الرجال فى الزواج الثانى: «إذا غاب الاهتمام حضرت الضُرة»

كتب: صفية النجار

الرجال فى الزواج الثانى: «إذا غاب الاهتمام حضرت الضُرة»

الرجال فى الزواج الثانى: «إذا غاب الاهتمام حضرت الضُرة»

قبل كتابة عقد الزواج يتعاهدان على السير معاً، وترافق كلمات الحب عبارة «إلى الأبد»، باقتناع تام أن ارتباطهما لن تشوبه شائبة، حتى تبدأ المشكلات فى الظهور ثم تتعاظم لأسباب كثيرة فيقرر الزوج أن يأتى بشريكة لزوجته ويتزوج للمرة الثانية، وتعدد تبريراتهم بين رائحة الطعام التى صارت لصيقة بجسد الزوجة أو إهمالها فى نفسها ما يجعلها فى صورة أكبر من عمرها بينما يظهر هو فى أبهى صورة، ولأن المعظم يختار أن تكون الزيجة الثانية سراً، ننشر أسماءً مستعارة لأصحاب تلك التجارب التى يروونها.

تزوج ناصر عبدالفتاح، الشاب الثلاثينى، للمرة الأولى عن حب واقتناع وعاش مع زوجته حياة هادئة لم تستمر طويلاً لانشغال زوجته بالأولاد وأعمال المنزل ما جعلها تهمل نفسها على عكس ما بدأت حياته معها، ووجّه لها النصيحة فى البداية بأن تغيّر من نفسها، ثم سلك طريق التهديد بزواجه عليها، إلا أنها لم تحاول إصلاح شأنها ولم تعر كلامه اهتماماً، على حد قوله.

{long_qoute_1}

وجد نفسه غريباً فى بيته، وفقد الراحة التى يبحث عنها: «كل ما أرجع البيت ألاقيها لابسة لى الملاية السودا وريحتها بصل وتوم وزهقت من الكلام معاها علشان تغيّر من نفسها»، وفى نفس التوقيت شغلت إحدى زميلاته فى العمل باله وتزوجها لتصبح العلاقة بينهما شرعية، وعندما أخبرته زوجته الثانية بأنها حامل فى توأم وجد نفسه مضطراً أن يوفر لها شقة تعيش فيها، ولكن حالته المادية آنذاك كانت لا تسمح بذلك فاصطحبها لتعيش مع زوجته الأولى فى نفس الشقة ليصدمها بقوله: «المرة دى أنا مش بقولك هتجوز عليكى أنا اتجوزت بالفعل ومراتى هتسكن معاكى هنا فى الشقة».

لم تستوعب الزوجة الأولى هذه الصدمة فانهارت واستغاثت بأخيها وطلبت منه أن يأخذ لها حقها بالقانون ولكنها لم تجد حلاً يرضيها، خاصة أن زوجها استخدم حقه الشرعى فى أن يتزوج أكثر من واحدة ما اضطرها إلى العودة إلى شقتها مرة أخرى خوفاً من لقب «مطلقة».

ولكى يصلح زوجها علاقته بها وتمضى الحياة بينهما فى هدوء بدأ يتودد إليها بالكلام المعسول واصطحابه الورود وهو متوجه إليها، وعندما تبدأ المشاكل بين الاثنتين كان يحاول أن يهدئ الطرفين بـ«تثبيتهم بالكلام» إلى أن تنتهيا، فلم يكن يعلم أن مسئولية زوجتين كبيرة ولكنه اتخذ خطوة بالفعل فعليه أن يتحمل عواقبها.

ومع ذلك التغيّر، وجد «ناصر» زوجته الأولى تهتم بنفسها، وأجبرته على الإنجاب مرة أخرى أسوة بضرتها التى وضعت «توأم»، ولبى رغبتها فأصبح لديه 6 أولاد يكلفونه مصروفات يومية تفوق طاقته.

وللزواج للمرة الثانية أسباب أخرى محورها الزوجة ولكن ليس بشرط عدم اهتمامها بذاتها، هكذا أقدم محمود حسين على تلك الخطوة بعدما شك فى سلوك زوجته عندما دعاها صديقها لحضور حفل زفاف ابنته واختلاسه نظرات إليها دون مراعاة لوجوده.

اعتادت زوجة «محمود» على أن تخلق له مشكلة يومياً لأسباب «تافهة»، لتجد وسيلة تترك بها بيتها بالشهور وتقيم مع والدتها وعندما يرجعها إلى بيته لا تمكث معه أكثر من يومين وتخلق مشكلة جديدة، شكا لأهلها أسلوبها وطريقتها التى تدفعه للشك فى سلوكها إذ إنه من غير المعقول أن تظل حياتهما عبارة عن خلافات يعقبها ذهابها إلى أسرتها بالشهور ولكنهم لم يعبأوا بذلك واتهموه بتلويث سُمعة ابنتهم وطلبوا منه أن يطلقها حسب قوله، إلا أنه رفض وآثر البقاء معها لكى يحافظ على ابنته الوحيدة، برغم كل المشكلات التى يمر بها مع زوجته مفضلاً الزواج بأخرى سراً.

فيما اختلفت حكاية أحمد السيد، 55 سنة، رجل أعمال والذى ينظر إلى نفسه وكأنه شاب فى الخامسة والعشرين من العمر أنعم الله عليه وفتح له أبواب الرزق فسافر دولاً كثيرة وتعرض لإغراءات عديدة من الفتيات فتزوج للمرة الثانية عندما تقدمت السن بزوجته وزاد وزنها وزهدت الحياة.

ويلقى باللوم على النساء: «الستات بترمى بلاها على الرجالة وأنا فى عز شبابى ومش عايز أغضب ربنا وأعمل حاجة حرام ففكرت أتجوز تانى ودا حقى الشرعى»، وطلب من زوجته أن تغيّر نفسها وتمنحه الاهتمام الكافى خاصة بعد أن زوّج أولاده وانتقل إلى العيش فى شقة أخرى أفضل من الشقة التى كان يسكنها، ولكن حديثه معها كان دون فائدة فقرر أن يتزوج من سيدة لا تنجب حتى لا تنشغل عنه بالأولاد.

أما محمد يوسف فقد تزوج من إحدى بنات قريته لصلة قرابة بينهما وسرعان ما تركها وسافر للعمل فى القاهرة فأعجب بفتاة وتزوجها قبل أن يمضى عام واحد على زواجه الأول ومضت حياته فى هدوء دون أن يعلم أحد من أسرته بأنه تزوج عليها.

وله طفلان من كل زوجة ما جعله يعمل طوال الوقت ليكفى متطلبات البيتين والأولاد، حيث يقضى وقت العمل فى القاهرة مع زوجته الثانية، أما أيام الإجازات الشهرية فيقضيها مع زوجته الأولى التى أخفى عنها أنه متزوج عليها منذ 4 سنوات ولم يعلمها بذلك حتى الآن، وهى أيضاً لم يخطر على بالها أنه متزوج بأخرى، لثقتها فيه: «المرة الأولى اتجوزت بسرعة وماكنش قدامى اختيارات لكن الجوازة التانية كانت سهلة وارتحت فيها كتير وما كنتش طالب فيها أى مواصفات بس شايل هم اليوم اللى مراتى تكشفنى فيه وتعرف إنى متجوز عليها».


مواضيع متعلقة