المشروعات القومية: مصر تتحدى أزماتها.. يد تبنى ويد تحارب
محطات الكهرباء الجديدة أنقذت مصر من الظلام
«مصر بتتغير للأفضل»، كانت هذه جملة الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى أكتوبر الماضى، وانطلاقاً منها عمل الرئيس طوال عام 2016، على اجتياز عدد من التحديات التنموية فى كافة القطاعات، فأطلق عدداً من المشروعات القومية والتنموية، وسط تحديات اقتصادية وسياسية شاقة، سواء على المستوى الداخلى أو على الصعيد الخارجى، وكان أبرز هذه المشروعات فى مجالات الإسكان الاجتماعى، وتدشين الطرق، وتنمية محور قناة السويس، ومشروع 1.5 مليون فدان، الذى تم افتتاح المرحلة الأولى منه فى واحة الفرافرة، بجانب مضاعفة تنفيذ وحدات الإسكان الاجتماعى من 200 ألف إلى 400 ألف وحدة، ليصبح إجمالى المخطط تنفيذه 656 ألف وحدة بتكلفة 97 مليار جنيه، وبمشاركة 500 شركة مقاولات بالمشروع، مما وفر 720 ألف فرصة عمل مباشرة، مع العلم بأن جميع هذه مشروعات أسهمت فيها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وعدد من الوزارات.
الظروف الاقتصادية الصعبة لم تعطل تنفيذ تنمية محور القناة ومشروع الـ«1٫5 مليون» فدان والإسكان الاجتماعى وتدشين الطرق الجديدة.. وتوقف انقطاع الكهرباء واختفاء «طوابير الخبز» وتوفير الوقود واستعادة الأمن.. أهم المشكلات التى تم حلها
ويقول اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: «القوات المسلحة دائماً تطلب التعاون مع كل الشركات المدنية العاملة فى السوق المحلية، وعلى من يرغب فى العمل معنا التقدم مباشرة إلى مواقع المشروعات، ولكن يجب أن تلتزم تلك الشركات بالمعايير والقواعد التى تضعها القوات المسلحة فى عملية تسليم الوحدات والتجهيزات الفنية»، وأضاف «الوزير» أن هناك تنافسية كبيرة بين الشركات للانتهاء سريعاً من المشروعات حتى قبل الموعد الزمنى المحدد لها، وذلك دون الإخلال بالمواصفات والمعايير التى وضعت قبل البدء بالمشروع لضمان جودته، موضحاً أن الشركة التى تنتهى من عملها أولاً تقوم برفع علم مصر فوق ما قامت بإنجازه، وتابع: «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تستعين بشكل دائم بمكاتب استشارية فنية كبرى، من أجل المتابعة والإشراف على المشروعات إلى جانب القوات المسلحة، خاصة مع حجم المشروعات الكبير الذى يتم تنفيذه خلال الوقت الراهن، لضمان مستوى الجودة والتنفيذ فى المواعيد المحددة وحصر معدلات ونسب الإنجاز».
ووسط إصرار مصر على اتباع مسار التنمية، وقف «السيسى» يتحدث للمصريين بكل شفافية عن أوضاع البلاد، خاصة الوضع الاقتصادى الذى يعانى من الصعوبات، معلناً عن إجراءات الإصلاح الاقتصادى، التى تضمنت تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، ورفع الدعم تدريجياً عن الوقود، وسط دعوات من الجماعة الإرهابية للتخريب بدعم من جهات خارجية، لكن الشعب المصرى أصر على إجراءات الإصلاح الاقتصادى رغم مرارتها، ما دفع «السيسى» لأن يطالب الحضور فى ختام الاجتماع الشهرى الأول لمؤتمر الشباب، بالوقوف تحيةً وتقديراً لشعب مصر العظيم، فى ضوء ما تحمله خلال الفترة الماضية من ظروف صعبة وحفاظه على مصر من الفوضى، وما أبداه من عزة وكرامة وكبرياء بلا كبر.
وقال الدكتور مصطفى أبوزيد، رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، لـ«الوطن» إن عدد المشروعات التى أنجزها الرئيس فى عام 2016، يفوق عدد المشروعات فى 20 عاماً ماضية، فخلال عام تم حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائى بشكل كامل، وأصبح لأول مرة يوجد فائض فى الكهرباء، وتم تطوير شبكة الطرق، والقضاء على مشكلة السيول عن طريق تخصيص 700 مليون جنيه لوزارة الرى، كما تم استغلال التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات أتم استغلال تفادياً لارتفاع تكاليف البناء مستقبلاً، أما الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، فقد أكد أن المشروعات المخطط لها من قبل الرئيس والحكومة يتم إنجازها وفق استحقاقات زمنية، قائلاً: «مشروع تطوير شبكة الطرق كان مخططاً له منذ سنوات، لكن لم تكن هناك إرادة سياسية حقيقية لتنفيذه، وأيضاً مشروع قناة السويس الجديد كان حلماً قومياً قبل إنجازه، فإنه يدر الربح على مصر من جانب، ومن جانب آخر يمنع مشروعات إسرائيل فى المنطقة من تدمير القناة. وألوم على وسائل الإعلام التى تهاجم بعض المشروعات القومية التى أُنجزت وفق أولويات المرحلة، فالرئيس وضع ما يسمى بـ«شرعية الإنجاز»، وما يهم المواطن المصرى هو تحسين مستوى دخله، لذلك لا يشعر بالإنجاز، رغم أن هذه الإنجازات سوف تساهم فى زيادة الاستثمارات فى مصر، وأضاف «فهمى» أن الأخطاء التى يقوم بها مجلس النواب والحكومة يحمّلها البعض على الرئيس السيسى، رغم أن الرئيس أتم وعوده التى قطعها للمصريين، وفى عامنا هذا انتهى عدد من المشكلات الأساسية، فالكهرباء توقفت عن الانقطاع، وتحقق لأول مرة فائض فى الإنتاج، وطوابير الخبز اختفت من خلال المنظومة الجديدة، وكل المشكلات المتعلقة بالبنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز انتهت، والأمن استعاد عافيته، وتراجعت العمليات الإرهابية بشكل لافت بسبب الضربات المكثفة لقواتنا المسلحة للبؤر الإرهابية.
ويرى الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير الدولى أن مصر ما زالت تعيش فى تحديات كثيرة رغم الإنجازات التى حدثت فى عام 2016، وذلك بسبب محاولات أعداء مصر فى الخارج للنيل منها، وأن عام 2016 شهد إنجاز الكثير من المشروعات القومية، وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار الذى طال كل شىء جعل المواطن العادى لا يشعر بأى تحسن فى حياته المعيشية، بينما أوضح اللواء حسام أنور، مستشار كلية الدفاع الوطنى، أن القيادة السياسية فى مصر رأت أن الخروج من الأزمة الاقتصادية فى مصر يحتاج إلى حلول غير نمطية وذات رؤية، لهذا قررت تنفيذ مشروعات قومية عملاقة تتم من خلال خطة استراتيجية تنموية بعيدة المدى، قائلاً: «شبكة الطرق يتم ربطها من خلال مشروعات التنمية بمحور قناة السويس، والموانئ يتم تطويرها من أجل تقوية حركة التجارة، ومشروعات مدينة الجلود فى بدر، ومدينة الأثاث بدمياط ستزيد فرص عمل للشباب المصرى، وتدر دخلاً مجزياً للمواطن، بجانب تغطية تلك المشروعات لاحتياجات السوق المحلية من منتجات الجلود والأثاث، ثم تصدير الفائض للخارج لتوفير العملة الصعبة، وتدبير احتياجاتنا الأساسية».