صدمة «جرجس» من ماسبيرو إلى «عزبة عاطف»: «إيه ده.. انت مسلم!»

08:51 م | السبت 31 ديسمبر 2016

كانت الأجواء ساخنة للغاية داخل الكنيسة المحاصرة فى عزبة عاطف بعين شمس عام 2012، شرطة عسكرية بقيادة اللواء حمدى بدين تحاصر الكنيسة لحمايتها من جانب مجموعة من المتشددين المعارضين لبناء كنيسة جديدة بالمنطقة، اجتمع جرجس سمير مع عدد غير قليل من المسيحيين داخل كنيسة العذراء والأنبا إبراهام، خرجت تلك الشابة لتهتف بعنف تجاه الملتحين الواقفين بالخارج، وبدأت توجه لهم السباب، الأمر الذى دفع جرجس لمنعها كى لا يحتدم الأمر أكثر، لكنها كانت منفعلة للغاية.

{long_qoute_1}

مكالمة هاتفية من صديق مسيحى أوصاه بالاهتمام بإلهام عايداروس الموجودة معه كى لا يصيبها مكروه بسبب الطوب الذى يتم قذفه تجاه الكنيسة، هنا عاود الرجوع إليها من أجل الاهتمام بسلامتها بل ومرافقتها فى المواصلات إلى أقرب نقطة آمنة ليكتشف أن الرفيقة الغاضبة مسلمة، صدمة تملكت جرجس لم تكن الأخيرة من نوعها. أيام طويلة قضاها الشاب الثائر فى ميدان التحرير بصحبة الملايين، لكنه كان على ثقة أنه وبقية المسيحيين سوف يكونون وحدهم فى اعتصام ماسبيرو، وجهة نظر انهارت أثناء الركض خلال فض الاعتصام، حين اكتشف أن الراكض إلى جواره يدعى محمد عاطف، ليهتف «إيه ده انت مسلم؟» موقفان لا ينساهما جرجس أبداً، مع كل الأحداث لا يندمج الشاب فى فكرة أن السلام والوئام يسودان العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر «فيه مشاكل كبيرة وفيه تطرف لكن كمان فيه شخصيات مش قليلة زى إلهام ومحمد مستعدين يحدفوا نفسهم فى قلب الخطر عشان إخواتهم» كثيراً ما يبوح لهما بتلك الرغبة «أنا نفسى تعملوا ثورة إسلامية حقيقية» أمنية تبدو غريبة يتحدث عنها جرجس، عادة البعض من أصدقائه المسلمين يسألونه باستغراب «انت بتتكلم جد؟» ليجيبهم بجدية شديدة «طبعاً، الإسلام دين رحمة وسلام، والمسلمين صورتهم اتشوهت قدام العالم، يا ريتهم يخرجوا يعترضوا أو يعملوا ثورة حقيقية على الشخصيات اللى بتشوه وتغتصب وتقتل باسم الدين».