«موسكو» تدخلت لمنع سوريا من الرد.. والمعارضة «المستفيد الأكبر»

«موسكو» تدخلت لمنع سوريا من الرد.. والمعارضة «المستفيد الأكبر»
تباينت آراء المحللين والخبراء السياسيين العرب حول تداعيات الضربة الإسرائيلية على سوريا، ففى اتصال له مع «الوطن» يرى «أسامة الملوحى»، رئيس المكتب السياسى لجبهة الإنقاذ السورية المعارضة، أن الهجوم فى هذا التوقيت هو فرصة لإسرائيل، خاصة أن الدولة السورية تنهار، وهذا ما صرح به النظام السورى نفسه، والهدف منه استهداف الأسلحة الاستراتيجية المتوسطة والطويلة المدى التى من الممكن أن تصل إلى العمق الاستراتيجى فقط».
وقال «الملوحى»: «أجريت بعض الاتصالات بأهالينا فى سوريا وأكدوا أنهم لم يشموا روائح غريبة تدل على أن الهجمات استهدفت أسلحة كيماوية كما كانت إسرائيل تقول دائماً أنها ستستهدف أسلحة كيماوية لمنع نقلها إلى حزب الله، مضيفاً: «يجب أولاً التأكيد على أمر مهم وهو أننا كمعارضة سورية جميعاً بما فينا الجيش السورى الحر نرفض وندين الهجمات الإسرائيلية ونرفض تماماً التدخلات الإسرائيلية فى سوريا». وأكد «الملوحى» أن المستفيد الأكبر من الضربات هو النظام السورى وبشار الأسد لتحويل النظر عن المجازر اليومية التى يرتكبها فى حق أهل السنة فى سوريا وآخرها أكثر من 1000 قتيل فى منطقة الساحل السورى والتى ترعاها إيران.
وتابع: النظام السورى يسعى الآن للقول إن المعارضة المسلحة مرتبطة بإسرائيل، وهذا غير صحيح، وإسرائيل أكثر حرصاً على بشار الأسد من أى فصيل آخر، لأنه هو الذى يسيطر على حزب الله وقادر على التفاهم مع إسرائيل عن غيره حتى وإن لم يكن هناك اتفاق مكتوب، وعلى سبيل المثال فإن الاتفاقات التى بين مصر وإسرائيل والأردن وإسرائيل تم اختراقها جميعاً لكن لم يحدث هذا مع بشار.[FirstQuote]
وتوقع ألا يرد الجيش السورى على إسرائيل بأكثر من الاستعراض الكلامى وترديد العبارات الجوفاء، وإذا رد النظام السورى فإننا سننحى الخلافات حالياً للرد على إسرائيل وعلى عدوانها، لكننا سنعود مجدداً لثورتنا، لكن هذا لن يحدث ولن تحدث حرب بين النظام وإسرائيل.
من جهته، يرى الدكتور «طلال عوكل»، المحلل السياسى الفلسطينى، أنه بالمعنى العام فإسرائيل لديها طموحات لتوسيع نفوذها فى المنطقة وإثبات قدراتها العسكرية والظرف العربى مُواتٍ لها بل وأسهم فى انتعاش هذه الطموحات، خاصة أن الدول الكبرى عبرت عن طموحاتها فى المنطقة، وتتسابق على ذلك تركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية التى زار رئيسها «باراك أوباما» إسرائيل فى هذه الظروف، كدليل على تجديد الشراكة مع إسرائيل فى رسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل، وهذا الهجوم هو تصعيد سبقته هجمات أخرى.
وقال «عوكل» إنه لا يمكن تحديد المستفيد من الهجمات على الإطلاق، بل سيتحدد المستفيد منه على كيفية توظيفه؛ فالمعارضة من الممكن أن تستفيد منها باعتبار أن الهجمات توطئة وتمهيد لتدخل دولى فى حالة ما إذا رد النظام السورى أو فصائل المقاومة التى تحدثت عنها إيران والرئيس السورى، فهذه مقدمة لتدخل دولى وهذا يسير عملياً لصالح المقاومة.
وأضاف «عوكل»: أما إذا لم يرد النظام السورى فإنه أيضاً فى مصلحة المعارضة لأنه يحرج النظام السورى الذى يتبارى فى استخدام الأسلحة ضد شعبه ولا يستخدمها ضد العدو الذى اجتاح أراضيه وأيضاً رد النظام السورى قد يكسبه تأييداً من قبل كثيرين سواء داخلياً أو خارجياً ومن ثم فإن هذا سيؤثر على المعارضة السورية.
وأكد «عوكل» أن إسرائيل ستعاود الضرب مرات ثانية على سوريا فى ظل إقرار الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، كما أن إسرائيل تجهز نفسها منذ فترة لاحتمالية شن حرب على أكثر من جبهة على الجبهة اللبنانية مع حزب الله ومع سوريا ومع حركة حماس ومع إيران، فإسرائيل تجهز نفسها لكل الاحتمالات الممكنة.
ويرى الدكتور «غازى السعدى»، الخبير الأردنى المختص فى الصراع العربى الإسرائيلى، أنه من البيانات الواضحة ومن الإشارات الدبلوماسية التى تبعثها إسرائيل فإنها تريد أن تقول إنها لا تستهدف النظام السورى وإنما تستهدف الأسلحة التى يتم نقلها إلى حزب الله وبشكل أو بآخر تقول إنه ليس لها مصلحة فى التدخل فى الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا.
وأضاف «السعدى»: علمت أن مسئولين روسيين بعثوا برسالة إلى «إسرائيل» حذروا فيها من القيام بأى عملية عسكرية أخرى تجاه سوريا، خاصة أن سوريا قامت بنصب صواريخها فى اتجاه إسرائيل وأن الروس تدخلوا وطلبوا من الرئيس السورى الانتظار قليلاً وعدم الرد، وهو ما يعنى أن روسيا ليس لديها رغبة فى اتساع التوتر فى هذه الدائرة لتكون خارج الحدود.
وتابع «السعدى»: إسرائيل تعلم جيداً أن الصراع السورى لا يمكن أن يرقى إلى حرب إقليمية، حتى بعد الهجمات التى قامت بها، لأنه لا يوجد فى منطقة الشرق الأوسط من يريد الحرب.. هل تحارب الدول العربية التى انشغلت فى أزماتها الداخلية وثوراتها؟ هل يحارب لبنان؟ هل تحارب إيران؟ وإسرائيل على سبيل المثال تهدد إيران منذ عام 2004 بقصف منشآتها النووية وأنها لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووى.. هل شنت إسرائيل حرباً على إيران؟ وهذا يؤكد أن إسرائيل لا تزال مطمئنة.[SecondQuote]
وحول الموقف الإيرانى قال «السعدى»: «إيران خرجت بتصريح رسمى قالت فيه إن الصواريخ التى استهدفتها إسرائيل لم تكن إيرانية وهو ما يعنى أن إيران تريد أن تقول إنها ليست طرفاً فى هذه الأحداث، وقالت إن السوريين هم من لهم جق الرد» وهى إشارات كلها تصب فى اتجاه عدم حدوث حرب إقليمية كما يتخيل كثيرون.
أخبار متعلقة:
سوريا تنفجر .. والمنطقة أيضاً
4 سيناريوهات لـ«الحرب الشاملة» فى المنطقة
تقارير أمريكية: قصف سوريا أولى جولات الحرب ضد إيران
«الأسد» يهدد إسرائيل بـ«رد عنيف» عن طريق موسكو إذا تكررت الغارات
رئيس «الشاباك» الأسبق: المخاوف من «سيناء» أكبر من «سوريا»
قيادات حزبية: موقف النظام من الأزمة «خائن» للعرب.. و«مرسى» يخدم مصالح «الجماعة» على حساب «مصر»
«الحرية والعدالة» يدين.. ويطالب.. و«يدرس» التحرك الرسمى والشعبى
دبلوماسيون: أمريكا تعيد ترتيب المنطقة.. وإسقاط سوريا يشعل «المواجهات الطائفية»
معارض سورى لـ«معاريف»: لو كانت إسرائيل «شجاعة» لقصفت قصر «الأسد».. وأنهت الأزمة
مصادر دبلوماسية لـ «الوطن»: «الخارجية»تكتفى ببيان إدانة .. ولن تستدعي السفير الإسرائيلي