العائدون من جحيم الاحتجاز القهرى فى ليبيا: «دفعنا فدية.. وتحويشة العمر راحت»

كتب: سمر عبدالرحمن

العائدون من جحيم الاحتجاز القهرى فى ليبيا: «دفعنا فدية.. وتحويشة العمر راحت»

العائدون من جحيم الاحتجاز القهرى فى ليبيا: «دفعنا فدية.. وتحويشة العمر راحت»

أيام صعبة قضاها 6 عمال من محافظة كفر الشيخ، إثر اختطافهم بالأراضى الليبية على يد ميليشيا مسلحة، اقتادتهم إلى مكان غير معلوم بعد سرقة متعلقاتهم وتركوهم عرضة للبرد والجوع، داخل غرفة لا تتعدى مساحتها عشرة أمتار، فضلاً عن الضرب والإهانة، وبعد فترة عاد العمال إلى منازلهم عقب دفع فدية 32 ألف دينار ليبى مقابل إطلاق سراحهم، حاملين اليأس والخوف من المستقبل، بعد أن فقدوا متحصلات شقائهم لأشهر طويلة. {left_qoute_1}

محمد يوسف الشامى، أحد العمال العائدين، روى لـ«الوطن»، تفاصيل اختطافهم، مشيراً إلى أنهم فوجئوا أثناء تناولهم العشاء فى إحدى الليالى، بـ4 ملثمين مسلحين حطموا باب سكنهم، وأطلقوا أعيرة نارية فى الهواء، لإرهابهم وسرقة أموالهم ومتعلقاتهم الشخصية، موضحاً أن المسلحين أجبروهم على الركوب فى «شنطة سيارة جيب»، وأضاف: «حينما دخلوا الغرفة أوهمونا أنهم من الشرطة الليبية وطلبوا جوازات سفرنا وأخذوا منا أموالنا بعد تجريدنا من ملابسنا وتفتيش غرفتنا، وعندما رفضنا إعطاءهم الأموال هددونا بالسلاح فاستسلمنا وسلمناهم هواتفنا وأموالنا ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بأخذ ملابسنا الجديدة».

«ألقوا بنا فى غرفة تحت الأرض ولم نرَ إلا عمارات فارهة حولنا لكنها منطقة خالية من السكان، والمكان عبارة عن مقر كبير به أفراد مسلحون وسيارات دفع رباعى وأسلحة، ضربونا ضرباً مبرحاً ولم نعلم سبب اختطافنا وعندما استفسرنا ظلوا يضربوننا ويسألوننا عن أوراقنا ومتى جئنا لليبيا وهل معنا أموال أم لا، وبعدين نقلونا فى مقر كبير فيه أكتر من 100 شخص من نيجيريا وبنجلاديش والسودان»، هكذا روى أحمد الشحات السيد، أحد العائدين من ليبيا، تفاصيل ما تعرضوا له، لافتاً إلى أنهم صوروهم فى لقاء تليفزيونى أجرته مذيعة، مضيفاً: «المذيعة سألت عن طريقة دخولنا البلاد فأجبنا دخلنا بأوراق رسمية، فأوقفوا التصور وضربونا ضرباً مبرحاً، وضربوا أربعة آخرين بينهم ولد صغير لا يتجاوز عمره 15 عاماً حتى مات». {left_qoute_2}

وأشار عبدالحميد محمد على، إلى أنهم طلبوا فدية لإطلاق سراحهم بعد احتجازنا لمدة 5 أيام، وكل دولة كان لها تسعيرة فالمصرى يدفع من 1500 إلى 2000 دينار والنيجيرى من 2000 إلى 3000 ألف دينار، موضحاً أنهم أطلقوا سراحه لتدبير مبلغ الفدية، وبعد تدبير مبلغ 6 آلاف دينار احتجزوه مرة أخرى، بدعوى أن الفدية المطلوبة 15 ألف دينار ليبى، إلى أن بدأوا التفاوض ومساومة ذويهم فى مصر، وبعد دفع المبلغ المطلوب، رفضوا الإفراج عنهم وطلبوا 15 ألف دينار أخرى، وبالفعل ساعد زملاؤهم من العاملين فى ليبيا فى جمع المبلغ وتمكنوا من دفع الفدية التى وصلت إلى 30 ألف دينار ليبى.

وتابع قائلاً: «عشنا أيام سودا كنا عايشين على نصف رغيف عيش فى اليوم ونكمل أكلنا ضرب منهم ومش عارفين ليه، ولما عرفنا أننا هنخرج كنا مبسوطين إن ربنا نجانا من الموت ووصلونا للسكن بنفس العربية فهربنا إلى مكان آخر واتصلنا بأهالينا علشان يشوفوا حل يرجعونا»، مشيراً إلى أنهم خضعوا لتحقيق مكثف فى الأمن الوطنى بمطار برج العرب بالإسكندرية، دام لأكثر من 7 ساعات، وفى النهاية تم احتجاز اثنين لسفرهم بطريقة غير شرعية ولا نعرف مصيرهم حتى الآن.

من جانبها، عبَّرت زوجة السيد عبدالحميد، عن حزنها لاحتجاز زوجها بمطار برج العرب قائلة: «أنا يوم ما عرفت إنه خرج حمدت ربنا إنه هيرجع بالسلامة لأولاده، لكن لما بلغونى إنه اتحجز فى المطار حزنت، هو موت وخراب ديار»، وطالبت بعودة زوجها أسوة بزملائه الآخرين» وناشدت المسئولين التدخل لإطلاق سراحه، نظراً لكونه العائل الوحيد للأسرة.

 

 

السيد عبدالحميد على

 

محمد يوسف محمد

 

محمد أحمد عبدالنبى

 

محمد عبدالوهاب

 

أحمد الشحات السيد


مواضيع متعلقة