قطار الزواج يدهس أحلام «عم حسن»

قطار الزواج يدهس أحلام «عم حسن»
يسير بخطوات بطيئة، يداه ترتعشان، قدماه لا تتحملانه على الرغم من جسده النحيل، كل خطوة تؤلمه، فبعد أن تخطى عامه السبعين ظهرت عليه المتاعب التى تحملها طوال حياته، حسن فراج السيد لم يتزوج ليربى شقيقاته الأربع ويزوجهن بعد وفاة والده ثم والدته، لكن غافله قطار الزواج أثناء رحلة تأمين مستقبل شقيقاته.
«الحمد لله، كنت بجرى عليهم عشان محدش يبهدلهم، تعبت عشانهم، ماكنش ليهم غيرى»، كلمات «حسن» الذى يسير منحنياً من كثرة ما تحمله ويعيش الآن وحيداً تخدمه ابنة خالته: «هى اللى وقفت جنبى، تخدمنى وتغسلى الهدمة بتاعتى، وتعملى لقمة آكلها، غير كده محدش يسأل عنى».
يعيش «حسن» بلا معاش ولا تأمين له: «كنت شغال فى المعمار، يوم هنا ويوم هنا، ماليش دخل ثابت وماخدتش منها ولا أى حاجة، وبصرف دلوقتى من ولاد الحلال كتير». وعن محاولات حصوله على معاش يحكى: «نفسى آخد معاش يريحنى شوية، مدوخينى معاهم وكل يوم يقولوا لى بكرة، والواحد ما بقاش فيه جهد»، جسده النحيل وملابسه الخفيفة يجعلانه يرتجف من البرد: «بردان، بس ما عنديش حاجة تانى ألبسها غير ده، ربك يبعت».