«الهادى البشير».. زاوية صلاة حولها المتهمون إلى مكان لاجتماعاتهم

كتب: إمام أحمد

«الهادى البشير».. زاوية صلاة حولها المتهمون إلى مكان لاجتماعاتهم

«الهادى البشير».. زاوية صلاة حولها المتهمون إلى مكان لاجتماعاتهم

لافتة كبيرة تطل على شارع عمومى متفرع من ميدان المطرية مدون عليها اسم مسجد الهادى البشير. ضخامة اللافتة لا تدل بالضرورة على حجم المسجد المنزوى داخل حارة صغيرة تحمل اسم السيد معوض، ليصبح أقرب إلى زاوية صلاة لا تستوعب أكثر من 30 -40 مصلياً.. أذان الظهر كان إيذاناً بتجمع المصلين، أغلبهم من كبار السن والملتحين، وما إن فرغوا من صلاتهم حتى تفرق الجمع، إلا قليلاً، بقى يتبادل الحديث هامساً فيما قاله «عبدالرحمن عبدالفتاح»، أحد المتهمين بتفجير البطرسية، حين أشار فى اعترافاته إلى تلقيه دروس ما وصفه بالالتزام فى مسجدهم البسيط.

«ربنا من أسمائه الحسنى السلام.. الاسم مكتوب على حيطة المسجد. يعنى اللى يدخل بيت ربنا لازم يتصف بصفاته، ما يبقاش ربنا اسمه السلام، وهو يخرج يكسر ويخرب ويموت»، قالها «حسنى» الرجل الخسمينى الذى يتردد على المسجد لأداء الصلاة خلال أوقات عمله بإحدى ورش السيارات قرب ميدان المطرية، لم يصادف حسنى المتهم فى إحدى الصلوات من قبل، لكنه يؤكد «أحياناً بنشوف ناس قاعدة قبل وبعد الصلاة، مش هنقولهم بتعملوا إيه أو بتتكلموا فى إيه، لكن لو يعرفوا ربنا كويس مش هيبقوا قاعدين فى بيته ويقوموا يقتلوا فى خلقه».

فى مدخل المسجد مكتبة متوسطة الحجم، تضم عشرات الكتب الإسلامية فى الفقه والعقيدة والتراث والتاريخ، وفوق المكتبة صندوقان مكتوب عليهما: «تبرعوا لتطوير المسجد»، وبالخارج لوحة رخامية صغيرة أسفل لافتة المسجد الخاضع لوزارة الأوقاف تشير إلى تاريخ تأسيسه فى يناير 2008، وافتتاحه فى يونيو من العام نفسه، لم يلحظ أحمد عز الدين، أحد شباب المنطقة، تردد وجوه غريبة أو تجمعات ولقاءات على مدار الفترة الماضية «ساعات بنشوف ناس بدقون اللى هما سنية أو سلفيين، لكن مش كل واحد مربى دقنه هيبقى إرهابى»، طبيعة الحى الشعبى الذى شهد العديد من الأحداث الدامية لا تجعل سكانه يستوقفهم مظهر دينى معين: «السلفيين عايشين معانا دايماً، والمسيحيين كلنا أهل وأصحاب».

40 عاماً، ومنزله يجاور المسجد، لم يلحظ الرجل فى جلوسه الطويل أمام منزله، وتردده الدائم على المسجد أى حركات أو اجتماعات مريبة، يؤكد: «والله لو نعرف أنهم كانوا بيتقابلوا هنا أو بيخططوا لحاجة كنا مسكناهم إحنا قبل الأمن، وبلغنا عنهم».. يتحفظ الرجل على ذكر اسمه، وبعد عناء قاله مطالباً برجاء «بس والنبى متكتبوش.. مش ناقصين بهدلة، كفاية السمعة السيئة للحارة والمسجد اللى تسبب فيها المتهم»، ليؤكد أن هذه السمعة هى التى دفعته لمنع نجليه من الصلاة فيه «ولادى محترمين وعارفين ربنا، بس من بعد اللى حصل إمبارح، وأنا قلت لهم صلوا فى البيت أو الجامع الكبير اللى فى الميدان.. مش ناقصين شبهة».


مواضيع متعلقة