فاروق جويدة في مقال: أسوأ الأشياء في دنيا البشر الانتقام

كتب: محمد متولي

فاروق جويدة في مقال: أسوأ الأشياء في دنيا البشر الانتقام

فاروق جويدة في مقال: أسوأ الأشياء في دنيا البشر الانتقام

قال الشاعر والكاتب الصحفي فاروق جويدة في مقال له نشرته جريدة الأهرام اليوم تحت عنوان "لا ظالم .. ولا مظلوم" إنه "من أسوأ الأشياء فى دنيا البشر الانتقام، وللأسف الشديد ان الانتقام من مظاهر العنف وليس من سمات القوة، والإنسان القوى يحب التسامح لأنه قادر على ان ينتقم ولكنه يترفع بقوته لأنها وسيلة العاجز وليست صفات القوى".

وأضاف أن "كثيرا ما نجد فى حياتنا تلك النماذج التى ترفعت وكانت تستطيع ان تأخذ حقها ولكنها أبت ان تعتدى على فارس سقط عن جواده، إن من أنبل الصفات فى مواجهات البشر ألا تضرب فارسا سقط سيفه أو خانه جواده، وفى الحروب لا احد يعتدى على الأسرى فليس من البطولة ان تقتل أسيرا، وفى العلاقات الإنسانية نسمع عن حكايات كثيرة نسمع عن امرأة أحبت وذابت عشقا فى حبيب لم يكن على مستوى النبل والشهامة وأساء لها وشردها مع أبنائها من اجل نزوة طارئة ودارت بهما الأيام وسقط أمامها مريضا ولم يجد أحدا بجواره غير هذا القلب الذى أحبه يوما ولم تعاتبه فى لحظة ألم ولم تشمت فى مرضه ولم تحاول فى لحظة ضعف ان تنتقم بل إنها أرادت ان تثبت لنفسها إنها الأقوى بحبها القديم وإنها لا يمكن ان تضعف أمام مشاعر من الكراهية لهذا الإنسان".

وأوضح أنه "قد تسربت إليها مع ليالى الحزن والألم والوحشة وحين أغمض عينيه وهو يرحل عن عالمنا كانت آخر كلماته هل يمكن ان اطلب منك السماح وكان ردها إن القلب الذى أحب لابد ان يتسامح، مثل هذه النماذج فى الحياة هى التى تمنح البعض قدرة على ان يقاوم ضعف النفوس وقسوة القلوب وقد تجد نفس هذا النموذج فى امرأة تنكرت لمن منحها العمر والصحة والسعادة ولعب فى رأسها شيطان صغير اخذ منها ما اخذ وعادت إلى عشها القديم تسأل الرحمة والغفران وكان رده قاطعا لن أتخلى عنك وأنت فى مرضك اللعين كل ما تطلبين مجاب ولكن المشاعر رحلت والحب مات وليس أمامنا غير ان نتسامح فيما نملك أما القلوب فلها حسابات أخرى، أردت إن أقول إن الانتقام شىء بغيض وان الحياة لا تتسع لهذه المشاعر المتوحشة من الكراهية، نم مظلوما افضل من ان تنام ظالما وإن كنت أفضل ألا أكون ظالما أو مظلوما".


مواضيع متعلقة