"الوطن" تنشر كلمة رئيس الطائفة الأسقفية خلال قداس عيد الميلاد

"الوطن" تنشر كلمة رئيس الطائفة الأسقفية خلال قداس عيد الميلاد
- أسر الشهداء
- الاسبوع الماضى
- البحر المتوسط
- التدين الظاهرى
- السيد المسيح
- الشرق الأوسط
- الشوارع والميادين
- الطائفة الأسقفية
- الطفل يسوع
- آلام
- أسر الشهداء
- الاسبوع الماضى
- البحر المتوسط
- التدين الظاهرى
- السيد المسيح
- الشرق الأوسط
- الشوارع والميادين
- الطائفة الأسقفية
- الطفل يسوع
- آلام
حصلت "الوطن" على كلمة المطران الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة الطائفة الأسقفية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي وإقليم القدس والشرق الأوسط، والتي من المقرر أن يلقيها مساء اليوم خلال ترأسه قداس عيد الميلاد، بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بمنطقة الزمالك في القاهرة.
وحملت كلمة حنا عنوان: "ميلاد المسيح.. نور يقهر الظلمه"، وجاء نصها كالتالي:
"سُئلت عدة مرات الاسبوع الماضى هل ستحتفل الكنيسة بعيد الميلاد فى ظل الاحداث الإرهابيه التى حدثت مؤخراً وأودت بحياه 26 شهيداً من المصلين فى الكنيسة البطرسيه؟، فأجبت إن احتفالنا بعيد ميلاد السيد المسيح لايعنى أننا نتجاهل آلام وأحزان أسر الشهداء، لان احتفالنا بالميلاد لايتشابه مع احتفالات العالم التى تتميز بالتجمع فى الشوارع والميادين وقضاء الوقت فى الملاهى الليليه وفى الاكل واللهو، فإننا عندما نحتفل بعيد الميلاد نتذكر قصة ميلاد المسيح الذى أحب البشريه واخلى نفسه أخذاً صورة عبد، صائراً فى شبه الناس. واذ وُجد فى الهيئه كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب، لكى يدفع أجرة خطايانا ويمنحنا خلاصاً هذا مقداره. لذلك فإن ميلاد المسيح يمنحنا الرجاء وقت اليأس، والفرح وقت الحزن لان المسيح جاء ليعطينا حياة أبديه، حياة أفضل من الحياه التى نعيشها الآن".
وتابع حنا: "ياأحبائى إننا اليوم نصلى من أجل كل الاسر التى فقدت أحبائها نتيجه الارهاب والحروب والكوارث، ولكى يمنحهم رئيس السلام سلاماً وعزاءاً ونصلى أيضاً من أجل كل المصابين الذين يرقدون فى المستشفيات لكى ما يختبروا شفاء الله، وأيضاً أتينا رافعين بلادنا طالبين بركة وحمايه الرب لها، فمصر هى التى فتحت أذرعها لترحب بالطفل يسوع اللاجئ اليها من بطش الرومان".
ويضيف حنا: "أحبائى ونحن نتأمل فى قصه ميلاد المسيح وأيضاً النبوات عن الميلاد فاننا نجد كلمتين يتكرران هما النور والظلمه. فالنبى اشعياء يتنبأ قائلا "اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُور " (أش 9 : 2 ) ويضيف أشعياء "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ " (أش 9 : 6).وهنا يصف النبى أشعياء ميلاد المسيح بالنور الذى يشرق على الساكنين فى الظلمه، والظلمه هنا هى ظلمه البعد عن الله وعن معرفته، كتب اشعياء هذه الكلمات واصفاً الشعب "اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ. وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ، الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ، نَسْلِ فَاعِلِي الشَّرِّ، أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ! تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ (أش 1 :3-4).
حقا يا أحبائى لقد جاء المسيح ليشرق بنوره فى ظلمة هذا العالم لعلنا ندرك مدى ظلمتنا ونقبل النور الحقيقى الذى يقودنا الى طريق الحق.. طريق الله.والقديس يوحنا فى روايته لقصة الميلاد كتب واصفاً المسيح بهذه الكلمات "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ" (يو 1 : 4-5 ) ثم أضاف قائلا"9كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. 10كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. 11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ " (يو1 : 9-11)وهنا أيضاً نجد أن النور الحقيقى هو السيد المسيح الذى جاء الى خاصته التى كانت تعيش فى الظلمه. فلقد كانوا يهتمون بمظاهر الدين لكن قلوبهم كانت ملآنه بظلمة الخطيه حتى أن المسيح وصفهم قائلا "27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. " (متى 23 : 27-28) والظلمه هنا وقت ميلاد المسيح، أن الشعب كان يظن انه يرى الحق وكان ينفذ وصايا الناموس لكنه فى الحقيقه كان شعب أعمى حتى انه لم يقبل النور عندما جاء وفضلوا أن يبقوا فى ظلمتهم لانهم لم يدركوا أن المسيح جاء ليصالحهم مع الله ويفتح لهم أبواب ملكوت السموات لكنهم رفضوا الملكوت وأغلقوا الابواب أمام الناس لذلك قال المسيح " وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23 :13)
واليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح نرى الظلمه تتكرر، ظلمه البعد عن الله التى تدفع الى الصراعات والحروب والارهاب والكراهيه والالحاد وظلمه التدين الظاهرى التى تدفع البعض الى قتل اخوتهم فى البشريه باسم الدين، وظلمه الجشع التى تتجاهل حاجه الفقراء فيموتون جوعاً أو يخاطرون بحياتهم محاولين اجتياز البحار حتى يصلوا إلى دول الاغنياء ليجدوا فرصه للحياه.
وهناك بعض الارقام التى تُظهر مدى الظلمه التى نعيش فيها الآن فحتى 19 ديسمبر حدث 2400 هجوم ارهابى فى 59 دوله من دول العالم قتل فيها 20879 واصيب 26194، وغرق فى البحر المتوسط 6000 من المهاجرين الغير شرعيين و5 مليون سورى تركوا بلادهم الى بلاد مجاورة و6 مليون منهم تركوا بيوتهم ونزحوا الى مناطق اخرى داخل سوريا. أنها حقا ظلمه سببها البعد عن الله وعن طريقه".