رئيس «الأقصر للسينما الأفريقية»: السينمائيون المصريون لا يعرفون قيمة أفريقيا ولا حجمها وسخروا من مهرجاننا

كتب: سحر عزازى

رئيس «الأقصر للسينما الأفريقية»: السينمائيون المصريون لا يعرفون قيمة أفريقيا ولا حجمها وسخروا من مهرجاننا

رئيس «الأقصر للسينما الأفريقية»: السينمائيون المصريون لا يعرفون قيمة أفريقيا ولا حجمها وسخروا من مهرجاننا

قال الناقد سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، إن محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، كانت سبباً فى ابتعاد مصر عن أفريقيا، وأكد أن السينما الأفريقية انتشرت بشكل كبير فى الأعوام الأخيرة، وأصبح للسينمائيين الأفارقة وجود على الساحة العالمية، وشاركوا فى أهم المحافل الدولية، بخاصة مهرجانا «كان» و«فينيسيا»، ويكشف «فؤاد»، فى حواره لـ«الوطن»، تاريخ السينما الأفريقية ومراحل تطورها وأهم نجومها، وأسباب ابتعادنا عنها على مدار 30 سنة، والنتائج التى ترتبت على ذلك.

{long_qoute_1}

■ متى بدأت السينما الأفريقية؟ وما أهم الملامح التى تميزت بها؟

- بدأت السينما الأفريقية متأخرة فى عام 1965، وكان أول أفلامها «العربة الكارو» للفنان عثمان صبين، وتم عرضه فى أوروبا آنذاك، وتميزت بالحيوية والحكى، وموضوعاتها كانت تهتم بالهجرة والبحث عن حياة أوسع فى أوروبا، بالإضافة لموضوعات الاغتراب لصالح الهوية الأفريقية وضياعها، والنجم فيها هو المخرج وليس الممثل.

■ ما أهم الدول التى توجد بها صناعة للسينما؟

- يختلف شكل الصناعة من دولة لأخرى، ولا توجد صناعة سينما أفريقية مكتملة بل توجد صناعة أفلام جيدة، لافتقارها للاستديوهات ودور العرض وشركات الإنتاج والتوزيع التجارى، إلا فى دول قليلة جداً، مثل المغرب وجنوب أفريقيا، وفى دولة مثل نيجيريا هناك صناعة سينما، ولكن ذات صبغة تجارية فجة سعياً وراء الربح دون أدنى اهتمام بالمحتوى الفنى، ولديهم قنوات تليفزيونية تذيع أفلامهم وتوزعها فى 7 دول مجاورة، وتقيمها أمريكا على أنها من أهم الدول المصنعة للأفلام، وإن كان مستواها متردياً، وكينيا بها صناعة أفلام جيدة تقدم سنوياً 4 أو 5 أفلام، نجدها متميزة ومستواها الفنى عالٍ جداً، خاصة أنهم يحصلون على دعم من أوروبا، يساعدهم على ارتفاع المستوى الفنى لأعمالهم.

■ كيف كان التواصل مع الدول الأفريقية قبل المهرجان؟

- لم تكن هناك سينما أفريقية فى مصر، وقال «سيساكو»، حينما جاء إلى مصر، إنها كانت تتعامل معهم كأنهم «الفيونكا» التى توجد فى «عروة الجاكيت»، ومراسلتها كانت على استحياء، لذا كان يشعر أنهم «كمالة عدد»، ولن يتعاملوا باهتمام وتقدير كاف، فكان يعتذر، وبالتالى لم يكن هناك تواصل، وخلال الـ38 دورة من مهرجان القاهرة السينمائى لم تكن هناك مشاركة واحدة حتى فى المسابقة الرسمية أو تكريم لأى فنان من أفريقيا فى المهرجان، ولم تكن هناك عروض أو أسابيع أفلام أفريقية فى مصر ولا كتب أو ندوات عن السينما، كانت هناك حالة واحدة لكتاب قدمه المهرجان تقريباً فى دورته الـ34 عن السينما الأفريقية، ووجدته عبارة عن تجميعة من كتب أخرى وتلخيص عن السينما، وبالتالى مصطلح السينما الأفريقية لم يكن يذكر فى مصر.

■ وما الأسباب التى أدت إلى ذلك؟

- منذ محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا توقفت مصر عن التعاون الثقافى والاقتصادى على جميع المستويات، وبالتالى الـ30 عاماً الماضية قضت على الأخضر واليابس، بعكس فترة حكم «عبدالناصر»، كانت هناك أفلام مصرية تعرض فى الدول الأفريقية، والفنانون الكبار الذين بدأوا الصناعة فى جنوب الصحراء قالوا إنهم أحبوا السينما وتعلموها من خلال عروض الأفلام المصرية فى مراكز ثقافية لمصر داخل أفريقيا، ومن خلال شاشات كانت توضع فى صحن القرية أو فى أى غابة أو مساحات واسعة، فكانت مصر ترسل القوافل باستمرار، وبدأت تقل فى عهد «السادات»، إلى أن انتهت تماماً فى عصر مبارك، وبالتالى هناك أجيال كثيرة فى أفريقيا لا تعلم شيئاً عن مصر.

■ حدثنا عن العقبات التى واجهتها فى إقامة المهرجان؟

- اكتشفنا أننا ليس لدينا قاعدة بيانات عن السينما الأفريقية، لم نعرف من هو أفضل مخرج، ولا شركات الإنتاج وتوزيع الأفلام، ولا دور العرض ولا توجد لدينا إحصائيات، بسبب غياب نقابات السينمائيين، وروابط المنتجين فى أفريقيا، وبالتالى كنا غير قادرين على الوصول لشىء، فبدأنا كفريق عمل الأقصر، بعمل قاعدة بيانات، ونجمع كتباً عن السينما الأفريقية ونقرأها، فى الوقت الذى كانت فيه مصر لا ترحب بالفكرة، لأن البعض لا يعرف قيمتها، ولا حجمها، ومستواها و«بيتريقوا علينا»، لظنهم أن السينما الأفريقية ليس بها أفلام للعرض، وهذا غير صحيح تماماً لأن إنتاجها غزير وجيد، وكان داخل أفريقيا تعاون كبير مع مصر، أى شخص كنا نطلب منه معلومات ونخبرهم بأننا نؤسس لمهرجان أفريقى، كانوا سعداء جداً أن مصر أخيراً ستعود لأفريقيا من جديد.


مواضيع متعلقة