«الوطن» ترصد بالصور تبخر حلم «الضبعة النووى»: «المحطة» تحولت لمزارع قمح وشعير وتربية أغنام

كتب: محمد بخات

«الوطن» ترصد بالصور تبخر حلم «الضبعة النووى»: «المحطة» تحولت لمزارع قمح وشعير وتربية أغنام

«الوطن» ترصد بالصور تبخر حلم «الضبعة النووى»: «المحطة» تحولت لمزارع قمح وشعير وتربية أغنام

أعادت تصريحات الرئيس محمد مرسى، خلال زيارته لروسيا، بشأن إقامة مشروعات نووية سلمية بالضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية فى مصر بالتعاون مع روسيا، الحياة للحلم المصرى القديم بامتلاك مفاعل نووى. وبادرت «الوطن» بالانتقال للضبعة لرصد أوضاع المحطة النووية هناك، وكانت المفاجأة تحولها لمزارع قمح وشعير، فضلاً عن استغلال الأهالى المحطة فى تربية الأغنام والمواشى، لترعى داخل أرض الضبعة، وبدأوا عملية تمهيد الأرض لزراعة المحاصيل والفاكهة الصيفية. وفى الوقت الذى يتحدث فيه الرئيس مرسى عن إقامة مشروعات نووية سلمية لتوليد الطاقة الكهربائية فى مصر بتكنولوجيا روسية، تحول الحلم النووى إلى سراب، وبات الأمل مفقوداً فى إقامة المشروع النووى، بعد أن تغيرت جغرافية المكان وهُدمت أسوار المحطة النووية التى كان مزمعاً إنشاؤها، فأصبحت دون ملامح، وتحولت الأرض التى استمرت جثة هامدة 30 عاماً مضت، إلى أرض زراعية منتجة زرعت القمح والشعير على الأمطار لتنتج كميات كبيرة وضخمة من المحاصيل الشتوية، واستطاع أهالى الضبعة أن يحققوا من خلالها اكتفاء ذاتياً من الدقيق. وتضم أرض محطة الضبعة النووية نحو 12 ألف فدان بطول 15 كيلومتراً على طريق مطروح - إسكندرية، وبعمق حوالى 4 كيلومترات حتى ساحل البحر، وزرع أهالى الضبعة المتضررون من إقامة المشروع النووى 9 آلاف فدان خلال موسم الشتاء الماضى بمحاصيل القمح والشعير وريّها بالأمطار، من الأرض التى تتزايد كثافة إنتاجية زراعات نصفها الغربى أكثر من نصفها الشرقى بسبب هطول الأمطار بشكل كبير عليه. يقول مستور أبوشكارة، المتحدث الرسمى لمناهضى إقامة المشروع النووى على أرض الضبعة، لـ«الوطن»: إن عدد أسر أهالى الضبعة التى استفادت هذا العام من زراعة أرضهم داخل سور المحطة نحو 10 آلاف أسرة، فضلاً عن استفادة أسر أخرى من خلال استعانتنا بأسر وعمال بنظام المشاركة فى حصاد الزراعات بالثلث لهم والثلثين لصاحب الزرع، فضلاً عن رعى مئات الرؤوس من الأغنام التى توافر لها الأكل والشرب خلال موسم الحصاد الذى بدأ الشهر الجارى. وتجول الأغنام داخل الأراضى التى جرى حصادها وتأكل ما تبقى من الحبوب والزرع والشرب من آبار مياه الأمطار بجوار المزروعات، فضلاً عن تشغيل أيد عاملة والاستعانة بماكينات وآلات زراعية لحصد و«درس» الحبوب. ويضيف أن معظم أهالى الضبعة حققوا اكتفاءً ذاتياً من الحبوب، القمح والشعير، وسيعملون على طحنها والاستفادة منها على مدار عام كامل فى صناعة الخبز بالمنازل، ولن يشتروا خبز الحكومة، ولن يكلفوا الدولة أى أعباء، خصوصاً أن كل أسرة زرعت بين فدان ونصف، وثلاثة أفدنة من القمح والشعير حتى إن البعض زرع 10 أفدنة واستفاد الجميع، فأهالى الضبعة يطحنون القمح والشعير ويخزنونهما للأكل، ومنهم من يبيع الشعير ويُبقى على القمح لشراء مستلزماته والصرف على أبنائه وأسرته. يرصد «أبوشكارة» تجربته الشخصية فى زراعة القمح والشعير داخل أرض محطة الضبعة، قائلاً: «زرعت 10 أفدنة من القمح وبذرت 4.5 شيكارة تقاوى زنة 40 كيلو للواحدة، وتراوح الإنتاج بين 80 و90 جوالاً، وهى إنتاجية ممتازة خصوصاً أنه أول عام لزراعة القمح والشعير على مياه الأمطار منذ أكثر من 32 عاماً، منذ سحب أرض المحطة منا لمصلحة هيئة المحطات النووية. حمدى حفيظ، أحد أهالى الضبعة المتضررين من إقامة المشروع النووى بالضبعة، يقول: إن مسئولى هيئة المحطات النووية وأبناءهم استغلوا أرض المحطة على مدار 33 عاماً أسوأ استغلال، فهم يقولون إنه أفضل موقع فى مصر بالكامل، فهم يعيشون فى النعيم، مرتبات وبدلات وحوافز ومصايف لهم ولأسرهم وحلوى المولد النبوى ومواسم وإفطار شهر رمضان داخل المحطة، ويأخذون الأسماك الطازجة من الصيادين بالضبعة مقابل السماح لهم بالصيد، وفى وقت حصاد التين والزيتون فى الصيف يأكلون من ثمار البرية، ووقت الربيع يأتون بعائلاتهم فى هذه المساحة الشاسعة ويتقلبون فى هذا النعيم، والمكافآت تأتيهم دون أية متاعب، وبعد نحو 30 عاماً والمحصلة صفر، فهم لن يجدوا أفضل من هذا المكان فى العالم ليرتعوا فيه! ويضيف حفيظ: حينها أدركت مدى الدفاع المستميت منهم عن المكان، وفى الوقت نفسه أدركت حقيقة أن أهالى الضبعة محقون فى أنهم سيدفعون أرواحهم ثمناً للحفاظ على أرضهم آمنة دون أخطار نووية، مثلما قال العالم الجيولوجى الدكتور خالد عودة، إن موقع الضبعة لا يصلح لإقامة المشروع النووى لخطورة الأرض الجيرية الهشة فى إقامة المشروع، ما يؤكد أن هناك مصالح شخصية وراء كل من يروج لإقامة المشروع النووى فى المنطقة. أخبار متعلقة: أهالى الضبعة يحذرون السفارة الروسية من مشاركة الحكومة فى مشروعات نووية على أرضهم