«عبدالفتاح»: «طبول من أجل السلام» وراء تدشين خط طيران مباشر بين مصر وزامبيا.. ولدينا أرضية قوية فى البعد الأفريقى

«عبدالفتاح»: «طبول من أجل السلام» وراء تدشين خط طيران مباشر بين مصر وزامبيا.. ولدينا أرضية قوية فى البعد الأفريقى
- أكثر تميزا
- الآلات الشعبية
- الإخوان المسلمين
- الاتحاد الأفريقى
- التعاون الدولى
- الدكتور أشرف العربى
- الدورة الأولى
- الدورة الماضية
- أبو
- أديان
- أكثر تميزا
- الآلات الشعبية
- الإخوان المسلمين
- الاتحاد الأفريقى
- التعاون الدولى
- الدكتور أشرف العربى
- الدورة الأولى
- الدورة الماضية
- أبو
- أديان
أصوات عالية تتداخل معاً تلعب فيها الطبول دور البطولة فى فضاء القلعة الواسع، يمتزج التاريخ بالثقافة ذات البعد الجغرافى المميز، لتعلن عن حضارة مهمة لديها خصوصية مميزة، وهى الخطوة التى اتخذها الفنان انتصار عبدالفتاح منذ تسعينات القرن الماضى، عندما قرر مد جذور التواصل مع البعد الأفريقى الذى يعد المهد الأول للثقافة المصرية القديمة، وبدأت تلك الخطوات تأخذ أكثر من شكل فى التواصل حتى وصلت إلى شكلها النهائى الأكثر تميزاً فى مهرجان الطبول الدولى والفنون التراثية، الذى تعد أفريقيا ضيف الشرف الدائم به.
{long_qoute_1}
■ كيف جاءت فكرة تدشين مهرجان الطبول الدولى؟
- مرت فكرة المهرجان بمجموعة من التطورات حتى وصلت لشكلها النهائى، فكانت البداية من خلال العمل على فرقة تجمع كل رموز الشخصية المصرية من الآلات الشعبية والتقسيم التراثى من مختلف المحافظات بغرض التعبير عن شخصية مصر التراثية بعيداً عن الشكل أحادى الجانب، لذلك كان يجب أن تنصهر تلك التجميعة لتقدم بانوراما كاملة عن الشخصية المصرية المتفردة، وبعد الانتهاء من تكوين فرقة «الطبول النوبية والآلات الشعبية المصرية» وقدمنا مجموعة من الحفلات التى حققت نجاحاً على المستوى الداخلى، ثم بدأنا العمل على مشروع بعنوان «حوار الطبول من أجل السلام»، وذهبنا إلى أفريقيا وزرنا ما يقرب من 45 دولة فى القارة السمراء، وتضمن المشروع حواراً بين فرقة الطبول النوبية وبين فرق من تلك الدول، لخلق حوار بين الفنون التراثية والأفريقية منها الرقص والغناء فى مزيج مع الطبول، وحققت نجاحاً غير عادى، ومن هنا جاء مشروع «حوار على ضفاف النيل» حيث كان يستهدف دول نهر النيل بشكل أساسى، بالإضافة إلى عدد من الدول الأفريقية بشكل عام، وقدمنا مجموعة كبيرة من العروض فى دول كثيرة من بينها إثيوبيا، ساحل العاج، كينيا وأوغندا، حيث كانت لنا أرضية قوية، وبدأنا العمل على مشروع جديد بعنوان «طبول أفريقيا» وساعدتنا فيه بشكل كبير المستشارة فايزة أبوالنجا وتحمست له بشكل كبير، وهنا جاء الشكل النهائى فى مهرجان الطبول الدولى والفنون التراثية.
■ هل نجحت المشاريع الفنية السابقة فى تحقيق نجاح على صعيد آخر بعيداً عن الفن والثقافة؟
- فى زامبيا قدمنا عرض «طبول من أجل السلام» أمام رئيس الدولة فى الاستاد، وحقق العرض نجاحاً كبيراً مما دفع الرئيس دعوة نفسه فى بيت السفير المصرى فى زامبيا وقتها صلاح عبدالصادق، وطالب بالتعرف على الفرقة عن قرب، والذى عبر عن سعادته بالعرض وأخذنا مجموعة من الصورة التذكارية، وهو ما كان بمثابة تكريم بالنسبة لنا، وكانت المفاجأة بعد 8 أشهر من عودتنا إلى القاهرة تدشين خط طيران مباشر بين مصر وزامبيا للمرة الأولى، وطالبت وزارة الخارجية الزامبية أن تكون الفرقة على أول طائرة فى الخط المباشر، ووجدنا ثلاث فرق موسيقية فى استقبالنا، كما قمنا باستقبال أكثر من 50 شخصية أفريقية من رؤساء مدن ومحافظات عدد كبير من الدول الأفريقية، فى قبة الغورى، وقدمت وقتها عرض «فيفا أفريقيا» أو تحيا أفريقيا، وتفاعل الحضور مع العرض بشكل كبير وقاموا بالرقص واحتضنوا بعض، وتوحدت أفريقيا مع مصر وذابت كل الخلافات فى مشهد بديع، واتفقنا على تفعيل عروض «طبول أفريقيا» و«حوار على ضفاف النيل».
{long_qoute_2}
■ هل كانت هناك صعوبات أمام العمل على مهرجان الطبول خاصة فيما يتعلق بالعلاقات السياسية السابقة مع أفريقيا؟
- تم تدشين فعاليات المهرجان فى عام 2013 وسط ظروف صعبة أثناء فترة حكم الإخوان المسلمين، وكان هناك طمس متعمد لملامح الشخصية المصرية التراثية وفنونها، لذلك توجهت بالمشروع للدكتور صابر عرب وزير الثقافة والدكتور أشرف العربى وزير التعاون الدولى، آنذاك، وبدأنا العمل على كيفية تحقيق الهدف من المهرجان فى تلك الظروف الصعبة واستعادة مكانة مصر السابقة، وفى أول دورة من الفعاليات شاركت 27 دولة حول العالم منها ما يقرب من 11 دولة أفريقية، كانت الدورة الأولى فى القلعة مظاهرة فى حب مصر، وعلى مدار فعاليات المهرجان تظل أفريقيا الضيف الشرفى الدائم تحت عنوان «أفريقيا وطن الطبول»، فضلاً عن اختيار دولة من العالم ضيف شرف الدورة، كما يحتفى المهرجان كل عام بتأسيس الاتحاد الأفريقى، ففى الدورة الماضية احتفلنا بمرور 53 عاماً على تأسيسه.
■ بالنسبة للنجاح الذى حققه المهرجان، هل ثبتت مقولة أن الفنون تفعل ما تفشل فيه السياسة؟
- هذا ما قاله عمرو موسى عندما شهد عدد الحضور الأفريقى فى الدورة الأولى من مهرجان الطبول بالرغم من تضرر العلاقات السياسية المصرية الأفريقية على مدار فترة طويلة، حيث توحد العالم فى معزوفة كونية، حيث قال موسى «نحن قضينا ما يقرب من 50 عاماً فى مؤتمرات ومباحثات وأنتم فى 45 دقيقة جمعتم العالم معاً، وهو دور الفن فى القيام بالتواصل بين الثقافات»، ونحن نرفض فكرة رفع الشعارات لمجرد رفعها فقط، ولكن لا بد من وجود نوع من التواصل الفعلى بين الشعوب بالرغم من اختلاف الأعراق، الألوان، الأديان واللغات، فالتواصل الإنسانى هو المطلوب الذى يصهر تلك الفروق ويركز على المعانى الإنسانية التى تذوب فيها كل الخلافات وتبقى الطاقة الإيجابية داخل الجميع، وهو المعنى الذى نعمل عليه سواء من خلال مهرجان الطبول أو سماح للإنشاد الدينى.
{long_qoute_3}
■ فى الوقت الذى كانت الفرق الموسيقية تتجه إلى الدول الأوروبية، لماذا قررتم التواصل مع البعد الأفريقى؟
- نحن جزء أصيل من أفريقيا، ويجمعنا نهر النيل الذى يؤكد عمق الحضارة والثقافة، حيث يذهب بنا إلى تلك الدول، وبمجرد ما بدأنا تلك المشاريع وجدنا تفاعلاً تلقائياً منهم بعد ما وصلت الثقافة إلى نوع من الذوبان من خلال لغة الفن والإبداع توحدنا جميعاً فى وطن واحد، عن طريق مخاطبة التواصل الإنسانى بصدق لأن الإنسان الأفريقى حساس يستطيع التمييز بين الصدق والخداع بمنتهى السهولة، كما تعتبر قارة مهمة فيما يتعلق بتصدير الفن إلى العالم.