أخويا وابن بلدى: إلى أقباط مصر فى عيدهم: الدين لله والوطن لكم.. ولنا

أخويا وابن بلدى: إلى أقباط مصر فى عيدهم: الدين لله والوطن لكم.. ولنا
- أقباط مصر
- البابا تواضروس الثانى
- البابا شنودة
- البابا كيرلس
- الدولة المصرية
- الشيخ والقسيس
- الوحدة الوطنية
- بناء المساجد
- أحداث
- أدوار
- أقباط مصر
- البابا تواضروس الثانى
- البابا شنودة
- البابا كيرلس
- الدولة المصرية
- الشيخ والقسيس
- الوحدة الوطنية
- بناء المساجد
- أحداث
- أدوار
هم السند والظهر الحقيقى. فى أوقات المحنة يتقدمون الصفوف ولا يهربون. يتحملون ويصبرون. وفى تحملهم يرفعون لواء الدولة، مؤكدين أنه «لا خلاف على وطن»، ولا مهرب منه إلا إليه، حتى فى مواجهة محاولات شق الصف والتهديد بالضغوط الخارجية، هم أول من يقفون ضدها.. عن أقباط مصر نتحدث. أقباط مصر الذين لا يظهرون فى الكادر بين الشيخ والقسيس عقب كل أزمة. أقباط مصر الذين يصومون رمضان مع المسلمين ويوزعون الأضاحى ويقيمون المناسبات ويتبرعون لبناء المساجد ويشاركون فى موائد الرحمن. أقباط مصر الذين تحملوا - دون أن تهتز لهم شعرة - سخافات المتطرفين وتلفيق أوراقهم الصفراء وميكروفوناتهم التى تخرجهم من رحمة الله دنيا وآخرة. أقباط مصر الذين وقفوا لسنوات طويلة فى «جملة فعلية» كانوا فيها مفعولاً به، فى ظل قوانين معطلة تتوقف بجلسات عرفية يرتضون نتيجتها، ليس لضعف، بل لإيمانهم بأن فى هذا الوطن ما يستحق أن يتحمّلوا من أجله. هم الإخوة والأحبة الذين فتحوا كنائسهم للمسلمين للصلاة ومداواة الجرحى فى 25 يناير، وتحمّلوا نتيجة اختيارهم للوطن والوقوف إلى جانبه ضد «عصابة الإخوان» التى أرادت احتلاله، وتحركوا مع المصريين فى 30 يونيو، ودفعوا ثمن ذلك تهديدات واعتداءات وتفجيرات لكنائسهم. هل يمكن لأى مصرى أن ينسى ما قاله «البابا تواضروس الثانى»، عندما وصلته أنباء الاعتداءات على الكنائس أثناء فترة خلوته فى «دير مارمينا» فى «كينج مريوط» بالإسكندرية؟. ما حدث أنه تجاوز ألمه، وفكّر فى الصورة كاملة بعيداً عن الوجع الذى يعتصره بفعل حرق بيوت العبادة التاريخية، وأطلق مقولته الشهيرة: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».. ليؤكد أن حرق هذه الكنائس جزء بسيط يقدمه الأقباط عن طيب خاطر من أجل حرية الوطن. تاريخياً وقف الأقباط إلى جانب الدولة المصرية فى كل أزماتها، ونحن لا نتحدث عن أحداث فردية ارتكبها أشخاص لا ينتمون إلى ديانات بعينها أو جنسيات. انحاز الأقباط إلى مصر دوماً فى كل مواقف الاختيار، حتى ليخيل لك أن من يجلس على كرسى البابوية هو الشخص نفسه باسم مختلف.. المواقف الوطنية واحدة والانحياز إلى وحدة البلد واحد، والاتفاق على عدم الخروج عن السياق لم يختلف من شخص لآخر، تقديم حب الوطن ومراعاة شعور المسلمين هو الهم الأول، رفض الخروج على ثوابت الشعب مبدأ عام لا يتغير، حتى الغضب إذا حدث من موقف أو من قرار معين لا يتجاوز رد فعله الاعتكاف فى الدير. نحن نتحدث هنا عن أسماء صنعت تاريخاً بمواقفها: لا تبدأ بالبابا كيرلس السادس ولا تنتهى بالبابا تواضروس، ولا يمكن لها أن تغفل شخصية عظيمة مثل البابا شنودة، سيتوقف التاريخ أمامها كثيراً قبل أن يختار أى المناطق المضيئة ليضعه فيها. لا يحتاج الأقباط إلى مناسبة للاحتفاء بهم، ولا يحتاجون إلى عيد لنقول لهم «كل سنة وانتم طيبين».
لكن يبقى السؤال: لماذا عدد خاص عن الأقباط؟
الحقيقة أننا أردنا أن نحتفى بهم. أن نرصد ما يسهمون فيه من أدوار وطنية وسياسية واجتماعية وخدمية. أن نتحدث عن نماذج من لحم ودم لا تظهر فى الفضائيات وتضرب أروع الأمثلة فى الوحدة الوطنية. ونماذج أخرى من المسلمين، يشاركون فى موالدهم ويذهبون إلى القديسين وإلى المستشفيات والمدارس المسيحية دون أى حساسيات من التى يحاول البعض غرسها عنوة. مصريون عاديون لا يرون فارقاً بين المسلم والمسيحى سوى أن أحدهما يصلى فى مسجد والآخر يصلى فى الكنيسة، و«ربنا يتقبّل من الجميع»، ومسيحيون يحتفون بإخوتهم المسلمين فى دور عبادتهم وأماكنهم ويقدمونهم فى الصفوف.. تلك الصورة الطبيعية التى تربينا عليها قبل أن تُلقى البداوة بتطرفها وتخلفها. ويبقى السؤال: لماذا تخصصون عدداً للأقباط للاحتفاء بهم؟. الإجابة باختصار: لأنهم يستحقون منا «شكراً».