وزير الخارجية العراقى: لدينا إرهابيون من 100 جنسية يحتمون بـ«دروع بشرية» ويخوضون «حرب معابد» ضدنا.. لكننا نستطيع مواجهتهم

وزير الخارجية العراقى: لدينا إرهابيون من 100 جنسية يحتمون بـ«دروع بشرية» ويخوضون «حرب معابد» ضدنا.. لكننا نستطيع مواجهتهم
- أحمد أبوالغيط
- أرض الواقع
- أعلى مستوى
- إبراهيم الجعفرى
- إزالة التوتر
- ارتباط عاطفى
- الأجهزة الأمنية
- الأطراف المعنية
- الأمانة العامة
- «السيسى»
- أحمد أبوالغيط
- أرض الواقع
- أعلى مستوى
- إبراهيم الجعفرى
- إزالة التوتر
- ارتباط عاطفى
- الأجهزة الأمنية
- الأطراف المعنية
- الأمانة العامة
- «السيسى»
- صدام حسين اضطهد السنة والشيعة والأكراد وقتل الأطفال والشيوخ واستخدم «الكيماوى» ضد شعبه.. وروسيا تساعدنا وتقف بجانب كثير من الدول
قال الدكتور إبراهيم الجعفرى، وزير الخارجية العراقى، إن لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسى كان لقاء متميزاً، وأعرب عن اعتزازه لما لمسه من حرص الرئيس على تطوير العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن اللقاء مع رئيس أكبر دولة عربية تميز بالصدق والمصداقية والجدية فى معالجة الملفات الحيوية، وأنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، التى سوف ترى النور قريباً، وتساهم فى الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى، وكشف «الجعفرى» فى حواره لـ«الوطن» عن كواليس المعركة التى يخوضها العراق ضد الإرهاب، وعن التعاون بين البلدين فى المجال الأمنى، ورؤيته للعلاقات العراقية مع السعودية، التى وصفها بأنها بلد الحرمين الشريفين، وتحدث أيضاً عن سبل حل أزمة الانتهاكات التركية المتكررة للسيادة العراقية.. وإلى نص الحوار:
{long_qoute_1}
■ كيف تصف طبيعة العلاقات بين العراق ومصر فى عهد «السيسى» بعد لقائكم الأخير مع الرئيس؟
- مصر بالنسبة لنا تحتل مكانة استثنائية، نظراً لموقعها فى قلب العالمين العربى والإسلامى، ومصر حريصة على زيادة التقارب وتطوير العلاقات مع العراق، والرئيس السيسى يحرص أيضاً على ذلك، ويدعم خطوات الارتقاء بالعلاقات العراقية - المصرية بكافة المستويات، ودائماً ما نلمس اهتمام القيادة المصرية بالعراق، فنحن بلدان تربطهما أواصر تاريخية وأخوية، ونمتلك العديد من القواسم المشتركة لكوننا أبناء أقدم حضارتين عظيمتين فى المنطقة، كما تتميز القاهرة وبغداد بالاعتدال والحرص على المصالح العربية، ورفضهما للتدخل فى الشئون الداخلية للدول الشقيقة، نعتبر مصر ظهيراً و«سنداً» قوياً لنا ولكافة الدول العربية، بوصفها أكبر دولة بالوطن العربى، ونشعر بالاعتزاز عندما نجد رئيس أكبر دولة عربية يتمتع بهذا الفهم ويتحدث بهذه اللغة الصريحة معنا، وبالنسبة للقاء الأخير مع الرئيس السيسى كان لقاء متميزاً وجدياً، ولمس الملفات الحيوية فى العلاقات بين البلدين، والرئيس كان حريصاً على معرفة آخر التطورات على الساحة العراقية، خاصة فى معركة «الموصل»، وذلك بفضل خلفيته العسكرية قبل أن يكون رئيساً لمصر، فرئيسكم مستمع جيد ويجيب بشكل جيد عما نتساءل بشأنه، والحديث مع الرئيس السيسى ممتع، لأنه مهتم تماماً بالحراك العسكرى والسياسى فى العراق، مما يدل على اهتمامه بتعزيز العلاقات مع العراق، ويحدونا الأمل فى ارتقاء العلاقات العراقية - المصرية إلى آفاق جديدة، والرئيس السيسى يبادلنا نفس الحرص والشعور إزاء ذلك، ونحن نعمل معاً لنصل بالعلاقات إلى أعلى المستويات، خاصة أن فرص تطوير العلاقات بين مصر والعراق كثيرة، وهناك فرص استثمارية واعدة على المستوى الاقتصادى، فمصر دولة عطاءة وقادرة على شق طريقها إلى كل الدول، والعراق بحاجة إلى هذه الإمكانيات المصرية الموجودة، وخلال حديثى مع الرئيس السيسى كانت كل هذه التطلعات والآمال مطروحة، وبعضها يرى النور الآن على أرض الواقع، والبعض الآخر بصدد التنفيذ فى أقرب وقت ممكن، لتشهد العلاقات بين البلدين المزيد من التلاقى، خاصة فى ظل التفاهم الممتاز من جانب رئيسكم لطبيعة التحديات التى يمر بها العراق والمنطقة بأسرها، وما لديه من قوة ضد الإرهاب، ومتابع لدور العراق فى مكافحة الإرهاب، بعيداً عن التقاطعات الطائفية.
■ ماذا عن لقائكم بوزير خارجية مصر سامح شكرى؟ وما أهم الاتفاقيات الثنائية بين البلدين؟
- استعرضنا العديد من ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن أبرز ما اتفقنا حوله كان تسهيل منح التأشيرات للمواطنين العراقيين الراغبين فى زيارة مصر، وفتح آفاق جديدة للتعاون فى كافة المجالات، وضرورة تذليل العقبات التى تواجه الجالية والطلبة العراقيين، كما اتفقنا على سرعة عقد اجتماع اللجان المشتركة، وتبنى آليات جديدة لمنح التسهيلات لمواطنى البلدين بما يساهم فى مزيد من الزخم الإيجابى والتقارب الشعبى بين البلدين.{left_qoute_1}
■ هل تمخضت اللقاءات والمباحثات المشتركة عن اتفاقيات نهائية؟
-هناك بالفعل اتفاقيات مهمة سواء فيما يتعلق بالتعاون الأمنى بالمعلومات بين البلدين حول مكافحة الإرهاب، وهناك أيضاً اتفاقيات مهمة سترى النور قريباً، فالعراق ومصر حريصتان على تنفيذ هذه الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين الدولتين، وننتظر مزيداً من التعاون الأمنى والتعاطى فى تسهيل سفر العراقيين لمصر، سواء كانوا طلاباً أو رجال أعمال أو سائحين، وهذا الأمر تحديداً سيفتح أبواباً جديدة نحو علاقات متميزة بين البلدين، وفى قناعتى أن العلاقات المتميزة بين الدول لا بد أن تستند على قاعدة عريضة من المصالح الاقتصادية المشتركة، فالاقتصاد يشكل القاعدة والبنية الأساسية لإرساء علاقات سياسية متينة، والاقتصاد دائماً يجمع مصالح الدول، لهذا طالبنا مصر بإعادة النظر فى بعض تشديدات إصدار «الفيزا» لمواطنينا، لأن معظم العراقيين لم يتورطوا فى أى عمل يهدد الأمن أو سابقة إرهابية فى أى دولة يوجدون فيها، وبكل فخر واعتزاز لم يسجل على العراقيين فى الخارج سابقة نشاط إرهابى، لهذا نطالبكم بتسهيل دخول مواطنينا إلى مصر.
■ ماذا عن نشاطكم فى الجامعة العربية ولقائكم بالأمين العام أحمد أبوالغيط وجهودكم لتعزيز دور العراق فى العمل العربى المشترك؟ وهل تطرق اللقاء لحصة العراق فى تعيين دبلوماسيين عراقيين بالأمانة العامة ومسألة مساهمة العراق فى دعم ميزانية الجامعة؟
- العراق يدعم كل جهد من شأنه تعزيز الحوار بين الأشقاء العرب وإزالة التوتر والخصومات بينهم، وندعم جهود الأمين العام أحمد أبوالغيط لإعادة تنشيط دور الجامعة العربية فى مختلف القضايا التى تهم المنطقة، فضلاً عن اضطلاع الجامعة بدورها فى حفظ مصالح الدول والشعوب العربية والمساهمة فى تعزيز العمل المشترك واستعادة الاستقرار فى المنطقة وتجنيب المنطقة الصراعات التى لا تصب فى صالح أحد، و«أبوالغيط» يساند جهود العراق ضد الإرهاب، ويؤكد أهمية الحضور المتميز للعراق فى الجامعة العربية، فالعراق خلال مشاركته فى هذه الدورة من مجلس وزراء الخارجية العرب والاجتماع العربى الأوروبى، كان له كلمة وحضور مع كافة الأطراف المعنية، وهناك دعم واضح متزايد لنا فى الجامعة، واستمعت إلى إشادات قوية بدورنا، وكل من تحدث من الدول الأوروبية فضلاً عن العربية أعطى اهتماماً كبيراً بالأوضاع فى العراق، وأعربوا عن دعم الشعب العراقى بقوة، بما فى ذلك الدول الغربية، وهذه المواقف تكررت فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأوروبى، وبالنسبة للتصويت إلى العراق فى عضوية المنظمات الدولية وجدنا دعماً متزايداً، حيث حصدنا تصويتاً كبيراً فى عضوية مجلس حقوق الإنسان، وبهذا يعد العراق نصيراً لكل العرب، وسنراعى أيضاً مصالح الدول التى جاءت بنا لهذا المنصب، فممثل دولة التشيك تحدث عن العراق خلال جلسة الأمم المتحدة وأثنى على دورها، ولم يتحدث عن غير العراق رغم أنه تشيكى، وهذا يعنى أن هناك مشاركة وجدانية لما يواجهه العراق من مشكلات، ونحن نشكرهم على هذا الموقف.
{long_qoute_2}
■ وماذا عن علاقتك الشخصية بالأمين العام للجامعة العربية؟
- الأخ أحمد أبوالغيط الأمين العام تربطنى به علاقة قوية وقديمة منذ عام 2004، عندما كنت أعمل فى رئاسة الجمهورية العراقية، وعندما زرت مصر تبادلنا أطراف الحديث، وسعدت وقتها برؤيته واهتمامه بالقضايا العربية، وهو يسير على نفس المنوال حتى الآن، ولديه استحضار جيد، وله علاقات جيدة مع الجميع، ويشكل رافداً جيداً لجامعة الدول العربية بفضل تراكم خبراته، كما أنه يمتلك ثروة ثقافية ومؤلفات مقروءة جيدة، وفى تقديرى أنه يشكل إضافة وافية للجامعة العربية، وقوة دوره ستنعكس على مجمل تحركات الجامعة العربية، وكلماته ومواقفه أشيد بها، وكانت كلمته الأخيرة فى الجامعة عنا واضحة وقوية ولا شائبة فيها من وجهة نظرى، ولذلك شكرته بشكل واضح على مساندته للعراق، ونحن ممتنون لمواقفه، وخلال لقائنا الأخير تحدثنا عن أهمية دور الجامعة العربية لكل الدول العربية، وحتى يتبوأ العراق فيها حجمه الطبيعى، فنحن لا نريد حجماً أكبر من حجمنا، ولكن ينبغى ألا نستحى أن نطالب بتعزيز دورنا ومشاركتنا بالجامعة، فالعراق قادر على تقديم دور مهم فى الجامعة، وشعرت من خلال حديثى معه أن العراق سيأخذ حجمه، خصوصاً أن لدينا أحد الدبلوماسيين كان يعمل فى الأمانة العامة للجامعة وتوفاه الله، وهناك آخر يوشك على أن يحال إلى التقاعد، ونطالب بأن يأخذ العراق حجمه فى تعيينات الدبلوماسيين العراقيين فى الجامعة العربية، لهذا وعد الأمين العام خيراً و«وعد الحر دين عليه» كما تقولون فى مصر، وأعتقد أنه من الضرورى لأى منظمة أن ترسى قاعدة عملها على العدالة والتوازن بين مكوناتها.
■ العراق يتصدر معركة قاسية مع الإرهاب.. فكيف تشرحون لنا رؤيتكم لمعالجة هذه الظاهرة التى يعانى منها العالم كله والعراق بشكل خاص؟
- الإرهاب ليس ظاهرة عراقية ولا عربية ولا شرق أوسطية، بل ظاهرة عالمية يعانى منها العالم كله، ونحن فى العراق لدينا إرهابيون من جنسيات كثيرة من العالم تتجاوز 100 جنسية، فهى حرب عالمية بامتياز وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإذا كان العراقيون يحاربون الإرهاب للدفاع عن أنفسهم، فهم يفعلون ذلك نيابة عن العالم كله، ونحن حريصون خلال معركة «الموصل» التى يتابعها العالم كله على مراعاة البعد الإنسانى، فى ظل احتماء الإرهابيين بدروع بشرية واستخدامهم أفظع الطرق الوحشية، أصبحت القوات المسلحة العراقية قادرة على مواجهة ذلك، وأصبح لديها تجربة ثرية وناجحة فى مواجهة الإرهاب، وهنا لا يفوتنى الإعراب عن التقدير للدعم والتعاطف الذى يلقاه العراق فى حربه ضد الإرهاب من كافة دول العالم، فالإرهاب لم يعد محصوراً فى قارة معينة بعد أن اجتاح خطره كل العالم، وقلنا منذ عام 2004 إن الإرهاب لا دين ولا وطن ولا انتماء له، ويخطئ من يظن أن الإرهاب سوف يستثنيه، فهو يضرب كل من يختلف معه، وهذه هى فلسفة الإرهاب، فهو لا يكتفى فقط بالقتل، بل يحاول أن يتفنن فى ارتكاب الفظائع لبث الرعب فى قلوب الآخرين، لهذا نجد الإرهابيين يقتلون المرأة والطفل والشاب ويحرقون الناس أحياء ويذبحونهم ويمثلون بجثثهم، ولذلك يجب أن يكون الرد على الإرهاب من جميع دول العالم، لأن الإرهاب لم يبدأ بالعراق ولم ينته به، ولن يقف هنا، ورسالتى للعالم أنكم أمام عدو لا يهدأ إلا بعد أن يشيع الدمار فى كل العالم ويغير المعالم الحضارية إلى معالم خراب، فاسبقوه قبل أن يسبقكم، ونازلوه فى كل أرض يدخل فيها قبل أن يأتى إلى أراضيكم، ويجب أن يستفيق العالم من الغفلة، مع العلم بأننا حذرنا من هذا الخطر منذ 12 عاماً، فالإرهاب أصبح يركز على ما يمكن تسميته «حرب المعابد»، فيفجر الكنائس والمساجد والأسواق، كما حدث فى سوق الكرادة بالعراق مؤخراً فى موسم الأعياد، فالإرهاب هو عدو الإنسان، ولا يفهم إلا لغة الترويع، وعلى الأجهزة الأمنية فى كل بلدان العالم دراسة هذا الخطر، ووضع المعادلة الفعالة للقضاء عليه.{left_qoute_2}
■ لقد شاركتم فى اجتماع الجامعة العربية حول سوريا، ما موقفكم مما يقوم به النظام السورى فى مدينة حلب خاصة أن الجامعة العربية عقدت اجتماعاً طارئاً مؤخراً لمناقشة هذا الموضوع وكنتم رئيس وفد العراق المشارك فى الاجتماع الذى أدان «جرائم» النظام السورى وحلفائه فى حلب، على حد تعبيركم؟
- مفهوم أن ارتكاب النظام السورى للجرائم فى حلب لا نقاش فيه ولا غبار عليه، ونرفض توريط نظام الرئيس بشار الأسد للعراق فى أى جرائم إنسانية ارتكبت ضد المدنيين فى حلب.
■ لكنه من المعروف من كان يمارس القصف والحصار على مدينة حلب؟
- نحن ندين جميع المتورطين فى هذه الجرائم، وضد كل انتهاك من أى طرف أو مصدر كان، لكن لكى نحترم كلمتنا ولكى يحترم العالم كلمتنا، ما لم تجر تحقيقات تجعل هذه الانتهاكات مقرونة بوثائق وحقائق موثقة فلا نستطيع أن نلقى التهم جزافاً، فليس لدينا ارتباط عاطفى مع أحد، نحن مع الدليل على أن هناك أطرافاً عديدة متورطة فى «جرائم حلب»، وكما شاهدنا من قبل الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين حرق الأخضر واليابس وقتل الأطفال والشيوخ واستخدم السلاح الكيماوى ضد شعبه، واضطهد السنة والشيعة والأكراد، وأكبر توقيت فى التاريخ أخذته محكمة لتعاقب النازيين والفاشيين كان 10 أشهر، بينما حوكم «صدام» أكثر من عام على جرائمه، لأنه لم يترك أى حرام إلا وانتهكه، وأما العراق الآن فيتعامل بطريقة حضارية مع الآخرين، حتى لو كانوا من خصومنا.
{long_qoute_3}
■ ما أبرز التطورات على صعيد التسوية والمصالحة السياسية وتحقيق الوفاق الوطنى فى العراق؟
- العمل جارٍ منذ عام على تحقيق التسوية السياسية فى العراق، ويجب أن نعلم أن التسوية السياسية ليست مجرد قرار ينبع من شخص أو كتلة أو كيان سياسى أو حزبى أو تحالف، ولكنه ينشأ من الإرادة المشتركة والشعور بالمسئولية الوطنية، وعندما يتعرض بلد إلى العنف، فيجب أن تكون هناك تسوية سياسية ومواجهة للعنف، وهذا لا يعنى أن تتم التسوية السياسية مع إرهابيين قتلة، ولكن لا نستطيع أن نعفو عن بعض الفئات التى ترتكب جرائم وحشية مثل «داعش»، ونفرق بين المتورطين فى الاعتداءات الإرهابية، وبين المتعاطفين معها لسبب أو لآخر، وهذا التعاطف يمكن أن يأخذ منحى طائفياً، ولذلك يجب أن تقوم التسوية على حل العُقد الطائفية والقومية، وتكون هناك بيئة صالحة لمواجهة الإرهاب، الذى يعمل على تأجيج الحقد والكراهية والطائفية لتتحول هذه المشاعر فى النهاية إلى إرهاب، وهناك جهود متميزة من داخل التحالف الوطنى العراقى لإتمام التسوية، وكنت مع الفريق الذى يعد هذه المقترحات والمبادرات حينما كنت فى رئاسة التحالف، ونأمل فى أن يمضى التحالف الوطنى ورئيسه السيد عمار الحكيم بطريق التسوية حتى إتمامها.
■ ماذا عن العلاقات السعودية - العراقية؟ وهل هناك توتر بين العراق ودول الخليج؟
- العلاقة بين العراق والسعودية تقوم فى الأساس على المصالح المشتركة والتقارب الجغرافى، فالسعودية دولة جوار جغرافى، وهناك عشائر عراقية سعودية مشتركة، ومنذ وقت قريب كانت السعودية بها ثلاث سلطات عشائرية ودينية وسياسية، وأصبحت السلطة الدينية والسياسية مجتمعة، فأصبح الملك هو خادم الحرمين الشريفين، ومن وقتها ننظر فى علاقاتنا مع السعودية على أنها بلد الحرمين الشريفين، فبيت الله الكريم وهو أشرف ما فى الكون، مكة والكعبة الشريفة، وكذلك المدينة المنورة «مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم»، ولكننا فى نفس الوقت نرفض بشكل قاطع أى تجاوز سعودى على حقوقنا، وأى تدخل يمس سيادتنا، لكننا ما زلنا نتمسك ونحافظ على قوة العلاقات مع السعودية، ولا نفكر فى أن نفرط فيها، ولن نضحى بهذه العلاقة بسبب حدوث بعض المشاكل بيننا، ونأمل فى تحسن علاقتنا مع الرياض.{left_qoute_3}
■ هل يمكن للعراق أن يلعب دوراً فى حل العلاقات المتوترة بين إيران والسعودية؟
- الدولتان لهما مكانتهما المتميزة، وهما جارتان للعراق، وحينما تكون هناك مشكلات بينهما سرعان ما تنعكس علينا، ويمكن القول إن العلاقات العراقية مع الرياض وطهران جيدة، ولذلك بذلنا جهوداً وتحركات لتقريب المسافات بين الدولتين، ونتواصل معهما لتحقيق مكاسب سياسية للجميع، وقد قمنا بتحركات فى هذا الصدد منذ حدوث الأزمة بين البلدين فى يناير الماضى.
■ ماذا عن العلاقات بين تركيا والعراق؟
- الحوار مع أنقرة لم ينقطع طيلة هذه الفترة، فالعراق يتمسك بالحوار ويعتبر أنه السبيل الأفضل والوحيد لحل المشكلات، ومتى استبدل الحوار وتوقفت لغة القلم، ستحل بدلاً منه لغة البندقية، ونحن لا نريد اللجوء إلى لغة البندقية، وهذا ليس من ضعف ولكن قوة، لأننا نتمسك بالسلم والطرق السلمية، وتركيا أيضاً دولة جارة وبينها وبين العراق علاقات تقوم على أساس الإسلام والجوار، ونود أن تقوم العلاقات الثنائية على المحبة والثقة، وبرهنا على حسن نوايانا إزاء تركيا حينما تعرضت لمحاولة الانقلاب الأخيرة على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وكنت أتواصل مع القادة الأتراك لمعرفة آخر التطورات فى تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، وأعربت لهم عن تمسكنا بدولة تقوم على الديمقراطية وليس دولة تقوم على الانقلابات العسكرية، لأن هناك كثيراً من القوائم المشتركة بيننا وبين تركيا، لكننا فى نفس الوقت نحن لم ولن نسمح بانتهاك سيادة العراق أرضاً وسماء وشعباً، ونحن ننأى بأنفسنا عن الحرب وما شاكل ذلك، والحوار بيننا وبين تركيا مستمر ولم ينقطع، وننفى شائعات كل من يقول إن الحوار انقطع بين بغداد وأنقرة.
■ ماذا عن رؤيتكم للعلاقات بين العراق والقوى الكبرى سواء روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد «ترامب»؟
- علاقاتنا مع الولايات المتحدة تربطها مصالح مشتركة قائمة على مواجهة التهديدات والمخاطر الإرهابية، وخطاب «دونالد ترامب» كرئيس اختلف تماماً عن بداية ظهوره كمرشح لا يمتلك خلفية سياسية، ولذلك نتوقع منه أن يراعى الحقائق والمصالح المشتركة مع العراق وفى المنطقة ككل، أما روسيا فوقفت إلى جانب العراق وسوريا ضد الإرهاب، وهى دولة وريثة للاتحاد السوفيتى أيام كان العالم ثنائى القطبين فقط ويقوده الاتحاد السوفيتى المنحل والولايات المتحدة الأمريكية، فروسيا اليوم تمد يد المساعدة للدول التى تعانى من الإرهاب، كما تعمل موسكو على تجاوز أزماتها مع معظم الدول وتتناسى الخلافات مع تركيا بعد أن أسقطت الحكومة التركية الطائرة الروسية، واستطاعت روسيا أن تتمسك بسياسة ضبط الأعصاب وتحاول تعميم مفهوم جديد من التعاون المتوازن، ونحن نشجب اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، فالسفير يمثل الإنسانية وهو ليس مقاتلاً ولا عسكرياً فى المعركة، ولا يمكن قبول أو تبرير قتل الرسل الدبلوماسيين، فهذه جريمة مكتملة الأركان، ولا يمكن لدولة بالعالم تحترم نفسها أن تؤيد قتل سفير أو ضيف على أراضيها أو خارج أراضيها، فهو ليس استهدافاً للسفير فقط بحجم شخصه، ولكنه استهداف للدولة التى يمثلها والدولة التى تستضيفه.