رائد هندسة الطرق: قناة السويس «منجم ذهب» للمصريين.. والإرهاب يريد هدم الاقتصاد

رائد هندسة الطرق: قناة السويس «منجم ذهب» للمصريين.. والإرهاب يريد هدم الاقتصاد
- أسلحة الدمار الشامل
- أمن المطار
- أنحاء العالم
- إدارة الأزمات
- الأمن الدولى
- الأمن القومى
- الإنتاج الحربى
- التجارب الناجحة
- التجارة العالمية
- أثرية
- أسلحة الدمار الشامل
- أمن المطار
- أنحاء العالم
- إدارة الأزمات
- الأمن الدولى
- الأمن القومى
- الإنتاج الحربى
- التجارب الناجحة
- التجارة العالمية
- أثرية
«هدية لمصر».. هكذا وصف الدكتور عبدالحليم عمر، رائد هندسة الطرق فى كندا، مدير برنامج ماجستير حماية المنشآت الحرجة والأمن الدولى فى كندا، مشروعاً يبدأ تنفيذه مع وزارة الإنتاج الحربى لتصنيع هراس للأسفلت يعالج مشاكل المطبات فى الطرق المصرية، بنسبة تصنيع محلية تصل إلى سبعين فى المائة. وطالب «عبدالحليم»، فى حواره لـ«الوطن» بضرورة إنشاء مركز استراتيجى بهدف التدريب على حماية المنشآت الحيوية فى مصر من أى هجمات إرهابية، كما طرح مشروعاً لإنشاء قطار يعمل دون وقود بالمدينة الخضراء بمحور قناة السويس.. وإلى نص الحوار:
■ ما تفاصيل مقترحكم بإنشاء مركز لحماية المنشآت الحرجة فى مصر؟
- العالم بدأ فى التعرف على مفهوم المنشآت الحرجة بعد حادث برجى التجارة العالمية فى أمريكا فى الحادى عشر من سبتمبر، والهدف الرئيسى هو تحقيق الأمن بحماية المنشآت، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد بتفادى أى مخططات إرهابية بالهجوم، بخاصة بالنسبة للمنشآت التى تمثل أهمية قصوى، وحرجة للاقتصاد القومى. والمنشآت فى مصر قديمة، وأثرية منذ سبعة آلاف سنة، وهناك منشآت حديثة وعلينا تحديد نقاط ضعف هذه المنشآت بخاصة فى القطاعات الحيوية مثل قطاع الكهرباء والطاقة، الذى يمثل شرياناً حقيقياً لمعظم الأنشطة الأخرى. كما يمثل تأمين النقل البحرى أهمية قصوى بخاصة محور قناة السويس، ويمثل النقل البحرى الشريان الرئيس للتجارة العالمية بواقع تسعين فى المائة من البضائع عالمياً تنقل من خلال المجرى الملاحى، وبدأت أمريكا فى تصميم نظم تأمين متطورة للغاية للموانئ التابعة لها، بالكشف عن محتويات الحاويات أثناء العبور، كما تشكل عمليات القرصنة تحدياً آخر للنقل البحرى فى عدد من الدول ليس فقط الصومال بل فى جنوب أمريكا، والكاريبى، والصين، والهند. والتهديدات فى المجال البحرى تشمل الجريمة المنظمة، والصيد فى مياه الدول الأخرى، والهجرة غير القانونية، أو تجارة تهريب البشر، والتكنولوجيا الحديثة ساعدت على البحث عن ثروات طبيعية فى عمق البحار، والمحيطات، بجانب تهريب أسلحة الدمار الشامل، والكوارث الطبيعية، والحوادث.
{long_qoute_1}
■ هل تحدثنا عن تأمين قناة السويس؟
- القناة منجم ذهب للمصريين وتحتاج للتأمين المستمر لمنشآتها، وهذا لن يأتى إلا بعد التأكد من أمن وأمان هذه المنشآت، بخاصة أن منطقة القناة قريبة من المناطق الساخنة سياسياً، ويمكن حماية الموانئ المصرية من خلال البحرية والغواصات الحديثة والهليكوبتر بالتعاون مع القوات المسلحة، لذا أقترح إنشاء جهاز لحماية المنشآت الحرجة لمنع وقوع الحوادث ومواجهة التهديدات الدبلوماسية، والعسكرية التى تحدث فى الصراعات بين الحدود، كما يحتاج حقل الغاز الذى اكتشف العام الماضى لحماية أيضاً، ونحتاج لأن تتحرك أجهزتنا المعلوماتية التى تضع السياسات وتنفذ العمليات، والخطط اللازمة، لتحقيق استراتيجية أمن النقل والمواصلات. والجهاز المقترح يعتمد على عدد من المؤسسات منها الصناعة، ووزارة النقل، والمحافظات والأقاليم، ومراكز البحوث الوطنية والشركاء الأجانب، حتى يمكننا التعاون دولياً لمواجهة الإرهاب. وللأسف المواصلات هى الهدف المفضل لدى الإرهابيين فى جميع أنحاء العالم لما ينجم عنها من ضحايا، وهدف الإرهاب ليس القتل بقدر أن يكون التأثير على النمو الاقتصادى للبلاد حتى تركع، وعندما يتأثر الاقتصاد تبدأ الثورات التى تسقط الحكومات.
■ وما مقترحاتكم لمنطقة محور قناة السويس؟
- فى إطار مقترحات إنشاء مدينة خضراء فى محور تنمية قناة السويس، أقترح حظر دخول السيارات الملاكى للمدينة، وتركها فى جراج خارجها، عدا عربات الإسعاف والطوارئ، واستخدام قطار مغناطيسى لا يستخدم الوقود، وقليل التكلفة، وهناك شركة كندية على استعداد أن تأتى إلى مصر من خلال شراكة بين الحكومة المصرية والكندية، لإنشاء هذا القطار، بل لديها استعداد لعمل شراكة مع مصر لتصنيع أجزاء كبيرة منه وتصديره للدول الأخرى منها السعودية التى تبدأ فى إنشاء هذا القطار فى المدينة المنورة، ومدينة تورنتو الكندية. وبدأنا مناقشات مع اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، فى هذا الشأن، هذا القطار حمولته أكبر من حمولة مترو الأنفاق، ولا يسبب أى انبعاثات، والحكومة الكندية على استعداد للشراكة الكاملة مع مصر فى هذا الشأن، على أن يكون المصنع فى محور القناة بجانب إنشاء مركز للبحث العلمى ملحق به.
{long_qoute_2}
■ كيف يمكن تحسين منظومة الطرق المصرية؟
- الطرق التى تمتلكها دول مثل أمريكا المسئول عنها وزارة الدفاع بينما يقتصر تشغيل هذه الطرق على وزارة النقل، ما يؤكد أهمية حماية الطرق للأمن القومى، وهناك عدد من الأنشطة التى تتحكم فى الأمن القومى عموماً منها خطة الطوارئ، وإدارة الأزمات، والصحة العامة، وأمن قطاع المواصلات، وأمن الحدود والمنافذ والمخارج، والأمن الدولى، وهذا مشروع أعمل به منذ خمسة وثلاثين عاماً، يتمثل فى تطوير منظومة رصف الطرق عالمياً من خلال مشروع يسمى «أمير»، أطلق على اسم ابنى الأكبر يساهم فى معالجة الشقوق التى تحدث فى الأسفلت نتيجة استخدام الطرق التقليدية فى رصف الطرق، ما يتسبب فى عمل المطبات على الطرق المصرية بعد مرور النقل الثقيل عليها. والمشروع الذى يعتمد على الرصف ليس باستخدام أسطوانة بل شكل مسطح للأسفلت، بدأ استخدامه فى كندا، وتستخدمه أستراليا منذ عشرين عاماً، وسجلت هذا الابتكار فى براءة اختراع وهى طريقة تستخدمها دول مثل السويد وكندا وأستراليا منذ أربعين عاماً، ووصل المشروع للجيل الثالث المطور منه، وبالتعاون مع اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، سنعمل على إنتاج الجيل الرابع من جهاز رصف الأسفلت المطور فى مصر بداية من العام المقبل، بنسبة إنتاج تصل إلى سبعين بالمائة، وهذا الجهاز لن يجعلنا نشتكى من الطرق والمطبات فى مصر ثانية. {left_qoute_1}
■ وماذا عن تطوير أمن منظومة النقل الجوى؟
- هو أحد الأهداف الإرهابية المثالية، خاصة أن ثلث سكان العالم ينتقلون من خلال الطيران سنوياً، بدخل يصل إلى مائتين وأربعة تريليونات دولار، واثنان وخمسون فى المائة من السياحة عالمياً تنتقل من خلال الطيران، وخمسة وثلاثون فى المائة من البضائع تنقل جواً، وحوالى تسعة وأربعين مليون طن تنقل بالطيران، ما يجعل العالم يهتم بتطوير أمن المطارات. وبدأت الدول فى استخدام وسائل تكنولوجية متطورة للكشف عن الحقائب، مع نمو نظم المعلومات والمخابرات عن الأشخاص التى تنتقل من دولة إلى أخرى برصد تحركاتهم قبل وبعد الانتقال من بلد لآخر بمجرد شراء تذكرة الطيران يفتح ملف فى ثمانية مخابرات أجنبية عن الشخص لرصد تحركاته.
■ كلمة أخيرة للشباب المصرى؟
- أقول له: تعلم من الفشل أكثر من التجارب الناجحة، فالفشل يعلم الصبر، والنظر للأمور بطرق مختلفة، وهو البداية الحقيقية للنجاح، وأنا شخصياً تعلمت من الفشل كثيراً.