المواطن فى حيرة.. «أيهما أهم؟»: نفضح المرتشى ولّا نشكر اللى ضبطه؟

كتب: عبدالله عويس

المواطن فى حيرة.. «أيهما أهم؟»: نفضح المرتشى ولّا نشكر اللى ضبطه؟

المواطن فى حيرة.. «أيهما أهم؟»: نفضح المرتشى ولّا نشكر اللى ضبطه؟

للمرة الأولى كان خيال الأربعينى أقل وطأة من الواقع، بعين متسعة تحمل بريق الإنكار، حملق الرجل فى صورة الحقائب التى امتلأت عن آخرها بعملات محلية وأجنبية، لم يكن له طوال يومه سوى الحديث عن الـ150 مليون جنيه عملات مختلفة التى ضُبطت فى شقة المسئول المرتشى، ليتحول الحديث بينه وبين جيرانه إلى إشادة بما قامت به هيئة الرقابة الإدارية، وفضح الرجل الذى راح اسمه ينتقل من لسان إلى آخر مصحوباً بتمنى ملاقاة الجزاء الرادع.

{long_qoute_1}

بعد لحظات من القبض على مدير إدارة المشتريات بمجلس الدولة، هلّل مختار أحمد فرحاً واعتبر الأمر ضربة كبرى للفساد المستشرى فى الدولة حسب وصفه، متمنياً القبض على آخرين ومثمناً فى الوقت ذاته دور هيئة الرقابة الإدارية، رغم أنه لا يعلم عن الهيئة شيئاً، لكنه ظل يردد اسمها طوال يومه فى حديثه مع جيرانه: «الناس اللى بتشتغل صح لازم ندعى لهم بالتوفيق، ولازم المجتمع كله يعرف بيعملوا إيه» لكنه من ناحية أخرى طالب جيرانه بتداول اسم المتهم وفضحه: «كل واحد لازم ياخد جزاءه إن أخطأ، ولو اتحبس يبقى عقابه الفضيحة أولاً قبل السجن». يسخر الرجل الذى يعمل حارساً لأحد العقارات من نفسه: «وانا اللى أكبر أحلامى يكون معايا 100 ألف جنيه، والله حسيت بأحاسيس مختلفة لما شفت منظر الفلوس».

فى صباح اليوم التالى، وأثناء حديث الرئيس السيسى خلال افتتاحه مشروعات ببورسعيد، وصف الرئيس القضية بأنها «رأى عام»، وهو ما اعتبره عمر فتحى، طالب الحقوق، أمراً مطلوباً، مشيراً إلى أنه رأى وجوب الإشادة بأى جهة أو هيئة تقوم بدورها فى محاربة الفساد، وفضح كل من ثبت تخاذله أو فساده: «لو حد قال ده دورهم الطبيعى فهو محق، لكن من ناحية تانية دعم الناس دى معنوياً وأننا نقولهم شكراً لأداء دوركم أمر واجب علينا»، وهو الرأى الذى شاركه فيه أسامة رضا، لكنه رأى فضح المتهم أهم: «أنا شخصياً لما بيكون فى حد مخطئ وثبت خطؤه باعرف الناس عليه، وباقول اسمه فى كل مكان لأننا كمجتمع علينا دور توعوى».


مواضيع متعلقة