دير «الملاك ميخائيل» فى الشرقية

كتب: نظيمة البحراوى

دير «الملاك ميخائيل» فى الشرقية

دير «الملاك ميخائيل» فى الشرقية

وسط منازل المواطنين المشيدة بالأسمنت والطوب الأحمر فى قرية كفر الدير، التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، يلفت دير الملاك ميخائيل الأنظار بطرازه الأثرى وقبابه الفريدة، رغم وقوعه فى أحد الشوارع الجانبية بالقرية، فمنذ عامين أصبح الدير واحداً من أشهر المزارات فى الشرقية، بعد رصد ظاهرة تعامد الشمس على مذابحها، عندما تم فتح الشبابيك الصغيرة بقباب الهياكل، وإزالة الحجارة والأخشاب التى كانت تسدها. وقال ويصا حفظى، كاهن الكنيسة التابعة لإيبارشية الزقازيق ومنيا القمح، إن «الدير يرجع إلى القرن الرابع الميلادى، وتم تشييده بنظام الحصون، على الطراز البيزنطى، حيث توجد بأسواره فتحات لمراقبة الطرق المؤدية إليه من الهجمات، بالإضافة إلى حصن لاختباء الرهبان وقتها، أما الكنيسة فشيدت فى العصور الوسطى، وتم تجديدها فى نهاية القرن العشرين».

{long_qoute_1}

وأشار «حفظى» إلى أن «الكنيسة كانت تعانى من ارتفاع مستويات الرطوبة، وحدوث تشققات فى القباب، ما تسبب فى إغراق مياه الأمطار لها من الداخل، وتهالك الجدران نتيجة تعرضها للرشح والتلف، فشكلت وزارة الآثار لجنة لإجراء أعمال الترميم اللازمة»، موضحاً: «تم نقل تبعية الكنيسة إلى قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار منذ سنوات».

وأضاف: «عندما تم تشييد الكنيسة، أخذت طابعاً مميزاً مأخوذاً من العمارة البيزنطية، وهى مكونة من حجارة عتيقة، وتعلوها القباب المرتفعة، على شكل صليب متساوى الأضلاع، كما توجد بها منارة عالية، وجرس منقوش عليه صورة لرئيس الملائكة ميخائيل، وبجوار المنارة توجد شجرة ضخمة يرجع عمرها إلى مئات السنين، وفى منتصف الكنيسة بئر أثرية يصل عمقها إلى 20 متراً، كما تحيط بالمبنى حديقة صغيرة من الجهة الغربية، وملحق بها مبنى للخدمات».

ويوجد فى الكنيسة العديد من الأيقونات الأثرية، ومنها أيقونة السيدة العذراء وهى تحمل المسيح طفلاً، وفوق رأس كل منهما تاج، بالإضافة لأيقونة الشهيد مار جرجس، وأخرى للشهيدة سانت دميانة، وأيقونة عمادة المسيح فى نهر الأردن، كما تضم أباريق وأطباقاً نحاسية، وصلباناً فضية، وعدداً من المخطوطات النادرة.

وعن اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على مذابح الكنيسة، قال «حفظى»: «أثناء العمل على ترميم الكنيسة فى عام 2014، اكتشف المسئولون عن ترميمها الظاهرة بالتزامن مع عيد الملاك ميخائيل، حيث تم اكتشاف 3 فتحات فى الأسقف، تطل كل منها على المذابح الثلاث الخاصة بالقديسة العذراء، والشهيد مار جرجس، ورئيس الملائكة ميخائيل، حيث تشكل الأشعة الساقطة على المذابح الثلاثة صليباً»، موضحاً: «المذبح الأول هو الرئيسى للكنيسة».

وأضاف: «المسئول عن بناء الدير هو مهندس قبطى استطاع المزج بين فن العمارة وعلم الفلك، بتجسيد واحدة من الظواهر الكونية التى تعود إلى عهد الفراعنة، ففى أول مايو من كل عام تتعامد الشمس على مذبح الشهيد مار جرجس، وفى 19 يونيو تتعامد على مذبح رئيس الملائكة، وفى 23 أغسطس تتعامد على مذبح القديسة العذراء»، موضحاً: «منذ عام 2014 يتم تنظيم احتفالية سنوية لرصد الظاهرة التى تستمر لمدة ساعة وربع الساعة، ويحرص على الحضور العديد من القساوسة، ووفد من وزارة الآثار، ومعهد البحوث الفلكية، وأعداد كبيرة من المسيحيين الذين يحرصون على التبرك بالكنيسة، والتشفع برئيس الملائكة ميخائيل والقديسة العذراء».

 


مواضيع متعلقة