ثعابين وكابلات تهدد المواطنين: من لم يمت صعقاً مات مسموماً

كتب: حسن عثمان

ثعابين وكابلات تهدد المواطنين: من لم يمت صعقاً مات مسموماً

ثعابين وكابلات تهدد المواطنين: من لم يمت صعقاً مات مسموماً

شوارع تملأها بقايا أثاث محطم، وأطفال يلهون فى مرح غير عابئين بما حدث لهم وما ينتظرهم من مصير إذا أقبلت السيول فجأة، فى مدينة رأس غارب، حيث يحاصرهم الخطر أينما ذهبوا، ما بين ثعابين سامة تزحف نحو الصغار قبل الكبار وبين كابلات الكهرباء المكشوفة والملقاة على الأرض دون تغطية بالقرب من ساحات لعب الأطفال بالشوارع ليصبح الموت مصيراً محتملاً لكافة صغار المدينة.

يقول محمد إبراهيم، أحد أصحاب المنازل التى تعتمد على هذه الكابلات فى الإنارة: «منذ 10 أيام جاءت شركة الكهرباء وحفرت الشوارع وأخرجت كابلات الكهرباء علشان تعمل لها صيانة، لكن من يومها مفيش حد جه علشان يردم على الأسلاك وسايبينها كده، والعيال عمالة تلعب وممكن أى عيل يمسك السلك ويموت فى ثانية واحدة».

{long_qoute_1}

وجود الأسلاك بدون تغطية جعل عدداً من أصحاب المنازل المجاورة يستخدمون تلك الكابلات لإنارة المنازل بشكل غير مشروع، وتسبّب ذلك فى زيادة الضغط على الكابلات المكشوفة، ويتابع إبراهيم: «أصحاب البيوت اللى جنبنا لما لقيوا الكابلات مش متغطية وعريانة كل واحد وصّل له وصلة وبدأ ينوّر بيته، عن طريق سرقة الكهرباء، ولا فيه رقيب ولا مسئول يعاقبهم، بالرغم من إنى رُحت أكتر من مرة مجلس المدينة علشان يحضروا ويشوفو حل للمشكلة دى».

لا يستطيع أحمد تغطية الكابلات المنتشرة فى الشوارع خوفاً من أن يتم عمل محضر له، لذلك ينتظر بفارغ الصبر حضور الشركة لتغطية الكابلات، ومنع أولاده من اللعب خارج المنزل حتى لا يتعرضوا للصعق الكهربائى.

خطر الأسلاك المكشوفة لا يهدد حياة الأطفال فقط، وإنما يهدد حياة جميع السكان فى المنطقة، لأنه قد يحدث ضغط على الكابل فيتسبب فى حدوث حريق للمنازل بمن فيها.

لم تكن الأسلاك المكشوفة وحدها مصدر الخطر بالمكان، إذ تجد عدداً آخر من الأطفال لا يزيد عمر أحدهم عن العشرة أعوام يجرون خلف ثعبان يحملونه فى أيديهم وفى اليد الآخر حجر من الطوب بهدف قتل هذا الثعبان، لا يبالون بتلك الأسلاك وربما لا يدركون خطورتها.

وأكدت إحدى السيدات التى أصابها الذهول من المنظر أن «الثعابين تملأ الشوارع ومن السهل أن يلدغ ثعبان أى طفل أو رجل أو أى شخص يمر»، وقالت: «من بعد السيول ما نزلت البلد والتعابين بقت فى كل مكان، وكل يوم الأطفال الصغيرين دول يقتلوا تعبان أو 2، وممكن جداً التعبان ده يلدغ أى حد فيهم، وممكن برضو أى واحد كبير يتعرض للموت بسبب التعابين اللى موجودة فى كل مكان».

حضرت وزارة البيئة قبل أيام وتجولت فى كل مكان من الأماكن المتضررة، وقدمت تقريراً يفيد بأن المنازل خالية من الثعابين ولا يوجد فيها ما يهدد حياة المواطنين، هذا مأكده أحمد حربى أحد شباب مدينة رأس غارب: «البيئة جت هنا ولفت شوية ومشيت وبعدها قالو إن مفيش حاجة والدنيا تمام، التعابين جت مع السيول، وكل يوم العيال الصغيرين دول يموّتوا كام تعبان، وللأسف حياة الكبير والصغير فى خطر بسبب الثعابين التى أصبحت تهدد حياة الناس».


مواضيع متعلقة