بالفيديو| "فك الخط في سِن الـ50" و"بتتكلم3 لغات".. تجارب حية من داخل فصول محو الأمية

كتب: يسرا محمود

بالفيديو| "فك الخط في سِن الـ50" و"بتتكلم3 لغات".. تجارب حية من داخل فصول محو الأمية

بالفيديو| "فك الخط في سِن الـ50" و"بتتكلم3 لغات".. تجارب حية من داخل فصول محو الأمية

اهتزت أرجاء إحدي فصول محو الأمية بأصوات الدارسين من كبار السن بجملة "اللغة العربية 28 حرف"، وذلك بعدما سألهم المعلم المتطوع بجمعية رسالة الخيرية عن عدد الأحرف الأبجدية، استعدادًا لتعليمهم درس جديد في اللغة العربية.

فتلك الفصول تُعلم القراءة والكتابة والحساب، حتى يجتازون امتحان هيئة تعليم الكبار التابعة لوزارة التربية والتعليم، ويحصلون على شهادة تعادل إنهائهم للمرحلة الابتدائية، التي تمكنهم  من الالتحاق بالمرحلتي الإعدادية والثانوية على نظام "المنازل"، والتي يعقبها الانضمامبالجامعة.

واقترب"الوطن"، من هؤلاء التلاميذ النُجباء، للتعرف على قصتهم، ودوافعهم للالتحاق بفصول محو الأمية.

حاول زوج "سيدة محمود" إحباطها كثيرًا بجملة "بعد ما شاب ودوه الكُتاب"، فهو "لا يريدها أن تكمل تعليمها مثله"، ولكنها أصرت على محو أميتها، فلم تعد تطيق نظرات ابنيها لها بالشفقة، لأنها عاجزة عن مساعدتهما في حل الواجبات المدرسية، أو الإمضاء على شهادات نتائج امتحانات الشهر.

وبعد مرور ثلاث سنوات على انضمامها لفصول محو الأمية، أصبحت "سيدة" التي تقترب من عمر الخمسين قدوة لأولادها، خاصةً بعدما اخبرتهما برغبتها في الالتحاق بالتمريض العسكري، لكي تكتسب المزيد من العلم والمعرفة، وتساعد في تخفيف آلام الآخرين.

ومازالت "عزيزة صالح" ذات الـ40عامًا ترغب في النهل من بحر العلم، فبعدما حصلت على شهادة محو الأمية منذ عدة أشهر، انضمت للصف الأول الإعدادي، وبدأت على الفور في تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقالت: "مكنتش مصدقة وأنا بقرأ اسمي بالإنجليزي، ده كان أقصى طموحي إني أعرف اكتبه بالعربي، صحيح العلم نور".

تحلم "عزيزة" بالالتحاق بكلية الحقوق، والعمل كمحامية ناجحة تدافع عن حقوق الغلابة والمظلومين، فتسعى حاليًا لمواصلة تعليمها، ودعم أولادها الثلاثة في المذاكرة، خاصة بدروس الرياضيات واللغات.

ولم يتحمل "عم زغلول أحمد" الشعور بأنه أقل من زملائه العاملين بشركة المياه، فلم يستطع قراءة الأوراق التي يتسلمها من مديره ليُوقِع عليها، لذلك قرر صاحب الـ55 عامًا منذ 6 أشهر، أن يضئ عقله بالانضمام لإحدى فصول محو الأمية.

وبنبره صوت يفوح منها التحدي، أكد "عم زغلول" أنه قاب قوسين أو أدني من إتقان القراءة والكتابة باللغة العربية، وسيقدم في اختبارات هيئة تعليم الكبار للحصول على شهادة محو الأمية، وقال صاحب الـ55 عامًا: "أنا عايز أكمل بقية عمري في التعليم، لحد ما أدخل الجامعة".

وسيطر على "هدى جاد" الإحساس بالفخر، بعدما تمكنت من مساعدة ابنتها في الصف الرابع الابتدائي على تحصيل المواد، وبعدها حصلت على المركز الثالث على مستوى المدرسة، ولم يقتصر حلم السيدة الأربعينة على التمكن من المذاكرة لابنتها، بل امتد للانضمام لكلية الألسن حتي تعمل مضيفة طيران.

بعدما اختفي والده لمدة 5 أعوام متواصلة، اضطر "محمد عبدالحميد"، أن يترك تعليمه بالمدرسة، للبحث عن العمل والإنفاق على والدته وأشقائه الأربعة، فتعلم حِرف يدوية التي أهلته للكسب "لقمة العيش" في العديد من الورش والشركات المختلفة.

وقبل إتمام سن العشرين انضم "عبدالحميد" لإحدى فصول محو الأمية، وأكمل تعليمه حتى أنضم لمعهد المساحة ثم كلية فنون تطبيقية.

"أتطوعت في النشاط ده لإني كنت أمي زيهم وحساس بوجع الجهل"، هكذا قال صاحب الـ38 عامًا ، فرغبته في تشجيع الآخرين على التعليم، جعلته ينضم لنشاط محو الأمية منذ 8 سنوات، واستطاع أن يزيل غبار الجهل من عقول 320 أمي.


مواضيع متعلقة