ندوة لـ"إعلام رفح": الفساد عدو مخضرم ساهم في هدم المجتمعات

كتب: حسين إبراهيم

ندوة لـ"إعلام رفح": الفساد عدو مخضرم ساهم في هدم المجتمعات

ندوة لـ"إعلام رفح": الفساد عدو مخضرم ساهم في هدم المجتمعات

نظّم مركز الإعلام برفح التابع للهيئة العامة للاستعلامات بمحافظة شمال سيناء مساء أمس ندوة إعلامية بمقر مسجد حي الصفا الكبير بمدينة رفح، جاءت فى إطار الحملة التى أطلقها المركز منذ فترة لمحاربة الفساد.

وحاضر في الندوة التي دارت حول "محاربة الفساد ضرورة وفريضة" الشيخ محمد علي إسماعيل مفتش عام المساجد بإدارة أوقاف رفح، وحضرها عدد من رواد المسجد بحي الصفا.

وقال محمد سلام مدير المركز إن الهدف من الندوة هو الحد من ظاهرة الفساد، مؤكد أن هناك إرادة سياسية حقيقية لمواجهة الفساد، وتنمیة الوعي لدى جمیع أفراد المجتمع وكل أطیاف بمحاربة الفساد والتصدي لھ بكل قوة واعتبار مكافحة الفساد فریضة وواجب على كل مواطن یحب وطنھ ویدین لھ بالولاء.

وأكد الشيخ محمد علي مفتش عام المساجد بأوقاف رفح، أن الإسلام جاء آمراً بكل خير للعباد، ناهياً عن كل شر، فأمر بالرحمة والعدل والإحسان، ونهى عن الفساد والظلم والعدوان، وجعل التعامل بين الخلق مبنياً على قوة الإيمان بلقاء الله الواحد الدَّيان.

وحذر من آثار الفساد والإفساد في الأرض، موضحا أن الفساد كثر فى البر والبحر بسبب ذنوب الخلق، فعاد عليهم ذلك بفساد معايشهم ونقصها، وبين الفرق بين الإفساد والظلم، منوها بأن الإفساد أشمل وأعم من الظلم، لأن الظلم هو النقص، فمن سرق من مال الناس فقد نقص حق غيره فقط، وأما من أفسد في أموال الناس فإنه يقع على هذا وعلى غيره محذرا أشد التحذير من المتظاهرين بالإصلاح وهم سدنة الفساد وأربابه مستدلا بالآيات القرآنية.

وأشار إلى أن الفسادُ خُلُق ذميم يبغضه الله تعالى، ولا يرتضيه لخلقه، لافتا بأن الفساد وترك الإصلاح هو سبب كل نقمة، وأساس كل بلية، وعنوان كل شقاء، وأن الصلاح والإصلاح ومحاربة الفساد والإفساد طريق للعزة، وسبيل للكرامة، وعنوان للفلاح، ورفعة للأمم، وحفظ للشعوب، وكسب لمرضاة الواحد الأحد، ونجاة من عقابه.

وتطرقت الندوة لعدة محاور منها، تعريف الفساد والفرق بين الإفساد والظلم، النهى عن الفساد والإفساد فى القرآن، صور الإفساد فى الأرض، أثر الإفساد فى الأرض، سبل مواجهة الفساد، ووصف فضيلة الإمام الفرد الذى یحارب الفساد بأنه لا یختلف عن أى جندى فى میدان المعركة، فالفساد عدو مخضرم ساھم فى ھدم المجتمعات وساعد فى إنحدار حضاراتھا للوراء وساھم فى تأخرھا وعجزھا عن مواكبة المجتمعات المتقدمة، وذلك جزاء أفراد المجتمع الفاسدین الذین یقدمون مصلحتھم الشخصیة على صالح المجتمع.

وأوصت الندوة بضرورة أن يكون المسلم صالحا ومصلحا في مجتمعه ونفسه وبيته وبين أسرته، يسعى بكل ما يستطيع إلى إغلاق أبواب الشر والإفساد.

كما أوصت بأنه يجب على المسلمين أن يسعوا لإصلاح قلوبهم، ونياتهم وأعمالهم ومسيرتهم الحياتية سياسيا واقتصاديا وإداريا، إصلاحاً ينبعث من قلوب مخلصة، وأنفس مؤمنة، وأرواح زكية تسعى للإصلاح؛ رغبة في الإصلاح، والرقى والعزة والكرامة، لا تسعى للإصلاح وتنادى به، ويبقى مجرد شعارات جوفاء، وعبارات خرقاء، ثم يمارس الفساد، الطريق إلى الصلاح والإصلاح يقتضي العقل والعدل والحكمة حتى تثمر جهود المصلح، وتؤتى أكلها، والبعد عن سبيل المفسدين والسير في ركب المنافقين والشهوانيين.

وكذلك البعد وعدم التهور باسم الدين وممارسة العنف والتخويف والإرهاب فهو لا يصلح، بل هو سبيل المنهزمين، وضرورة اتباع تعالیم دیننا الحنیف والتى تحضنا على عدم نشر الفساد فى الأرض والتصدى لھ بكل إصرار، النهى عن أخذ الهدايا والهبات للموظفين والمسؤولين، ضرورة التشديد فى القوانين لتمثل عملية الردع للفاسدين، ضرورة توفير احتياجات أفراد المجتمع، وتحقيق العدالة الإجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص، منع المسؤولين وذوى المناصب الكبرى من ممارسة التجارة، مراجعة التعيينات والترقيات بكل دقة لأصحاب الوظائف العمومية وكذا في المناصب التي تحوم حولها شبهات فساد.


مواضيع متعلقة