حرب بلاغات في المغرب: "الاستقلال" يهاجم "الخارجية".. و"الأحرار" يرد

كتب: رسالة الرباط: وفاء صندي

حرب بلاغات في المغرب: "الاستقلال" يهاجم "الخارجية".. و"الأحرار" يرد

حرب بلاغات في المغرب: "الاستقلال" يهاجم "الخارجية".. و"الأحرار" يرد

في تطور مثير للأحداث، وبعد بلاغ وزارة الخارجية المغربية التي اعتبرت فيه تصريحات حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، بخصوص حدود موريتانيا، والتي أثارت غضب الحزب الحاكم في نواكشط، بـ"الخطيرة وغير المسؤولة"، خرجت قيادة الاستقلاليين ببلاغ قوي اللهجة ردا على بلاغ الخارجية.

وعبر حزب الاستقلال عن رفضه أن ينجر إلى ما وصفه بـ"السجال غير المسؤول"، مبرزا أن شباط يتحدث باسم جميع الاستقلاليين، مشددا على أنه عندما تكلم عن موريتانيا والمغرب تحدث عن سياق تاريخي لا علاقة له بالحاضر، وأن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني أوّل بطريقة غير سليمة جزءا من خطاب الأمين العام للحزب أمام المجلس العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والذي كان لقاء داخليا.

وأكد حزب الاستقلال أن أمينه العام تحدث عن معرفة دقيقة بالموضوع، وأن بلاغ الناطق الرسمي باسم الحزب "وضح بما فيه الكفاية أن الحزب من خلال الوقائع والممارسة، لا يطرح موضوع وحدة موريتانيا واستقلالها في قلب أي سجال سياسي، وأنه كان يرد على بيان حزب موريتاني تجمعه معه علاقات مشتركة، ولم يصرح الأمين العام للحزب بصفة مطلقة بأن موريتانيا جزء من المغرب".

وشدد بلاغ حزب الميزان على كون وزارة الخارجية ليس من مهامها تقييم وتصنيف مواقف وقرارات الأحزاب السياسية، موردا أنها مطالبة بالتوفر على قدر كبير من الكياسة واللباقة في اختيار العبارات التي تصوغ بها بياناتها، معلنا رفض التطاول عليه وعلى أمينها العام، ورفض تلقي دروس في الوطنية من وزير الخارجية.

ولم تمر سوى ساعات قليلة على بلاغ حزب الاستقلال الذي هاجم فيه وزير الخارجية المغربي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، حتى سارع حزب الأخير إلى الرد بشدة على بلاغ الاستقلال، بشأن ما أسماه "تصريحات أمين عام حزب سياسي مغربي عن الحدود مع الجارة الشقيقة موريتانيا واستقلالها"، والتي اعتبرها الأحرار بـ"غير مسؤولة في حق بلد جار".

ودعا حزب الأحرار، في بلاغ لمكتبه السياسي، الشعب والحكومة الموريتانيين لعدم الاكتراث "بمثل هذه التصريحات التي لا تعبر إلا عن رأي أصحابها"، مضيفا أن "تزامن هذه التصريحات مع عزم المغرب العودة إلى أسرته الإفريقية تخدم أجندة خصوم القضية الوطنية"، مضيفا "أنه من غير المعقول أن يتم التشويش على عمل مؤسسات وهيئات الدولة، التي تعمل بشكل جاد على الحفاظ على روابط حسن الجوار، بسبب تصريحات غير معقولة لا تراعي الدور الذي من المفترض أن تلعبه الأحزاب السياسية وقادتها على الخصوص"، حد تعبير البلاغ.

وأوضح البلاغ "في ظل الإرادة القوية للمغرب وللملك للعمل على التقريب بين دول القارة الإفريقية، إنه لمن المقلق أن تصدر تصريحات غير مسؤولة عن زعيم حزب مغربي في حق بلد جار"، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني للأحرار يعلن "توجسه من الانعكاسات السلبية لمثل هذه التصريحات اللامسؤولة على مسار ملف قضية المغرب الأولى"، مشيرا إلى أن الالتزام ببناء اتحاد مغاربي كخيار إستراتيجي وضمنه الشقيقة موريتانيا "التزام دستوري لكل المغارية".

وأشار بلاغ حزب التجمع الوطني للأحرار إلى تأكيده ما أسماه بـ"أهمية الروابط التاريخية التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتاني.

يذكر أن الخارجية المغربية عبرت، في بلاغ صدر أمس، عن رفضها لما وصفته بـ"التصريحات التي تضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق، وتنم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية التي سطرها الملك محمد السادس، والقائمة على حسن الجوار والتضامن والتعاون مع موريتانيا الشقيقة".

وذكرت الخارجية المغربية، أيضا، أن "المغرب واثق من أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورئيسها وحكومتها وشعبها، لن يولوا أي أهمية لهذا النوع من التصريحات، التي لا تمس سوى بمصداقية الشخص الذي صدرت عنه"، حسب تعبير البلاغ.


مواضيع متعلقة