو عايز يعمل بحث فى مجال معين بيجيلنا هنا سور الأزبكية عشان يطّلع على الكتب القديمة، أما الكتب الجديدة نحصل عليها بخصم 50% ودى كتب اتبقت من دور النشر».
عيد عثمان، 60 عاماً، يرتدى معطفاً حول عنقه وأحد أشهر بائعى الكتب القديمة فى سوق الأزبكية، يقف «عيد» وسط كتبه القديمة التى يراها ثروة لا يهتم بها أحد من الجيل الحالى ويهتمون فقط بالروايات القصيرة التى لا فائدة منها، على حد قوله، ويعارض بائعى الروايات والكتب الجديدة قائلاً: «اللى بيبيعوا روايات وكتب جديدة دول ملهومش علاقة بسور الأزبكية نهائى ومش بتوع كتب أصلاً ودول دخلاء وليس لهم صلة بالكتب القديمة أو سور الأزبكية وداخلين عشان يكسبوا فلوس بس، وسور الأزبكية يعنى كتب قديمة بس مش حاجة تانية، واحنا تُجار كتب قديمة، والجيل اللى طالع دلوقتى عاجبه الروايات دى الصغيرة اللى ملهاش معنى، ومش بيبص أصلاً على التراث والثقافة والكتب الدينية».
ويتابع «عيد» بنبرة حزينة: «الإقبال دلوقتى قليل لأننا بقينا فى عصر الإنترنت وتلاقى مجموعة كبيرة زى (السنهورى فى القانون) 10 مجلدات بقت موجودة على «سى دى» بـ5 جنيه، مين بقى هيشترى الـ10 مجلدات، ومعظم الكتب القديمة اللى عندنا دى محدش هيلاقيها على النت، والناس اللى بتيجى هنا الناس الكبيرة فى السن لكن الشباب لأ، على الرغم من أن أسعارها قليلة»، ويوضح «بائع الكتب القديمة» أن سور الأزبكية كان محصناً من جانب الثقافة والمسرح، ولكن حالياً «الدنيا هايجة علينا»، وعلى الرغم من ذلك تم نقلنا 5 مرات من المكان ولم تقف الحكومة بجانبنا فى خلال الـ20 عاماً الماضية، مضيفاً: «بائعو الملابس بقوا قافلين المنطقة من كل الجهات، والحكومة تشوفلهم مكان تانى، ولو أمين شرطة عدى علينا بيقلبلنا الفرشة».