الأهالى يقيمون «سواتر ترابية» لتغيير مجرى المياه.. فى 5 أيام فقط

الأهالى يقيمون «سواتر ترابية» لتغيير مجرى المياه.. فى 5 أيام فقط
- أمن البحر الأحمر
- الأجهزة الحديثة
- برميل بترول
- بنى مزار
- حدث بالفعل
- حرب أكتوبر
- خط بارليف
- رأس غارب
- أبناء
- أمن البحر الأحمر
- الأجهزة الحديثة
- برميل بترول
- بنى مزار
- حدث بالفعل
- حرب أكتوبر
- خط بارليف
- رأس غارب
- أبناء
قبل سنوات كان طريق الشيخ فضل - رأس غارب بمستوى الوادى، وشهدت السنوات العشر الأخيرة عمليات تطوير مستمرة له، حيث تم رصف الطريق ثلاث مرات على فترات متباعدة، ما أدى إلى ارتفاع مستوى الطريق عن الوادى نحو 2 متر تقريباً فى بعض المناطق.
الطريق عمره يزيد على الـ50 عاماً، وتم إنشاؤه بشكل غير مستقيم، لتفادى الجبال التى كانت تعترضه، وبعد ظهور الأجهزة الحديثة قامت الدولة بتكسير هذه الجبال حتى يمر الطريق بشكل مستقيم، ولم تضع فى حسبانها أن هذه الجبال التى تمت إزالتها حتى يمر الطريق مستقيماً بمثابة سدود ربانية تمنع السيول من أن تسير فى اتجاه الوادى.
{long_qoute_1}
وسمى هذا الطريق باسم طريق الشيخ فضل، نسبة إلى قرية موجودة فى محافظة المنيا فى مركز بنى مزار، اسمها قرية الشيخ فضل، وتقع مع بداية الطريق. يقول الحاج محمد عبدالسيد، أحد أبناء مدينة رأس غارب، صاحب محاجر داخل الجبال، وصاحب اللوادر التى تم استخدامها فى تغيير مجر السيل، إنهم أكثر الناس دراية بالجبال لأنهم يتعاملون فى الجبال منذ أكثر من 35 عاماً، لذلك قمنا بعمل مجرى جديد للسيول حتى لا تتجه ناحية مدينة رأس غارب مرة أخرى.
ويتابع: «السيول بتنزل فى الجبال كل سنة، وكنا بنشوف ده بعيونا لأن شغلنا كله فى الجبال، لكن الناس ماتعرفش ده خالص، والسيول بتنزل دايماً عن الكيلو 70 حتى الكيلو 140، ومنذ 13 سنة لم تأت السيول إلى رأس غارب بشكل مباشر، وفى عام 2010 بدأنا نشعر بوجود المياه ووصولها بداية المدينة، وده طبعاً بعدما قامت الدولة برصف الطريق أكثر من مرة وارتفع منسوب الطريق عن الوادى أكثر من متر ونصف، وهذا منع المياه أن تسير فى اتجاه البحر وصلت إلى المدينة».
ويضيف: «عندما تسقط المياه وتتجمع فى مكان معين تقوم المياه بشق ممرات لها فى الرمال، ناحية الانحدار، وهذا ما حدث بالفعل، تجمعت المياه وقامت بعمل ممرات لها ناحية البحر، ولكنها اصطدمت بوجود الطريق المرتفع عن الوادى، تجمعت المياه بكميات كبيرة خلف الطريق، لكن الطريق لم يتحمل ضغط المياه، وانكسر عند الكيلو 14 تقريباً، فانهالت كميات هائلة من المياه على مدينة رأس غارب».
ويستطرد: «بعد سقوط السيول بنحو أسبوع تقريباً، قمنا بالسير على طريق الشيخ فضل حتى مسافة الكيلو 70، ووجدنا أن أنسب مكان لعمل مجرى للسيول حتى لا تقع مرة أخرى على المدينة عند الكيلو 14 تقريباً، وبالفعل قمنا بعمل مجرى للسيل فى هذه المنطقة». ويضيف: «واجهتنا مشكلة عندما شرعنا فى عمل مجرى للسيول، هذه المشكلة تمثلت فى هدم الطريق، ومنعتنا الشركة من تنفيذ المجرى بسبب عدم الموافقة على هدم الطريق، ولكن مدير أمن البحر الأحمر حضر ووافق على هدم الطريق عند مجرى السيول، على أن تقوم الشركة بعمل طريق جانبى بمستوى الوادى حتى لا يعترض الطريق سقوط المياه مرة أخرى».
ويوضح «عبدالسيد» الطريقة التى قام فيها بإنشاء مجرى السيل قائلاً: «ما فعلناه هو شىء بسيط ولكنه فى نفس الوقت مهم للغاية، المياه لا يمكن أن يعترضها أحد، فلديها قدرة فائقة على تدمير أى شىء، واتضح هذا فى ما حدث أثناء حرب أكتوبر حيث استطاعت المياه تدمير خط بارليف الحصين، ما فعلناه هو أننا قمنا بعمل ممر فى الأرض، لأن المياه إذا وجدت ممراً فى الأرض فإنها لا تحتاج إلى الصعود فى الأعلى، هذا الممر تم عمله بطول نحو 3 كيلو، وعلى بعد نحو كيلو آخر أنشأنا ممراً آخر، وعلى بعد كيلو أنشأنا ممراً ثالثاً وأصبح لدينا ثلاثة ممرات للسيول أو ثلاثة مجارى للسيول حتى إذا انهدم الأول يكون هناك مجرى آخر وهكذا».
استغرق العمل فى عمل مجرى للسيول نحو 5 أيام متواصلة، ليل نهار: «فضلنا نشتغل فى عمل مجرى السيول لمدة 5 أيام متواصلة، كنا بنشتغل كل يوم ورديتين علشان ماينفعش نشتغل 3 ورديات لأن المعدات كانت محتاجة إنها تستريح، بالفعل خلصنا شغل فى وقت قياسى، واستخدمنا بلدوزرات كتير ومعدات ثقيلة». ويؤكد «عبدالسيد» أن شركتهم كانت متعاقدة مع عدد من الموردين ولكنهم طلبوا منهم تأجيل إرسال البضاعة لوقت آخر: «كنا متعاقدين مع موردين، وأجلنا توريد البضاعة علشان نعمل مجرى السيل ده، وأخبرنا الموردين أن لدينا مشكلة ولا نستطيع حلها إلا بعد 10 أيام بسبب سقوط السيول وقطع الطرق، وبالفعل تفهم الموردون ظروفنا، واستغللنا الوقت وأنشأنا مجرى السيول». ويوضح أن من قام بعمل هذه الممرات هم الأهالى ولم تقدم الحكومة أى مساعدات: «اللى عمل مجرى السيل همّا الأهالى ومفيش أى جهة حكومية ساعدتنا فى أى شىء، ولم يحضر إلينا أى معدة خاصة بالحكومة، وجميع المعدات خاصة بالأهالى، حضر معانا مدير الأمن والمحافظ، ورئيس مجلس مدينة رأس غارب كان موجود معانا بشكل مستمر». ويتابع: «لم تعطنا الحكومة أى شىء على الإطلاق ولم تفكر أساساً فى أن تصرف لنا برميل بترول للمعدات التى تعمل فى عمل ممرات السيول».