جلال دويدار في مقال: إلا الدواء يا حكومة

كتب: محمد متولي

جلال دويدار في مقال: إلا الدواء يا حكومة

جلال دويدار في مقال: إلا الدواء يا حكومة

قال الكاتب الصحفي جلال دويدار، في مقال له نشرته جريدة الأخبار، اليوم الاثنين، تحت عنوان "إلا الدواء يا حكومة!" إنه "كلنا نؤمن بأن أغلي شيء عند الإنسان هي صحته والحفاظ عليها باعتبارها نعمة من عند الله، على هذا الأساس فإن هذا الإنسان يمكن أن يتقبل أي مشاكل وأزمات فيما يتعلق بالعديد من حياته المعيشية ولكنه سوف يكون له موقف آخر عندما يتعلق الأمر بمتطلبات مواجهة أمراضه وعلاته، في هذا الإطار فإن المواطن المصري يراقب ويتابع ما يدور علي الساحة من نقاش ومناورات بشأن توفير الأدوية اللازمة خاصة في ظل معاناته من آثار القرارات الاقتصادية الأخيرة والانخفاض الجنوني في قيمة الجنيه المصري في مواجهة العملات الاجنبية".

وأضاف دويدار أن "بحكم متابعتنا لقضية الأدوية وما تمثله من حيوية أهميتها نشعر بالتعاطف مع وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الذي يواجه جشع حيتان شركات الأدوية الذين لا يقدرون خطورة التجاوز في اخفاء الادوية والمغالاة في أسعارها بصورة جنونية، أن ما يطالبون به استغلالا للارتفاع في سعر العملات الاجنبية التي يشترون بها الخامات اللازمة لصنع الدواء أو الأدوية الكاملة الصنع يتجاوز كل الحدود، إن نسب زيادة الاسعار وبالشكل الذي يريدون فرضه علي الدولة ممثلة في وزارة الصحة سوف تكون فوق قدرة المواطن المصري بمستواه المعيشي ودخله المحدود".

وأوضح أنه "وفي هذا الشأن فإن الدولة مطالبة بأن تكون أكثر فهما وادراكا للخطورة التي تمثلها عملية اختفاء وانفلات اسعار الادوية، عليها ان تجد صيغة أو حلا للمشكلة بالصورة التي لا تؤدي إلي تفجر غضب الشعب خاصة انه ابدي تفهمه وتجاوبه لما تم اتخاذه من اجراءات اقتصادية وان تضع في اعتبارها ان لكل شيء حدوداً، وانها مطالبة بعدم التهاون مع مصنعي ومستوردي الادوية وكذلك الصيادلة وإفهامهم ان توافقهم في هذا الامر واتسام مواقفهم بالعقلانية التي تضمن السلامة لاستثماراتهم بحكم ارتباطها باستقرار الأوضاع في الدولة".

واختتم بقوله "مرة أخرى وعلى ضوء استمرار الجدل بشأن الزيادة المطلوبة في اسعار الدواء أقول للحكومة وللمنتجين والمستوردين والصيادلة حذار من المغالاة في الضغوط علي الشعب حيث ان كل شيء يمكن القبول به الا الدواء. حول هذه القضية فإنه لابد أن يكون مفهوما أن القضية لا تتعلق بالمرضي فحسب وإنما هي تهم كل قطاعات الشعب بحكم القرابة والترابط وما يسببه ذلك للجميع بحكم هذه الصلة، إن الإنسان قد يتحمل الجوع والحرمان مما قد تحتاجه متطلبات الحياة ولكن من الصعب بل من المستحيل أن يستغني عن الدواء الذي يحتاجه للعلاج".


مواضيع متعلقة