القليوبية.. للمرة الأولى دون «مثلث الرعب الذهبى» وإنهاء أساطير المخدرات بعد سقوط «كوريا ونجية والجاكى والدكش»

القليوبية.. للمرة الأولى دون «مثلث الرعب الذهبى» وإنهاء أساطير المخدرات بعد سقوط «كوريا ونجية والجاكى والدكش»
- أفراد الشرطة
- إطلاق الرصاص
- إلقاء القبض
- ارتكاب جريمة
- اقتحام السجون
- الأجهزة الأمنية
- الأمن العام
- الأمن والأمان
- آر بى جى
- آلى
- أفراد الشرطة
- إطلاق الرصاص
- إلقاء القبض
- ارتكاب جريمة
- اقتحام السجون
- الأجهزة الأمنية
- الأمن العام
- الأمن والأمان
- آر بى جى
- آلى
كان عام 2016 المنقضى عاماً مشهوداً فى محافظة القليوبية؛ حيث شهد تطهير واحد من أقوى معاقل الجريمة ليس فى المحافظة فحسب بل فى مصر كلها على مدار عشرات السنين، تحولت خلالها هذه المنطقة إلى أخطر بؤرة إجرامية فى بر مصر كلها بل وأكبر مركز للسيارات المسروقة.
هنا فى منطقة المثلث الذهبى بالقليوبية لم تكن تجارة المخدرات نشاطاً سرياً كما هو معروف، بل كانت «عينى عينك» كما يقولون، مستغلين الطبيعة الوعرة للمنطقة التى تضم عشرات بل مئات من الأفدنة المزروعة بالموالح التى تحولت إلى ما يشبه الدروب السرية وهو ما يعرف بدواليب المخدرات للاتجار فى كل أنواع وأشكال الممنوع، حتى أصبح لكل زعيم عصابة «دولابه» المعروف بالاسم ووكلاء وموزعون لصغار التجار، وناضورجية على الطرق ووسط القرى الواقعة داخل نطاق المثلث الذهبى وهى «الجعافرة وكوم السمن والقشيش». {left_qoute_1}
استفحلت أزمة «المثلث» بشكل غير مسبوق فى أعقاب الانفلات الأمنى الذى ساد البلاد بعد ثورة 25 يناير حيث لجأت كل العناصر الإجرامية الهاربة من سجون أبوزعبل إلى هذه المنطقة الآمنة، وأغلب هؤلاء كانوا من أرباب السوابق والمحبوسين على ذمة قضايا جنائية.
الأخطر أن جميع السيارات المسروقة من على الطرق الرئيسية والفرعية بالقاهرة الكبرى، كانت تذهب إلى أوكار ودواليب المخدرات بالمثلث الذهبى، حيث يقوم أفراد التشكيل العصابى بتسليم السيارة ومعها موبايل الضحية إلى زعيم التشكيل ونائبه وسط الحدائق ليتولى الاتصال بالضحية وتسليم السيارة ليحصل فى النهاية على الحلاوة، و«الفيزيتا» معروفة والفصال ممنوع؛ السيارة الحديثة بـ20 ألف جنيه، كله حسب الموديل والنوع، فإذا كانت السيارة فارهة فلا تقل الحلاوة عن 30 أو 40 ألف جنيه، أما العادية فلا تقل عن 10 آلاف جنيه وخلال فترة الانفلات وانتشار ظاهرة السرقة بالإكراه على الطرق استطاع هؤلاء أن يحققوا قرابة الـ100 مليون جنيه حصيلة نشاطهم الإجرامى فى السرقة بالإكراه سواء للأشخاص أو السيارات، أو السطو المسلح على الممتلكات العامة من أراضٍ وعقارات وخلافه ثم مساومة أصحابها مقابل آلاف الجنيهات، لدرجة أن البعض من المشاهير وملاك المزارع كانوا يلجأون إلى التشكيلات العصابية بالمثلث الذهبى لإنهاء خلافاتهم، ولم تكن الشرطة أو الدولة فى هذا التوقيت فى أحسن حالاتها لمواجهة هؤلاء فزادت سطوتهم وقوتهم مدعومين بالسلاح الذى جلبوه عبر الحدود مع ليبيا عن طريق شراء ترسانة من الأسلحة لزوم الشغل من تجار السلاح المعروفين لديهم.
{long_qoute_1}
ومع تزايد العمليات الإجرامية لهذه التشكيلات وتجنيد الكثير من العاطلين وغيرهم من سائقى التوك توك، جرى المال فى أيديهم فبدأوا فى إقامة فلل وقصور من المال الحرام وسط الزراعات وحدائق الموالح بطريقة مستفزة، حتى وصل عدد الفلل والقصور التى أقاموها أكثر من 25 فيلا وقصراً، بعضها عثرت أجهزة الأمن بداخلها على مخازن سرية وحمامات سباحة وتماسيح وقل ما شئت، حتى وصل الجبروت بحرق منزل أى شخص فى قرى المثلث الذهبى يشتبه فى أنه أبلغ عنهم الأمن، بل الأخطر أن الناضورجية كانوا يبلغون عن أى حملة أمنية مقبلة لمهاجمة هذه الأوكار، وطوال هذه الفترة لم يهدأ رجال الداخلية فى حربهم المسلحة مع بعض هذه التشكيلات والبؤر الإجرامية بالمثلث الذهبى لكن هذه المواجهات لم تكن كافية فى ظل انتشار هذه التشكيلات واستفحالها بشكل غير مسبوق، حتى كانت الطامة الكبرى بأن تجرأ هؤلاء ونصبوا كميناً لأفراد الشرطة بالخانكة وأمطروهم بوابل من الرصاص ليسقط 4 شهداء من بينهم النقيب إيهاب جروجى معاون مباحث الخانكة ويصاب 3 آخرون على أيدى عصابة «الدكش»، وبعدها بأيام يسقط رئيس مباحث قسم شرطة شبرا ثان الرائد الشهيد مصطفى لطفى أثناء القبض على أحد أفراد التشكيل العصابى الخطير، لتعلن الدولة ممثلة فى وزارة الداخلية الحرب على المنطقة بوضعها تحت الحصار لمدة 45 يوماً كاملة تم خلالها تمشيط المنطقة بالكامل واقتحام كافة البؤر ودواليب المخدرات، لتبدأ سلسلة التطهير بتشكيل «الدكش» الإجرامى الذى يعد من أخطر التشكيلات الإجرامية بالمنطقة، وكان نشاطه ما بين تجارة السموم البيضاء وتجارة السلاح وشراء السيارات المسروقة وتخزينها، ويعد حافظ أمين (60 عاماً) هو المؤسس الأول لهذا التشكيل الذى تزعمه نجله محمد حافظ الملقب بـ«الدكش»، فهو مسجل خطر سابق اتهامه فى 18 قضية «مخدرات، مقاومة سلطات سلاح، سرقة، شروع فى قتل»، وهارب من سجن أبوزعبل، وشقيقاه «فرج وأمين» من العناصر الإجرامية التى لم تقل خطورة عنه.
ثم تطورت المعركة لتطال تشكيل فرج حافظ، المسجل خطر والسابق اتهامة فى قضية مخدرات عام 2006 لخطورته على الأمن العام، أما شقيقه «أمين» 27 عاماً، فسبق اتهامه فى 3 قضايا مخدرات ومقاومة سلطات، والهارب من سجن الاستئناف فى القضية رقم 8888ج شبين القناطر لسنة 2009م المحكوم فيها بـ15 سنة.
ويتفرع من هذا التشكيل تشكيل محمد وحيد سيد غريب (31 سنة، عاطل)، وشهرته «كوريا» المتهم بقتل رئيس مباحث شبرا الخيمة المقدم مصطفى لطفى، وسبق اتهامه فى 7 قضايا (قتل وسلاح ومخدرات وسرقة بالإكراه) آخرها القضية رقم «4227 جنايات مركز شبين الكوم لسنة 2009، قتل»، وهارب من سجن أبوزعبل فى ذات القضية، فى أحداث يناير 2011، ومحكوم عليه فيها بالسجن المشدد 15 سنة، ونجحت أجهزة الأمن فى تصفيته خلال الحملة الأمنية المكبرة بعد مواجهات مسلحة معه ومع كبير أعوانه «محمد مشاكل» بالقاهرة وقليوب، وتم تصفيتهما عقب قيامهما بقتل رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة.
وتتسع دائرة الحرب على الإجرام وتشمل التشكيل الأخطر للمجرم الخطير «أمين موسى» أو من كان يطلق عليه «عزت حنفى القليوبية»، أحد أخطر العناصر الإجرامية أو أخطرها فى رأى البعض بمنطقة المثلث الذهبى.. ذاع صيته قبل ثورة 25 يناير، بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتل عمدة بقرية الجعافرة، وهروبه وسط زراعات الموالح هناك، ثم إلقاء القبض عليه بعد معركة مع الشرطة استمرت لأكثر من يومين، وأودع بعدها بسجن وادى النطرون، ليهرب من جديد ويعود لسابق عهده فى الإجرام عقب ثورة 25 يناير واقتحام السجون، لتنجح أجهزة الأمن بقيادة اللواء جمال عبدالبارى، مساعد الوزير للأمن العام، خلال حربها فى الجعافرة وكوم السمن والقشيش، فى تصفيته أثناء اختبائه عن عيون الأمن فى قرية ناى بقليوب، بعد نجاح قوات الأمن فى تطهير قرى المثلث الذهبى تماماً من سائر العناصر الإجرامية الخطيرة، حيث نجح فريق من ضباط المباحث فى رصد المتهم الخطير وكان يدعى رجب سيد غريب وشهرته «أمين موسى» بعد أن تنكر الضابطان المقدم أحمد حماد رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، والرائد محمود ندا معاون المباحث وقتها، فى زى تجار ومزارعين وأقاما ليلة كاملة بالقرب من مكان اختباء المتهم وبعد رصده تم استهدافه بسبب خطورته الشديدة وقدرته على الهرب والمراوغة بالسلاح، حيث تمكن أمين موسى من الهرب أكثر من 10 مرات من المواجهات الأمنية، وعند ساعة الصفر حاول أمين موسى إطلاق الرصاص على القوات المهاجمة لكنهم كانوا له بالمرصاد هذه المرة.
بالتزامن مع التصفيات والملاحقات لرؤوس الإجرام بالمنطقة شهدت المنطقة خلال 2016 مواجهات مسلحة مكبرة بين الشرطة والأمن والعمليات الخاصة وأرباب السوابق وزعماء التشكيلات العصابية انتهت بتصفية كل من «كوريا ومشاكل ونجية» والقبض على «الدكش وتوك توك والجاكى» وتركزت الحملات على اقتحام كافة البؤر ودواليب المخدرات وسط حدائق الموالح الوعرة، وشهدت المواجهات الساخنة تبادلاً يومياً لإطلاق الرصاص بين المتهمين وقوات الشرطة التى حاصرت المكان من كل اتجاه لسد منافذ الهروب على المتهمين، حيث نجحت أجهزة الأمن فى اقتحام وتطهير أكثر من 18 بؤرة خطيرة كان يستخدمها المتهمون كأوكار لتجارة الممنوع.
وكان آخر فصول القضية سقوط محمد حافظ أمين الشهير بـ«الدكش» على أيدى الأجهزة الأمنية، حيث أرشد عن مخزنين للسلاح وسط الزراعات ضبط بداخلهما كميات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة و«آر بى جى» وآلى وبنادق قناصة ومخدرات ومبالغ مالية بلغت 300 ألف جنيه، واعترف بتفاصيل الهجوم على أفراد الشرطة بالخانكة، بحضور كبار رجال وزارة الداخلية فى سابقة لم تشهدها المنطقة من قبل لإقرار الأمن والأمان.
قوات الأمن تثأر لشهداء الشرطة بالقبض على العديد من المجرمين «صورة أرشيفية»