مدير المصنع: ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج سبب زيادة سعر السكر إلى 10 جنيهات للكيلو

كتب: عبدالفتاح فرج

مدير المصنع: ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج سبب زيادة سعر السكر إلى 10 جنيهات للكيلو

مدير المصنع: ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج سبب زيادة سعر السكر إلى 10 جنيهات للكيلو

داخل مكتبه المتسع بمبنى الإدارة المميز والمكون من طابقين كان الكيميائى محمد إبراهيم عبدالحليم ينهى بعض الإجراءات المكتبية، قبل خروجه إلى عنابر المصنع لمتابعة سير العمل الذى يستمر على مدار 24 ساعة يومياً، تحدث مدير مصنع أبوقرقاص للسكر، الذى أفنى من عمره أكثر من 30 عاماً، لـ«الوطن» بنبرة مرتفعة ممزوجة بالفخر، مؤكداً أن «مزارعى القصب فى محافظة المنيا تميزوا عن باقى المزارعين فى المحافظات الأخرى، بتسليمهم المحصول قبل إقرار السعر النهائى للقصب»، وأضاف أن «هذا أدى إلى سرعة تسلمنا للمحصول، وإنتاج السكر قبل المصانع الأخرى».

{long_qoute_1}

وأوضح «عبدالحليم» أن موسم إنتاج السكر يبدأ من يوم 5 يناير وحتى بداية شهر مارس، لمدة شهرين فقط، ويفصل بين إنتاج السكر من المحصولين أسبوع واحد، لافتاً إلى أنه يتم عصر 6 آلاف طن قصب يومياً، مثلما يتم عصر 6 آلاف طن بنجر يومياً، وبينما يستمر موسم إنتاج القصب شهرين فقط، يتم إنتاج السكر من البنجر لمدة 4 شهور، لأن الكمية الموردة إلى المصنع سنوياً أكبر من القصب. وأضاف أنه رغم زراعة 27 ألف فدان من القصب، لا يتم توريد كل هذه الكمية إلى المصنع، لأن بعض المزارعين يقومون ببيع المحصول إلى محلات عصير القصب ومصانع العسل الأسود، لتصل فى النهاية إلى 10 آلاف فدان فقط، بينما يتم زراعة 22 ألف فدان بنجر، ويتم توريدها بالكامل إلى المصنع.

وأوضح مدير المصنع قائلاً: «سعر توريد بنجر السكر يبدأ من 400 جنيه ويصل إلى 500 جنيه، ويتم التعاقد مع المزارعين سنوياً، قبل بداية الموسم، ويسمح المصنع بتسلم المحصول من بعض المزارعين الذين لم يتعاقدوا مع المصنع قبل موسم التصنيع، ويتم عزل معدات القصب، والتى يتم استخدامها فى تصنيع السكر من البنجر، قبل بداية كل موسم، لأن مراحل تصنيع كل محصول مختلفة عن الآخر، ولكل منهما خط إنتاج مختلف».

{long_qoute_2}

وأضاف أن «طن القصب يعطى فى النهاية 105 كيلو سكر، بينما طن البنجر يعطى 130 كيلو سكر»، وأكد أن إنتاج المصنع من سكر القصب العام الماضى بلغ 38 ألف طن سكر، بينما بلغ إنتاج سكر البنجر 78 ألف طن، وهذا يعنى أن إجمالى إنتاج المصنع من السكر وصل العام الماضى إلى 126 ألف طن سكر، وأوضح أن السعر الحالى لطن القصب، الذى يبلغ 620 جنيهاً، يُعد مربحاً للمزارعين، حيث يغطى تكلفة زراعة المحصول، كما يحقق هامش ربح مناسباً، وأضاف أن زيادة سعر توريد القصب من الفلاحين، وارتفاع سعر مستلزمات الإنتاج وقطع الغيار، كلها عوامل تؤدى فى النهاية إلى زيادة سعر كيلو السكر إلى أكثر من 10 جنيهات، حيث ارتفع سعر توريد الغاز الطبيعى من دولارين إلى 5 دولارات للمليون وحدة حرارية، كما ارتفع سعر الفحم من 3 آلاف جنيه إلى 10 آلاف جنيه للطن، فضلاً عن ارتفاع سعر طن الحجر الجيرى من 75 إلى 125 جنيهاً، مشيراً إلى أن المصنع يستهلك سنوياً نحو 40 ألف طن حجر جيرى، فى مرحلة المعالجة الكيميائية للعصير، من خلال تسويته فى فرن كبير جداً، يتم إشعاله بالفحم والمازوت، حتى ينتج منه «هيدروكسيد الكالسيوم»، وهى مادة سائلة تشبه اللبن.

وتابع مدير المصنع: إن «بطارية القاطرات»، التابعة للمصنع، زاد سعرها هى الأخرى من 1700 إلى 3100 جنيه، بالإضافة إلى أن عروض أسعار قطع الغيار تستمر لمدة ساعات فقط فى الوقت الراهن، بينما كانت فى العام الماضى تستمر لمدة 15 يوماً، مشيراً إلى أن قطعة الغيار التى كان يبلغ سعرها العام الماضى 50 ألف جنيه، ارتفع سعرها حالياً إلى 120 ألف جنيه، كما زادت أسعار المازوت المستخدم فى عمليات تشغيل الأفران أيضاً.

وبينما أكد مدير مصنع السكر بأبوقرقاص أنه يتم توريد معظم إنتاج المصنع إلى الشركات التابعة لوزارة التموين، فقد شدد على أن صناعة القصب من أهم الصناعات الاستراتيجية فى مصر، وأوضح أن أهمية الصناعة لا تقتصر فقط على عمال وموظفى المصانع الحكومية العملاقة، التى تضم عشرات الآلاف من العمال، بل تمتد إلى العديد من الفئات الأخرى، بداية من المزارعين وعمال اليومية، وعمال تكسير القصب، وعمال التنظيف، وعمال الشحن، والسائقين وأصحاب اللوارى والجرارات، مشيراً إلى أن كل هذه الفئات تستفيد من زراعة القصب والبنجر، بالإضافة إلى صناعة السكر.


مواضيع متعلقة