إنجاز «ترميم البطرسية» فى 17 يوماً: الأكل والنوم بالدور

10:02 م | الأربعاء 04 يناير 2017

وقع عليهم الاختيار من قِبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتولى عملية ترميم الكنيسة البطرسية، فسارعوا يلبون نداء الواجب، لينتهوا من المهمة قبل الموعد المحدد، حكايات الإنجاز والجِد لأداء مهمتهم فى زمن قياسى، إنهم عمال «على باب الله»، بنوا سقفاً خرسانياً للكنيسة من جديد بعد أن طار بأكمله من شدة التفجير، وأعادوا ترميم جدرانها وأبوابها العريقة، مع بقاء دماء الشهداء وآثار الدمار على أعمدة الكنيسة بأكملها، لتظل شاهداً على الأحداث والزمن.

عشرات العمال بين مسيحيين ومسلمين يؤدون عملهم على قدم وساق داخل الكنيسة، يشعرون بالفخر كلما أنجزوا عملاً، فالحركة كانت أشبه بخلية النحل، بلا نوم ولا راحة، حتى فى أوقات تناول الوجبات «فطار، غداء، عشاء»، كان بالتناوب بين مجموعات من العمال، لإنجاز العمل دون توقف، حسب مينا جورج، أحد العمال الذين شاركوا فى ترميم البطرسية «كنت متخصص فى ترميم نجارة أبواب الكنيسة، الجيش فى الأول كانوا هيغيروا الأبواب بس من كتر ما هى قديمة وصلبة زى مصر قرروا ترميمها بس، الحاجة الوحيدة اللى اتبنت من أول وجديد هو سقف قبة الكنيسة، لأنه طار كله فى الحادث الإرهابى».

بملابسه السوداء التى تحولت بفعل الساعات والأيام الشاقة فى العمل إلى اللون الرمادى، يسرد «مينا» ملخص 17 يوماً وصفها بـ«أيام ما تتنسيش» وعلاقته بباقى العمال، وأغلبهم مسلمون: «إحنا ما كناش بنعرف المسلم من المسيحى إلا لو الاسم مميز أو وقت الصلاة، وفضلنا الـ17 يوم جوّا الكنيسة ما بنخرجش منها، وقدرنا نرممها قبل الميعاد وفاجئنا الجميع، عشان نثبت لكل المصريين إننا نقدر نعدى أى أزمة، والكوارث هى أساس قوتنا وعزيمتنا».

بدأوا العمل فى الكنيسة بعد الحادث بيومين، بعدد ساعات عمل وصل إلى 24 ساعة، ما دفع محمد رحيم، لقرار مواصلة العمل دون توقف، رغم شعوره فى بداية الأمر أن الموعد الذى حددته الهيئة الهندسية لن يكف للوفاء بالمهمة «منظر الكنيسة كان يقول إن ترميمها ياخد سنة كاملة، لكن كلنا كنا إيد واحدة فعلاً وقدرنا ننجز المكان كله فى أيام معدودة، وأنا كان دورى دهانات الجدران، لكن سِبنا أعمدة الكنيسة بدمها وحالها بأمر من المهندسين اللى تابعين للجيش، عشان تبقى شاهد حق على الأحداث».